ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

المرآة لا تجمّل الوجه القبيح وتقبّله موقوف على حلاوة لسان صاحبه

فايز البهجوري | 2014-02-19 07:52:46

 قصة طريفة للشاعر فايز البهجورى
      فى يوم من الايام نظر شخص قبيح الوجه الى المرآة  فرأى فيها " وجها قبيح الملامح" .
ولاحظ أنه فى كل مرة ينظر اليها يرى هذا الوجه القبيح. ضايقه ذلك كثيرا.
 وفى احدى المرات قال للمرآة غاضبا :  لماذا كلما نظرت اليك أرى هذا الوجه القبيح ؟
 انه لأمر يدعو الى الاشمئزاز .

   قالت له المرآه :  معك فى ذلك حق . ولكن هل تسمح لى أن أسألك سؤالا .
قال الرجل وهو فى حالة غضب  : اسألى   .
 قالت المرآة : أنا أيضا  كلما نظرت أنت الىّ  ينطبع على سطحى " صورة وجه قبيح".
 ما ذنبى أنا  أن يحدث لى ذلك ؟
انه  أيضا " أمر يدعو الى الاشمئزاز" .

لم يجد صاحب الوجه القبيح  ما يرد به على سؤال المرآة  ، فقام وأحضر شاكوشا وحطّم به المرآة .
                        
    رأه ببغاء بداخل قفص كان بالقرب منهما ،  واستمع الى الحوارالذى دار بينهما .
  رفرف الببغاء بجناحيه  وأطلق صيحة عالية ،   وقال فى استنكار لما سمعه وشاهده:
 وما ذنب المرآة  حتى يحطّمها الرجل !!!

   كان يجب عليه ، بعد أن كشفت له المرآة عن قبح ملامح وجهه ، أن يعوّض قبح وجهه " بحلاوة لسانه " لا أن يحطّم المرآة .
    انه مثل الكثيرين غيره عندما يكشف لهم الآخرون عن عيوب فيهم ، بدلا من أن يصلحوا هذه العيوب،  يهاجمون من لفت نظرهم اليها .

نصف الحقيقة خداع مقنّع
    كان  صادق عبد الحق  يتعامل مع  من حوله بطريقة غريبه  .
 كان يدّعى  دائما أنه صادق فى كل ما يقوله . وأنه لا يحب الكذب ولا يحترم الأشخاص الذين  يكذبون .
   ولكنه كان هو نفسه يتعامل مع الآخرين بطريقة فيها خداع مقصود ،  مغلّف بغلاف البراءة .

  كان يتعمد فيما يعلنه أن يخفى نصف الحقيقة . ويذكر فقط نصفها الآخر  المثير للجدل . ليحقق أهدافه  دون أن يلجأ الى الكذب .
 سأل مرة أحد أصدقائه : ماذا يمكن أن يحدث لشخص لو كان بين عحلات القطار  ؟.
 رد عليه صديقه قائلا : مؤكد أنه  سيموت . سيفرمه القطار .
  وعلّق صادق على رد صديقه قائلا :
وما قولك فى أنه حدث لى شخصيا ذلك .

 لقد مرّت من فوقى كل عربات القطار، ولكنّى لم أمت .
وأؤكد لك أنّى لم أكذب فى ذلك .

  ارتسمت علامات الدهشة على وجه صديقه . كيف يصدّق ذلك حتى ولو أكّد له صادق أنه لم يكذب فيما قاله ؟ فهذا أمر لا يصدقه عقل .
   تركه صادق لفترة فى حيرته  ثم قال له : قلت لك أن هذا حدث معى .
 لقد مرّ من فوقى القطار بكل عرباته ،  ولم يحدث لى أى ضرر.
  لأنى " كنت تحت النفق ".   

  وهنا ضرب الصديق كفا على كف وهو يقول: حقا أنت لم تكذب . ولكن حجبك نصف الحقيقة أسوأ  من الكذب نفسه .
 فمن يقول الكذب يوجد احتمال كشفه بقرائن أخرى.

 ولكن  " قول نصف الحقيقة "  و "التعتيم على نصفها الآخر" من الصعب اكتشافه .


   وفى مرة أخرى كان صادق يتريّض مع بعض أصدقائه على كورنيش النهرفى الضفة الشرقية منه. وهنا قال لأصدقائه :
 فى يوم من الأيام عبرت هذا النهر من هذا الشاطئ الى الشاطئ الاخر ذهابا وايابا عشرة مرات متوصلة ولم أشعر بأى تعب  .
 قال له أحد أصدقائه هل هذه كذبة أبريل ؟

 رد عليه صادق قائلا " قلت لكم أنا لا أكذب . ونحن لسنا فى شهر أبريل .
 وسأله صديق آخر: اذن كيف حدث ذلك ؟
   قال صادق فى بلاهة :  لقد كنت مرافقا لصديقى فوق  سطح  مركب والده التى تتولى نقل الركاب  من البر الشرقى الى البر الغربى للنهر .
وضحك الحاضرون من طريقة صادق عبد الحق فى رواياته للأحداث .

 يذكر نصف الحقيقة ، يعبّر بها عن بطولة مزيفة قام بها .
 ويتجاهل نصفها الآخر  الذى يكشف زيف بطولته .
كثيرون يفغلون ذلك.
 

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com