بقلم: ابراهيم داود
الجنسية المصرية لن تغير شيئاً فى حياة أو سينما المخرج الكبير محمد خان، ولكنها حق، ويجب أن يحصل عليه، يوجد إرهابيون تمتعوا بها ولم يقدموا مثله شيئا للبلد الذى منحهم إياها، بلد يقتلون جنوده فى سيناء، محمد خان مصرى حتى لو كان والده باكستانيا، والده الذى أصر على تعليمه فى المدارس الحكومية منذ طفولته، احتفل قبل أيام بعيد ميلاده الواحد والسبعين، دون أن «يتمتع» بجنسية بلده، مصر التى بذل عمره من أجلها، وقدم لها وعنها وعن ناسها وعن أشواقها وأحزانها اثنين وعشرين فيلما، أربعة منها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية (زوجة رجل مهم، أحلام هند وكاميليا، خرج ولم يعد، سوبر ماركت)، موضوع حصوله على الجنسية مطروح على صفحات الفن منذ أكثر من عشرين عاما، وكان ينبغى أن يتبناه المثقفون والحقوقيون والسياسيون، لأن محمد خان مصرى قلباً وقالباً، قال له سفير مصر فى النمسا قبل الثورة «الورق فى الدرج ولكن الرئيس «مبارك» مش بيحب يدى الجنسية لحد»، فى الوقت الذى الذى منحها لأكثر من «حد»، فى مهرجان موسكو كان فيلم الحريف يمثل مصر، وكان لخان فيلم آخر يخص دولة المالديف، الروس وضعوه ضمن الوفد المالديفى، ما هو إحساسك وأنت تعامل هكذا، وأنت تريد أن تفوز لمصر؟، كل فترة يتجدد الحديث فى الموضوع ثم تبرد ناره، ولكن بعد 71 عاماً من العشق والعمل، عيب على القائمين على الدولة المصرية، أن يتركوا الموضوع هكذا، سينما محمد محمد خان لم تكن مشغولة بالسياسة بمعناها المباشر الاستهلاكى، هى مشغولة بالعدالة الاجتماعية التى ثار المصريون لكى تتحقق، يمتلك عينا قلقة تبحث عن الألفة، تبحث فى الناس عن أجمل ما فيهم، أفلامه تترك أثراً شجياً، يؤكد ضرورة أن نكون معا، هو مشغول بما أصاب الطبقة الوسطى، وربما اعتمد علماء الاجتماع فى المستقبل بأعماله، إذا فكروا فى دراسة «كيف تم التخطيط لتجريف روح الشخصية المصرية؟»، وخصوصاً فى فترة الثمانينيات، لأن أفلامه فى هذه المرحلة من أهم المراجع، هو عطوف على شخصياته ويعرفها حق المعرفة، وحصل على جوائز دولية كثيرة لمصر، وفى الوقت نفسه يعامل فى مطارها الدولى كغريب، وهذا لا يليق بمصر الرحبة، ولا يليق بفنان عظيم ساهم فى الارتقاء بذائقة السينما المصرية، شعرت بحزن حقيقى عندما قال للتحرير قبل يومين «عايز أموت مصرى»، كيف أوصلته البيروقراطية إلى هذه الحالة، وإلى متى يظل ضيقو الأفق فى أماكنهم؟، وكيف لا تتشرف جوائز الدولة بمنحه ما يستحق من جوائز، محمد خان معنى كبير فى الثقافة المصرية، مصرى وطنى مثل نادين خان وشقيقها حسن، ولايقل وطنية عن عاطف ووداود وخيرى، ولأنه تورط فى العشق وكان كريما فى محبته، وعلى الرئيس المؤقت عدلى منصور(وهو رجل متحضر)، أن يحسم هذا الموضوع البايخ.. «ولا نكلّم مين؟»
نقلا عن : المصري اليوم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com