أقر بدو سانت كاترين بأن الجيش لم يقصر فى إنقاذ ضحايا مأساة جبل باب الدنيا رغم الظروف القاسية والعاصفة الثلجية التى لم تشهدها المنطقة قبل ١٠٠عام، والمحظور تسلقها فى الشتاء.
وكشف الشيخ موسى أبوالهيم، صاحب أقدم مكتب سفارى فى سانت كاترين، أن «جمَّالاً» كان دليل الرحلة ورافق الضحايا إلى رحلة الموت، موضحاً أنه ليس دليل سفارى وأنه غير مدرَّب. وقال: «الجيش لم يقصر مطلقاً فى إنقاذ الضحايا رغم مخالفتهم القواعد والتعليمات وعدم الحصول على تصريحات للرحلة».
وبدوره قال سالم محمود الجبالى، من الأدلة البدوية، إن الشباب المغامرين أصروا على الرحلة دون استشارة مكتب السفارى، واصطحبوا «دليلاً ليس مؤهلاً، ولا توجد لديه خبرة فى تسلق المناطق الصعبة». وأضاف: «عند ظهور السحاب فى السماء كان لابد أن يتوقف عن الرحلة، ويبيتوا ليلتهم فى أى كهف جبلى من الاستراحات الموجودة بالجبل لحين انتهاء العاصفة الثلجية»، موضحاً أن البدو يمتنعون عن رحلات باب الدنيا فى فصل الشتاء لـ«خطورتها الشديدة».
وفى نفس السياق، قال العقيد أحمد على، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة: «تحرك جنودنا على الفور رغم خطورة المنطقة وما بها من انهيارات صخرية ووادٍ ضيق، وسارع الجنود إلى حمل المتوفين والبحث عن المفقود، وإنقاذ الضحايا بمساعدة بدو سانت كاترين، وألقت الطائرات عليهم بطاطين ومؤناً فى
الليلة الأولى حتى تمكنت الطائرة بعد ذلك من نقل الناجين، والبحث عن المفقود محمد رمضان قبل وفاته». وقال مصدر عسكرى بجنوب سيناء: «لم تغفل عيوننا لحظة منذ تلقينا بلاغ الاستغاثة»، تزامناً مع ما أكده رمضان أحمد موسى، أحد قصاصى الأثر الذين شاركوا فى إنقاذ الضحايا، من أن «قوات الجيش لم تقصر مطلقاً، والمجندون تركوا وحداتهم، وقضوا ليلتين فوق الجبال لإنقاذ الضحايا». ومن جانبه، أكد اللواء عادل كساب، مدير غرفة عمليات جنوب سيناء، أن القوات المسلحة لأول مرة تنفذ طلعات جوية فى تلك الجبال لإنقاذ ضحايا لحرصهم على المصريين وحياتهم، موضحاً أن القوات المسلحة نفذت طلعات جوية وسيَّرت مجموعات من الجنود وقصاصى الأثر وعشرات البدو للبحث وإنقاذ الضحايا فى وقت قياسى رغم الظروف التى تمر بها المحافظة وقطع الاتصالات المفاجئ، فيما أكد سليمان الجبالى، أحد الخبراء فى شؤون دير سانت كاترين ورحلات السفارى، أن الجيش تلقى بلاغات الاستغاثة، وأمر بتسيير كتيبة كاملة من حرس الحدود بقيادة المقدم أيمن فكرى للبحث فى الجبال عن المفقودين.
وأشاد إسلام جوهر، صديق الضحايا، بدور الجيش والبدو فى التحرك سريعاً لإنقاذ الضحايا، فيما رفض الناجون الأربعة، الذين تم نقلهم لمستشفى شرم الشيخ، التحدث للنيابة العامة أو الإدلاء بأى معلومات عن الحادث.
وواجه اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، خلال زيارته الناجين أمس الأول، انتقاداً لاذعاً من أحد زملاء الناجين، إلا أن فودة أوصى برعاية المصابين تقديراً لحالتهم النفسية، فيما أرسلت وزارة الصحة ٣ أطباء نفسيين من مستشفى العباسية لعقد جلسات علاج للناجين.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com