«آفة حارتنا النسيان».. خطرت هذه العبارة ببالى حين تلقيت نبأ اغتيال اللواء محمد السعيد، فهل نسينا أن قادة الإخوان القطبيين خاصة خيرت الشاطر ومحمود عزت برعاية المرشد محمد بديع، شكلوا ميليشيات تولت عناصر من حركة «حماس» تدريبهم على مهارات «حرب الشوارع»، والآن ينفذون تفجيرات واغتيالات بالتعاون مع أبنائهم «التكفيريين» الذين يطلقون على أنفسهم «أنصار بيت المقدس».
لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل أسسوا جهاز «مخابرات الإخوان»، يجمع ويحلل المعلومات وهو ما كشفت عنه تصريحات الداعية السلفى محمد الأباصيرى، التى قال فيها إن الجماعة تتجسس على جميع الشخصيات والأحزاب والمؤسسات وحتى أجهزة الأمن.
وخلال حكم مرسى زرعوا عناصرهم لتعمل جواسيس لصالح الجماعة بمرفق الدولة وحتى داخل المؤسسة الأمنية، وهذا يفسر استهدافهم لضباط بعينهم، مثل المقدم محمد مبروك واللواء محمد السعيد ومسألة «مخابرات الإخوان» ليست وليدة اليوم، لكنها من بنات أفكار المؤسس حسن البنا، كما ورد فى مذكرات مؤسس جهاز مخابرات الإخوان محمود عساف بكتابه الذى يحمل اسم «الإمام الشهيد» وقال فيه: إنه فى جلسة بمنزل ابنته بمدينة برلين يوم 1992/8/16 بدأ كتابة ذكرياته مع البنا، لعمق الصلة بينها، وملازمته له فى أخطر الفترات التى مرت بها الجماعة، حيث كان يعمل أميناً للمعلومات. وأكد عساف أنهم كانوا يجمعون معلومات عن جميع الشخصيات العامة، سواء كانوا أنصار الإخوان أو خصومهم، لتوثيقها بأرشيف، يرجعون إليها كلما طلب أحدهم مقابلة البنا.
ومن التاريخ للحاضر، وتصريح «شاهد من أهلها» هو محسن بهنسى، عضو لجنة تقصى الحقائق بقتل المتظاهرين الذى كشف أن وزير الشباب الإخوانى أسامة ياسين اعترف بوجود فرقة «95 إخوان» التى اعتلت أسطح ميدان التحرير خلال الثورة، مؤكداً أن التحقيقات خلصت إلى أن ياسين كان يقودها.
وأخيرًا علينا مواجهة أنفسنا بأن هناك عملاء للإخوان بشتى أجهزة الدولة، الأمر الذى يقتضى عملية تطهير واسعة لمحاصرة «موجة الاغتيالات» التى لن يكون السعيد آخر ضحاياها.
نقلا عن اليوم السابع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com