اهتمت عدة صحف أجنبية، أمس، بإعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أمس الأول، موافقته على ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، للرئاسة وإعلان رئاسة الجمهورية ترقية السيسى إلى رتبة مشير، اعتبارا من فبراير المقبل، واعتبرت بعض الصحف أن الموافقة «مباركة من المجلس»، واصفة السيسى بأنه «رجل يتمتع بذكاء رجل مخابرات ولمسة سياسى بالفطرة».
وفى الصحف الأمريكية رأت مجلة «تايم» الأمريكية أن أجواء الفرحة التى عمت أنحاء مصر، عقب إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة تعكس خيبة أمل المصريين واستياءهم من حكم جماعة الإخوان المسلمين.
وذكرت المجلة أن بيان المجلس يكشف أيضا مستوى الراحة التى يشعر بها كثير من المصريين العاديين لرغبتهم فى أن يحكمهم رجل يرتدى «الزى العسكرى»، مشيرة إلى تعالى أصوات المصريين الذين احتفلوا بالبيان وترديدهم لهتاف «الجيش والشعب يد واحدة».
فيما قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة يعد «خطوة من المرجح أن تؤدى إلى ترسيخ السلطة العسكرية للجيش»، مضيفة أنها تزيد أيضا من معركته ضد «التمرد الإسلامى الذى يتطور بشكل متزايد».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إنه إذا كان السيسى عازما على أن يكون الرئيس السادس لمصر، فعليه أن يستعد لوراثة كل المشكلات، بدءا من الفقر والفساد اللذين أشعلا انتفاضة ٢٠١١ ضد مبارك، وصولا إلى التهديدات الأمنية الخطيرة، مثل احتجاجات الشارع، والتمرد المسلح.
واعتبرت الصحيفة أن رئاسة مصر فى حال فوز السيسى تنطوى على تحديات ومخاطر أكثر من المرحلة الانتقالية، قائلة إن ظهور السيسى فى الحياة العامة كشف عن تمتعه بـ«ذكاء رجل مخابرات ولمسة سياسى بالفطرة» ليطور مزيجا استثنائيا من السلطة والشعبية لم يتوفر فى مصر، منذ إنهاء الزعيم المصرى الراحل جمال عبدالناصر لحكم ملكى كانت تدعمه بريطانيا قبل ٦ عقود، حسب قول الصحيفة.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن الطريق بات مؤهلا وجاهزا للسيسى، من أجل الترشح للرئاسة. وحذرت الصحيفة السيسى من الدخول رسميا إلى الحلبة السياسية والمخاطرة بالهيبة الكبيرة، مشيرة إلى نجاح المصريين فى إزالة رئيسيين من الحكم فى أقل من ٣ سنوات.
ووصفت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، قرار ترقية السيسى إلى رتبة مشير بأنه «المكافأة العسكرية الأخيرة». وتوقعت المجلة أن فوز السيسى بالانتخابات الرئاسية سيكون سهلا للغاية، فى ظل عدم وجود أى مرشح قوى وفى مناخ يؤيد الجيش، حسب قولها.
وفى الصحف البريطانية، قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» إن «جنرالات المجلس العسكرى باركوا ترشح الفريق السيسى للانتخابات الرئاسية»، مضيفة أن السيسى بات «شخصية شعبية» بين جميع المصريين.
وفى الصحف الفرنسية، أكدت صحيفة «لوموند» أن الطريق أمام الرئاسة بات مفتوحا أمام السيسى بعد ترقيته لرتبة مشير وموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على ترشحه.
وأوضحت «لوموند» أن الاحتفالات بذكرى الثورة أعطت النظام «الضوء الأخضر»، بعد خطاب السيسى الذى أكد فيه أن قرار ترشحه أمر خاضع لـ«إرادة المصريين». وتحت عنوان «السيسى فى طريقه إلى الرئاسة»، قالت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وافق على خوض السيسى الانتخابات الرئاسية، بعد أشهر حافظ بها السيسى على غموضه حول الترشح حاسباً بدقه طموحاته السياسية.
وقالت الصحيفة إن «الجيش هو الذى يتحكم فى التحول الذى تشهده البلاد فى مناخ من المطاردة التى يتعرض لها الإخوان المسلمين والقمع تجاه الصحفيين والنشطاء الليبراليين»، على حد تعبيرها. وأضافت الصحيفة أن مصر ما بعد الثورة «ملغمة» بأزمة اقتصادية حادة وحرب على الإرهاب، ومع ذلك، لايزال السيسى «بطلا» بالنسبة لشريحة كبيرة من المصريين.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com