ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

المرآة لا تجمّل الوجه القبيح

فايز البهجوري | 2014-02-18 07:18:53

فايز البهجورى

وتقبّله موقوف على حلاوة لسان صاحبه
 قصة طريفة للشاعر فايز البهجورى

 فى يوم من الايام نظر شخص قبيح الوجه الى المرآة  فرأى فيها " وجها قبيح الملامح" .
ولاحظ أنه فى كل مرة ينظر اليها يرى هذا الوجه القبيح. ضايقه ذلك كثيرا.
 وفى احدى المرات قال للمرآة غاضبا :  لماذا كلما نظرت اليك أرى هذا الوجه القبيح ؟
 انه لأمر يدعو الى الاشمئزاز .
   قالت له المرآه :  معك فى ذلك حق . ولكن هل تسمح لى أن أسألك سؤالا .
قال الرجل وهو فى حالة غضب  : اسألى   .
 قالت المرآة : أنا أيضا  كلما نظرت أنت الىّ  ينطبع على سطحى " صورة وجه قبيح".
 ما ذنبى أنا  أن يحدث لى ذلك ؟
انه  أيضا " أمر يدعو الى الاشمئزاز" .

لم يجد صاحب الوجه القبيح  ما يرد به على سؤال المرآة  ، فقام وأحضر شاكوشا وحطّم به المرآة .
                         ***
 رأه ببغاء بداخل قفص كان بالقرب منهما ،  واستمع الى الحوارالذى دار بينهما .
 رفرف الببغاء بجناحيه  وأطلق صيحة عالية ،   وقال فى استنكار لما سمعه وشاهده:
وما ذنب المرآة  حتى يحطّمها الرجل !!!
 كان يجب عليه ، بعد أن كشفت له المرآة عن قبح ملامح وجهه ، أن يعوّض قبح وجهه " بحلاوة لسانه " لا أن يحطّم المرآة .
انه مثل الكثيرين غيره عندما يكشف لهم الآخرون عن عيوب فيهم ، بدلا من أن يصلحوا هذه العيوب،  يهاجمون من لفت نظرهم اليها .


*----------------------------*

 
نصف الحقيقة خداع مقنّع
 كان  صادق عبد الحق  يتعامل مع  من حوله بطريقة غريبه  .
 كان يدّعى  دائما أنه صادق فى كل ما يقوله . وأنه لا يحب الكذب ولا يحترم الأشخاص الذين  يكذبون .
 ولكنه كان هو نفسه يتعامل مع الآخرين بطريقة فيها خداع مقصود ،  مغلّف بغلاف البراءة .
 كان يتعمد فيما يعلنه أن يخفى نصف الحقيقة . ويذكر فقط نصفها الآخر  المثير للجدل . ليحقق أهدافه  دون أن يلجأ الى الكذب .
 سأل مرة أحد أصدقائه : ماذا يمكن أن يحدث لشخص لو كان بين عحلات القطار  ؟.
رد عليه صديقه قائلا : مؤكد أنه  سيموت . سيفرمه القطار .
 وعلّق صادق على رد صديقه قائلا :
وما قولك فى أنه حدث لى شخصيا ذلك .
لقد مرّت من فوقى كل عربات القطار، ولكنّى لم أمت .
وأؤكد لك أنّى لم أكذب فى ذلك .
ارتسمت علامات الدهشة على وجه صديقه . كيف يصدّق ذلك حتى ولو أكّد له صادق أنه لم يكذب فيما قاله ؟ فهذا أمر لا يصدقه عقل .
تركه صادق لفترة فى حيرته  ثم قال له : قلت لك أن هذا حدث معى .
لقد مرّ من فوقى القطار بكل عرباته ،  ولم يحدث لى أى ضرر.
لأنى " كنت تحت النفق ".   
 وهنا ضرب الصديق كفا على كف وهو يقول: حقا أنت لم تكذب . ولكن حجبك نصف الحقيقة أسوأ  من الكذب نفسه .
فمن يقول الكذب يوجد احتمال كشفه بقرائن أخرى.
ولكن  " قول نصف الحقيقة "  و "التعتيم على نصفها الآخر" من الصعب اكتشافه .

***
وفى مرة أخرى كان صادق يتريّض مع بعض أصدقائه على كورنيش النهرفى الضفة الشرقية منه. وهنا قال لأصدقائه :
فى يوم من الأيام عبرت هذا النهر من هذا الشاطئ الى الشاطئ الاخر ذهابا وايابا عشرة مرات متوصلة ولم أشعر بأى تعب  .
قال له أحد أصدقائه هل هذه كذبة أبريل ؟
رد عليه صادق قائلا " قلت لكم أنا لا أكذب . ونحن لسنا فى شهر أبريل .
 وسأله صديق آخر: اذن كيف حدث ذلك ؟
 قال صادق فى بلاهة :  لقد كنت مرافقا لصديقى فوق  سطح  مركب والده التى تتولى نقل الركاب  من البر الشرقى الى البر الغربى للنهر .
وضحك الحاضرون من طريقة صادق عبد الحق فى رواياته للأحداث .
 يذكر نصف الحقيقة ، يعبّر بها عن بطولة مزيفة قام بها .
 ويتجاهل نصفها الآخر  الذى يكشف زيف بطولته .
كثيرون يفغلون ذلك.
                                            

 

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com