هناك مئات النظريات التي تدور حول موضوع كيفية بناء الأهرامات؛ منها على سبيل المثال وليس الحصر: أن كائنات فضائية متطورة هبطت إلى الأرض لظروف ما، وقامت ببناء الأهرامات إما للحياة بها أو لاستخدامها كوسيلة تواصل مع موطنها الأصلي لحين عودتهم إلى كوكبهم الأم! وقام أصحاب نظرية الكائنات الفضائية بالإعلان في أكثر من مؤتمر بأن 45 في المائة من شعوب العالم تعتقد أن الأهرامات المصرية لا يمكن أن يقوم ببنائها أشخاص عاديون مثل البشر، بل هي قدرة هؤلاء الذين يعيشون في الفضاء، ووصل الأمر إلى أن علقت بعض الصحف البريطانية عام 2008 أن هناك جيشا من الكائنات الفضائية نزلت قديما إلى الأراضي الإنجليزية وبنوا الحجارة الضخمة الشهيرة هناك.
وقد أعلن أخيرا القس المالطي فينس فيتش أن الديناصورات بعد أن تم ترويضها (لا أعرف كيف؟) جرى استخدامها في بناء الأهرامات! ليست نكتة أو دعابة، بل إنها الحل الوحيد من وجهة نظر الرجل لحل معضلة كيفية بناء الأهرامات المصرية! إن هؤلاء ونظرياتهم إنما يهدفون إلى شيء واحد وهو استبعاد أن يكون الفراعنة هم بناة الأهرامات والحضارة المصرية! ولذلك، فلتكن كائنات الفضاء أو حتى الديناصورات هم بناة الأهرامات، أو حتى فليكن اليهود هم من بنوا الأهرامات.. المهم، استبعاد الفراعنة أصحاب الحضارة عن أي فضل في بناء حضارتهم. ومما قيل حول الأهرامات، أن هرم الملك «خوفو» بالجيزة يتكون من مليونين وثلاثمائة ألف حجر، يزن الواحد من 2.5 طن إلى 15. وأن واجهات الهرم الأربع تواجه الجهات الأصلية الأربع، ولو قطعنا هذه الأحجار إلى مكعبات صغيرة لغطت ثلثي الكرة الأرضية، بل وبنت سورا بارتفاع ثلاثة أمتار حول فرنسا.. ويتساءلون: هل يمكن أن يقوم بذلك الفراعنة؟ ولقد أعلن مناحم بيغن - رئيس وزراء الكيان الصهيوني المتطرف - قبيل زيارة له إلى مصر، أنه سعيد جدا لزيارة مصر لكي يشاهد الأهرامات التي بناها أجداده.. وكنت في ذلك الوقت مفتش آثار الأهرامات، ورفضت مقابلته لولا أن زملاء لي أقنعوني بضرورة أن ألقنه درسا في التاريخ وأؤكد له بالأدلة أن اليهود ليست لهم صلة بالأهرامات، وأنهم جاءوا إلى مصر بعد بناء الهرم بأكثر من 700 سنة.. وقد حدث، وأمام أبو الهول سألته الصحافية هدى توفيق: هل تعتقد الآن أنكم بناة الأهرام؟ فقال: «بعد أن سمعت الأدلة.. أقول إن المصريين هم بناة الأهرامات..»..
وعندما قمت بالكشف عن مقابر العمال بناة الأهرامات التي أثبتت للعالم كله أن اليهود ليست لهم صلة بالهرم، وأن بناة الأهرامات لم يكونوا عبيدا؛ ولذلك أعلن باروخ براندي، مدير هيئة الآثار الإسرائيلية، أن التوراة قد ذكرت فقط أن الإسرائيليين قد بنوا مدينتي «بر آتوم» و«بر رمسيس» إبان الدولة الحديثة، وطبعا ما قيل في التوراة أغلبه محرف لأنهم قالوا إن الأهرامات بنيت بالسخرة ولو كان ذلك حقيقيا لما وجدنا العمال يدفنون بجوار الهرم في مقابر رائعة العمارة والتزيين والعتاد الجنائزي الذي يحتاجونه للبقاء في العالم الآخر مثل الملوك والأمراء والأشراف.. الطريف في الموضوع، أننا لو صدقنا أن الديناصورات بنوا الأهرامات فإن الفراعنة بذلك يكونون قد أتوا بمعجزة أكبر من بناء الأهرامات وهي ترويض الديناصورات.. كل سنة وأنتم طيبون وعام ميلادي جديد سعيد..
نقلآعن الشرق الأوسط
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com