أعلن سوريون مسيحيون في بيان أصدروه انتماءهم لسوريا، مؤكدين أن المسيحية هي بوصلة دعم الثورة والالتزام بأسئلتها ورهاناتها وأهدافها في الحرية والكرامة.
أطلق ناشطون سوريون مسيحيون حملة وجهوها نحو استعادة كنيستهم من قبضة النظام السوري، الذي يتاجر بها. أكد الدكتور كريم جلول، الناشط المسيحي في الشؤون الانسانية وأحد منظمي الحملة، لـ"ايلاف": "وقع على البيان أكثر من 50 شخصًا خلال اقل من 24 ساعة". وأفاد بأن هذه الفكرة تراوده منذ فترة لوضع النقاط على الحروف، واتفق مع الدكتور مروان خوري وسمير مطر على العمل من أجل تنفيذها.
وقال البيان إن النظام الاسدي في سوريا لم يفرق بين من وقف ضد استبداده وقمعه، فسحقهم جميعًا، انتهك ادميتهم وحقوقهم بشكل بشع، ولم تغفر لمعارضة أي سوري انتماءاته الدينية أو المذهبية أو الاثنية.
وأضاف البيان: "ها هو بشار الأسد يستكمل ما بدأه أبوه، فيهجر ويقتل مئات الآلاف من كل أفراد الطوائف ومن كل مكونات الشعب السوري من شباب ونساء وأطفال وشيوخ فقط، من أجل هدف واحد هو البقاء على كرسي السلطة على حساب الوطن، وبالضد من إرادة الشعب في الحرية والديمقراطية، وما استخدامه للقصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة للأحياء المدنية، وللأسلحة الكيماوية وأسلحة الحصار والتجويع، إلا أدلة ثابتة على سياساته القمعية التي لا تقرها قيم السماء والمسيحية، ولا شرعة الأرض وحقوق الإنسان".
ادعاءات الاسد
وأكد البيان أن ادعاءات النظام أنه يحمي الأقليات ليست إلا تضليل ومحض افتراء وقح تكذبه شهادات ديموغرافية وسوسيولوجية سورية، "فقد هجرنا عن أرضنا أضعافًا مضاعفة في عهد الاسدية بالقياس إلى المراحل السابقة، فنظام عائلة الأسد هو الذي سعى إلى تهجير ممنهج لعشرات الآلاف من العائلات المسيحية، وأخوتنا المسلمون يعرفون تمامًا تاريخ تعايشنا السلمي الطويل معهم، ومع كل من يعيش في وطننا سوريا من بقية المكونات الاثنية والدينية".
وأشار إلى أنه "على مدى حكمها، حولت العصابة الأسدية الكنائس ورجال الدين إلى مؤسسات تعمل بأوامر مخابراتية، ما أفقدها دورها الإنساني والروحي فلا عجب أن نشاهد هذا المطران وذاك البطريرك يتفاخر بمواقفه المخزية المؤيدة لمجرم مثل بشار الأسد، لذلك فمطالبتنا بالحرية من هذا النظام يتقدمها بالضرورة كشفنا لزيف أشخاص تخفوا بثياب رجال دين وكنيسة، وما هم إلا رجال أمن واستخبارات اختاروا جانب العداء للمسيح والمسيحيين وكافة أبناء الشعب السوري".
كنيستهم المخابرات
وأعلن البيان أن كنيسة هؤلاء هي فرع مخابراتي فاسد، لا يمكنها أن تنشر نور المسيح ولا تعاليم يسوع، لا يمكنها أن تمثل كنيسة المشرق ولا الطائفة المسيحية، "ونحن باسم المسيح الحق الذي افتدانا نحن البشر ندعو كل مسيحي شريف أن يتبرأ منها، وأن يثور ضد كل ظلم واستبداد، فيحاسب كل من أساء في عمله الإنساني واختبأ خلف موقع روحي هو بعيد عنه كل البعد، وأن يعمل معنا على إعادة هيكلة كنيسة مستقلة ترسخ تعاليم السيد المسيح، وتستمر في مساندة ثورة الحرية والكرامة ".
وأضاف الموقعون: "إذ نعيد الالق إلى الكنيسة بتحريرها من زيف واحتلال رجالات الأمن وتدنيسهم لها، نؤكد في الوقت نفسه أن سعينا إلى تمثل قيم الحرية وتكريس التسامح وقيم العيش المشترك التي يؤكد عليها الجوهر المسيحي السوري يحتم علينا اعتبار كل الجماعات المتطرفة التي تريد أن تحتكر الإسلام وتقتل البشر وترهب الناس باسمه، بعيدة عن دين المسلمين ولا تمت إليه بصلة، وأن كل جماعة عسكرية أو سياسية لا تريد لسوريا أن تكون دولة مدنية، الدين فيها لله والوطن للجميع هي خارجة على الثورة عدوة لها، وأنها أيا تكن أهداف بعضها المرحلية المعلنة، لن تقود أهدافها البعيدة إلا إلى إعادة إنتاج للاستبداد في هيئات لا تقل بشاعة عن الإرهاب الاسدي الذي ندفع فاتورة مواجهته واقتلاعه الآن في سوريا".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com