بقلم شاكر فريد حسن
ما من شك أن ما يحدث في سورية يدمي القلب والفؤاد ، وما تشاهده أعيننا من
صور الدماء النازفة ومشاهد القتل والإبادة والموت والخراب والدمار يثير فينا المرارة والألم والحزن العميق .
إنه مخطط استعماري امبريالي رهيب لإحراق سورية وتدميرها وتفتيت الوطن العربي وتجزئته وبث الفوضى الخلاقة فيه ، مخطط تشارك فيه أمريكا وبريطانيا واردوغان تركيا والغرب ومشيخات النفط القطرية والسعودية والخليجية ، وقوى الإرهاب والتخلف والتجهيل والتكفير الوهابية ، علاوة على يوسف القرضاوي شيخ الفتنة ، ودعاة جهاد النكاح ، وفضائية \"الجزيرة\" القطرية لقد انكشفت الحقيقة وبات واضحاً أن الإدارة الأمريكية وذيولها هي التي تصدر الإرهاب إلى سورية والعراق ولبنان ومصر واليمن وكل دولة لها فيها غايات ومصالح،وإنها تدعم العصابات والجماعات المسلحة بكل مسمياتها
ومنابعها وتوجهاتها،وذلك بهدف زعزعة أمن واستقرار هذه الدول،وتفتيت نسيجها المجتمعي وتدميرها،وإذكاء نار الفتنة الطائفية والمذهبية بين شعوبها وطوائفها . لقد فشلت الإدارة الأمريكية وحلفائها على جميع الأصعدة السياسية والدبلوماسية والعسكرية في استهداف الدولة السورية وحربها المعلنة والخفية ضدها ،
ولم تنجح في تحقيق الانتصارات وتغيير الوقائع على الأرض ، من خلال دعمها للإرهاب وعصاباته وأدواته القذرة ، وإرسالها الأسلحة للمجاميع الإرهابية لتحقيق مشروعها التآمري التفتيتي . وعلى الرغم من إدراك سورية المقاومة وقناعتها التامة بأن المعارضة السورية لا إرادة لها وتساق كالنعاج إلى المسلخ ، إلا أنها وافقت على المشاركة في مؤتمر \"جنيف 2\" بغية سحب البساط من تحت هذه القوى ،
التي قررت المشاركة في المفاوضات السياسية إذعاناً للأوامر العليا من أسيادها الأمريكيين والسعوديين والغرب ، رغم إصرارها على بعض الشروط والمطالب ، التي لا تنسجم ولا تتوافق مع توجهات الوفد السوري الحكومي المفاوض بقيادة وليد المعلم ، الدبلوماسي المحنك ، الذي أثار الاهتمام البالغ بخطابه الهادئ الرصين والقوي ، وتاكيده على ضرورة مكافحة الإرهاب أولاً لحماية شعب سورية ووقف نزيف الدم السوري ،لأن الوفد يضع سورية وشعبها في أولوياته ، بينما كان طرح وفد المعارضة غير واقعي ومثير للسخرية .
وللحقيقة أن قرار الإدارة الأمريكية تجديد دعمها للجماعات الإسلامية المعتدلة وفق منظورها ، تزامن مع رفض ما يسمى وفد المعارضة المشارك في مؤتمر \"جنيف2\" كرد على البيان الرسمي الحكومي السوري بمكافحة الإرهاب وضرورة التعاون الدولي واجتثاثه من جذوره . إن سورية بجيشها ونظامها وشعبها أبلت بلاءً حسناً في المعركة الضارية ضد قوى الظلام والتطرف وعصابات الإرهاب، كجبهة النصرة وداعش وسواها ، وضربوا مثلاً رائعاً في الصمود والمواجهة والتصدي طيلة الثلاث سنوات الماضية ، وخاض السوريون معركة إعلامية ناجحة ومقنعة ،
مؤكدين خلالها أن شعب سورية البطل يتعرض لأبشع حرب إرهابية لم يشهدها التاريخ من قبل ، وإن سورية ونظامها يواجهون هذا الإرهاب التكفيري نيابة عن العالم . وفي النهايه ، إننا لعلى ثقة بأن سورية المقاومة ووأد الفتنة على أرض الشام ، هي المنتصرة في حربها الضروس ضد جماعات وعناصر القاعدة والإرهاب ، لتبدأ عمليات الإصلاح والبناء وصنع المستقبل الديمقراطي .وحمى الـلـه سورية من قوى الشر والعدوان ، التي لا تريد لهذا الوطن أن يزدهر ويتطور ، وتعمل على تجزئته ليبق في غياهب التاريخ .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com