خيرت الشاطر .. ذلك الشاب الشيوعي التروتيسكي ، الذي انضم إلى مطالب الطلاب مبكراً فمنع من التعيين في الجامعة وعلى الرغم من كونه أحد المتفوقين على دفعته ، انتقل سريعا من أقصي اليسار إلى أقصي اليمين ، صبغت شخصيته بمكونات وظيفته الحياتية ، فكان تاجراً فإصبح سمساراً للأوطان بعد ذلك.
بدا أن "الشاطر" لا يقنع سوي بدور البطل في كافة المشاهد التي يتواجد بها او تلك التي يتواري خجلا منها ، فانتشر داخل الصف الاخواني ثقافة " المهندس قال ذلك ، المهندس لا يوافق على ذلك ،المهندس يدرك كل شيئ ". فبدا الشاطر للعيان هو محرك كل الخيوط في كل الاوقات وفي الاماكن وفي كل الأزمنة وقادر على القيام بكل الادوار في كافة اللحظات ، وما الحقيقة سوي أن المهندس كان تاجرا يشتري بأمواله المواقف، والاشخاص فكانت امبراطورية المهندس المالية سلم الوصول إلى اضواء الشهرة التنظيمية.
لم يرض "الشاطر" سوي بمنصب الرئيس فرفض ان يعمل تحت امرة رئيسه، محمد مرسي، في مؤسسة الرئاسة ولكنه كان يعبث بيديه في مؤسسة الرئاسه بكافة اذرعه فظهر في النهاية الشاطر وكأنه الراعي الرسمي لمرسي في الرئاسة.
ولد الشاطر في 1950 خرج إلى النور لكي تتصدع على يديه صخرة تنظيم ظل طيلة 80 عاما صامدا في وجه الرياح وشامخا كالجبال ، فجاء الشاطر ليضع نهاية مأساوية لهذا التنظيم ، لم يعبأ بمعني كلمة "مصر" فنظم عشرات الرحلات من شباب التنظيم الى غزة للتدريب على يد قوات حماس تحت اعين الجميع لكن " لافكاك من الموافقة" انه الشاطر ، تواصل مع المجلس العسكري يعطي الوعود ويعقد الصفقات مع السلفيين واليسار لينتهي به المطاف الى تمكين تنظيمه المصاب بالشيخوخة ولكنه لم يدرك انه يصعد نحو الهاوية بجماعته.
انتهي مشروع تمكينه الذي طالما ردد كثيرا على مسامع اقرانه "التمكين الان لا غدا" بالقاءه خلف السجون بكافة التهم التي يقبلها المنطق والتي يندهش منها العقل ، فهو متهم بتهديد الامن الوطني ، وقتل المتظاهرين امام مكتب الارشاد والتخابر مع حركة حماس على حساب الوطن ،هكذا دائما كانوا يقولون في العجلة الندامة ، تعجل الشاطر فلم ينفعه ندمه بعد.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com