ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"رويترز" ترصد رحلة المشير السيسى للقصر الجمهورى

| 2014-01-28 00:00:00
خاص الأقباط متحدون

رصدت شبكة أخبار "رويترز" رحلة المشير "عبد الفتاح السيسى" إلى القصر الجمهورى، الذى وصفته بأنه "تعرض لضغوط لخوض الانتخابات من الجماهير الرافضة للحكومة الإسلامية" التي تم عزلها العام الماضي ومن القوات المسلحة التي تريد رئيسا يستطيع التصدي للعنف السياسي المتصاعد.
الجدير بالذكر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أعلن اليوم فى بيان له عن تأييده لطلب الجماهير فى ترشيح المشير عبد الفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية. 
ولد السيسي في 19 نوفمبر تشرين الثاني عام 1954 ونشأ في حي الجمالية العريق في القاهرة وتقدم بخطوات مُطردة طوال حياته حتى وصل إلى أعلى رتبة في أحد أكبر الجيوش في الشرق الأوسط. وأعلنت الرئاسة يوم الإثنين ترقيته من رتبة الفريق الأول إلى رتبة المشير.
 
ويقول عنه الأصدقاء والأسرة انه رجل قليل الكلام حاسم القرار.حيث قال ابن عمه فتحي السيسي الذي يدير متجرا لبيع مصنوعات الحرف اليدوية "انه يحب أن ينصت ويدرس ما يقال بعناية. وبعد أن يستمع إلى كثير من الآراء يتخذ قراره فجأة."
وأكدت "رويترز" أن السبب فى قيام مرسي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بتعيين السيسى وزيرا للدفاع هو أنه كان يريد قائدا أصغر سنا للحد من نفوذ العسكريين الكبار الذين كانوا يعملون مع مبارك قبل انتفاضة 2011 واستمروا بعده.بالإضافة إلى ما يعرف عن السيسي من تدين الذى لاقى استحسان مرسي.
 
لكن بينما لم يكن مرسي ينصت فيما يبدو لأي انتقادات كان السيسي يحس بالاستياء المتزايد في الشوارع من سوء إدارة الإخوان. وفي نهاية المطاف وجه إليه إنذارا: استجب لمطالب المتظاهرين خلال 48 ساعة وإلا تحرك الجيش.
 
وكان السيسي قبل أن يعين قائدا للجيش يتولى رئاسة المخابرات العسكرية حيث شحذ مهاراته الإستراتيجية وكان أصغر الأعضاء سنا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي حكم مصر 18 شهرا بعد سقوط مبارك.
 
ولم تكن تصريحات السيسي في ربيع عام 2013 مع تنامي الاستياء من حكم مرسي تشير إلى انه قد يقدم على عزله فضلا عن الترشح للرئاسة رغم شكوكه العميقة في الإخوان المسلمين.وقال السيسي آنذاك "لا بد من وجود صيغة للتفاهم بيننا... البديل فى منتهى الخطورة. ومع كل التقدير لكل من يقول للجيش انزل الشارع خلاص لو حصل ده لن نتكلم عن تقدم مصر للأمام لمدة 30 أو 40 سنة‭‭.‬"
 
وتعكس كتاباته إبان دراسته في كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي في ولاية بنسلفانيا عام 2006 إدراكا للصعوبات التي تكتنف إقرار الديمقراطية في الشرق الأوسط.وعلى الرغم من المخاطر قرر السيسي خوض الانتخابات بسبب التنامي الهائل لضغوط الشارع ولأن صغار الضباط يحثونه على ذلك لأنهم غير مطمئنين إلى قدرة السياسيين على التصدي للتحديات الأمنية في البلاد.
 
وصعد الإسلاميون المتشددون في سيناء هجماتهم منذ عزل مرسي وقتلوا مئات من أفراد قوات الأمن. كما زادت وتيرة أعمال العنف التي يقوم بها إسلاميون في أنحاء أخرى من البلاد بما في ذلك القاهرة.
 
ويحظى السيسي بتأييد الجيش أقوى مؤسسة في البلاد ووزارة الداخلية وكثير من الساسة الليبراليين ومسؤولي عهد مبارك ورجال الأعمال.ومع شعبية السيسي الجارفة ستتيح له هذه القوى على الأرجح الكثير من الوقت لإثبات نفسه كرئيس. وتخلو الساحة من أي سياسيين آخرين يمكنهم تحديه في أي وقت قريب.
لكن خطواته قبل عزل مرسي تكشف عن مهارة سياسية كبيرة فقد تمكن من كسب إجماع أطراف أساسية من زعماء سياسيين إلى رجال دين قبل أن يتخذ قرار العزل. ولم يفصح السيسي عن الطريقة التي سيتصدى بها لمشاكل مصر الكثيرة مثل أزمة الاقتصاد وفوضى الشوارع وتصاعد عنف المتشددين. لكن من التقوا به في الآونة الأخيرة يقولون إنه يدرك ضرورة مكافحة الفقر.
 
وبالنسبة لكثير من المصريين يبدو السيسي منيعا في الوقت الحالي فهو شخصية قوية يتطلع إليها الكثيرون بعد سنوات من الاضطراب.وفي مقهى قريب من حيه العريق علقت صورته بجوار صور بالأبيض والأسود للرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.ويرى مؤيدو السيسي أن عزيمته وتركيزه كافيان لإنقاذ مصر.
 
وقال احد سكان الحي وكان يعرف السيسي إن الصبية الآخرين كانوا يلعبون كرة القدم ويدخنون أما السيسي وأصدقاؤه فكانوا يمارسون رياضة رفع الأثقال مستخدمين أدوات بدائية يصنعونها بأنفسهم في علامة على الانضباط المبكر.
 
وقال عاطف الزعبلاوي وهو عامل في مصنع للصباغة كان يرى السيسي كثيرا في المنطقة "كان عبد الفتاح يبدو دائما أن له هدفا. كان قوي الإرادة."
 
ويقول جيران إن السيسي نشأ في أسرة مترابطة متدينة وقال ابن عمه إنه حفظ القرآن.وكان أبوه يشجعه على العمل في متجره يوميا بعد المدرسة. وأقام في شقة صغيرة فوق سطح مبنى سكني متداع تملكه عائلته الكبيرة.
 
وقال ابن عمه "عندما تعرض شقة في المبنى للبيع فإنها كانت تباع لأحد أفراد العائلة.. بين الأشقاء على سبيل المثال." وأضاف أن السيسي تزوج من داخل العائلة الكبيرة.
 
لكن منتقدين إسلاميين وليبراليين يخشون أن يؤدي انتخاب السيسي إلى العودة إلى عهود القمع.ومع ذلك فحتى السياسيين الأمريكيين الزائرين أصيبوا فيما يبدو بحمى الإعجاب بالسيسي. وعبرت النائبة الأمريكية سينثيا لوميس بعد لقائها به عن إعجابها الشديد.وقالت "تحدث كصاحب رؤية وكمنفذ. بدا كما لو كان متعدد الأبعاد."
 
ويقول اللواء المتقاعد سامح سيف اليزل إن من المرجح أن يطلب السيسي من المصريين الذين أطاحوا برئيسين في السنوات الثلاث الأخيرة التحلي بالصبر.مضيفاً أن السيسى "ليس لديه حل فوري لكل شيء. أعتقد أنه سيقول للشعب إن لدينا مشاكل وهذه المشاكل ستستمر بعض الوقت. يجب أن تتحملوا معي".
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com