بقلم : الإكليريكى نادى شحاته
هل سمعت من قبل عن قصة دودة بنت فراشة ؟
غالباً ستكون الإجابة (لا) ولذلك تعالى معى لأروى عليك القصة كاملة لعلها تكون ذات فائدة لنا...
فى زمن ما ومكان ما كانت هناك فراشة جميلة هى الوحيدة والفريدة من نوعها ... هى المحبوبة من كل الحيوانات والنباتات...كانت محط أنظار الجميع خاصة عندما تسبح فى السماء الواسعة
إلى أن جاء اليوم الموعود التى ستنجب فيه هذه الفراشة نسل مثلها على شكلها وصورتها ... اليوم الذى ستضع فيه البيض لكى تنجب فراشة جميلة ورائعة تحمل فى داخلها جمال وصورة والدتها ...
كانت كل النباتات والحيوانات فرحة فأخيراً سيرون نسلاً لهذا الجمال الرائع
وعندما حان وقت خروج المولود الجديد من البيضة... اجتمعت كل الكائنات الموجودة لترى ماذا سيحدث ؟ وهل سيكون المولود الجديد جميلاً مثل والدته ؟ أم سيكون أبرع جمالاً منها ؟
وقد كانت المفاجأة الكبرى عندما كٌسرت البيضة من الداخل وخرجت منها دودة وليست فراشة ... دودة لا تحمل جمال أمها الفراشة... دودة لا تقدر سوا أن تتسلق الأشجار وتمشى على الأرض عكس أمها التى تحلق فى السماء مبتهجة
ظلت الدودة بنت الفراشة تحارب... تتعب كثيراً على الأرض ...لا يراها أحد ولا يشعر بوجودها وكأنها غير موجودة ... تحيى حياة ليست حياتها
ولكن هل ستظل الدودة بنت الفراشة هكذا؟
هل ستظل لا ترى الشمس طيلة حياتها ؟
بالطبع لا ... لن تظل هكذا
فماذا تفعل أذن ؟
كانت هذه الدودة لديها ثقة أنها ليست من هذه البيئة وحياتها لابد أن تكون مثل أمها الفراشة ... ظلت تحلم باليوم الذى تحلق فيه فى السماء.
إلى أن أتى اليوم الحاسم والذى حسمت فيه حياتها حيث تسلقت أحدى الأشجار العالية ثم بدأت تكفن نفسها بالخيط الذى تنتجه وكأنها ميتة وملفوفة بالكفن بأكملها
وبعد أيام بدأت تتألم تحاول أن تمزق الأكفان ولكن قيوده صعبة عليها ... ظلت هكذا تحاول.... وعندما تتعب تستريح إلى أن نجحت أخيراً ومزقت الأكفان كلها لتخرج كائن جديد ليست دودة كما كانت بل فراشة حياتها فى السماء مثل أمها تماماً فاليوم فقط حملت صورتها وعبرت عن جمالها الرائع والذى كان مشوهاً عندما كانت دودة
هل فهمت عزيزى القارئ ماذا أقصد من هذه القصة ؟
نحن مثل هذه الدودة مولودون من فوق بفعل المعمودية كقول الرب يسوع المسيح " الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله "(يو 3 :5 ) فحياتنا فى هذه الأرض حياة مؤقتة ولن تستمر كثيراً
ولكن علينا أن نموت أولاً مثلما فعلت الدودة لكى نحيا حياة جديدة والمقصود بالموت هنا هى أماتت الإنسان العتيق ليحيا الإنسان الجديد إنسان البر والقداسة "أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور.... وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق"(اف 4 : 22 – 24) وايضا "عالمين هذا ان انساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد ايضا للخطية)"(رو 6: 6)
ومثلما كانت تتألم الدودة داخل الشرنقة هكذا عليك أن تتألم فى قتلك لإنسان الخطية ولكن دون أن تيأس فإصرار الدودة على التغيير هو الذى حولها إلى فراشة .
والأن عليك أن تقوم... فقط صلى إلى ابيك الذى خلقك على صورته ومثاله وقل له أن الخطية قد شوهت صورتى وأنا غير قادر على اعادتها مرة أخرى ... قل له ان الخطية قد منعت روحى أن تحلق فى سماءك وقد سجنت على الأرض ...الناس ينظرون إلي وكأننى لست أبنك او على صورتك ظنوا انى من الأرض لأننى مازلت متعلق بها ... فهل ستتركنى يا إلهى هكذا وكأننى لست موجوداً؟ هل ستترك النور الذى فيا مكتوماً وغير ظاهر ؟ أنت قد جئت ومت من أجل حياتى فهل ستتركنى للموت بعد موتك من أجلى ؟
وتأكد أنه يستجيب لك ويفرح بك لأنه ينتظرك ليحارب من أجلك وينتصر لك لكى تحيا حياة جديدة تستعيد فيها صورتك الأولى التى خلقت عليها
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com