كما قلت فى المقال السابق إن تلك الكلمات الآتية لا علاقة لها بى.. أنا مجرد ناقل لها.. هى من وجهة نظرى نبض الشارع المصرى. حيث الفكهانى والمكوجى والحلاق وعامل البنزيمة والميكانيكى والقهوجى وحارس العمارة.. مصر الحقيقية.. مصر الغلابة.
هؤلاء الغلابة أدخل معهم فى أحاديث يومية هى حوارات الغلابة، حيث الشكوى التى لا تنتهى من مر الحياة.. يشكون ظلم الحكم والحكام وفشل الحكومات.
سمّوه «ناجى» لأن يوم ولادته نجا والده من حادث مروع، ورث تلك المهنة عن والده رغم أنه متعلم وحاصل على ليسانس علم الاجتماع من كلية الآداب.. صامت دائما وفى حالة تأمل.. يبدو أن صمت القبور ترك أثرا فيه.
ناجى يعمل أيضا فى مطعم.. التقيته مصادفة قلت له لماذا امتهنت تللك المهنة «لحاد»، قال لى: لم يكن لى وقتها خيار.. لم تكن هناك وظائف وكان لابد أن أعمل والبطالة تقتل الشباب وهى أيضا مهنة والدى ولمَ لا؟.
صوته وكلامه ينبئان عن ضيق ولكن به حالة من الرضا.. وقبول الواقع.. مثله مثل كثير من الشباب، تلك القوة البشرية الجبارة التى لا تحتاج إلا إلى شخص يؤمن بها.
قلت له هل أنت متضايق.. جاء رده..على حال البلد واللى شايفينه.. ممارسات السياسيين أفسدت هذا الوطن. لابد من منقذ.
باغتنى القول: قرأت لك حوارات الغلابة عم أحمد البواب ورزق المكوجى وسيد السواق وأنا بصراحة عاوز أعرف رأيك إنت شخصيا. فى إيه؟. إنت هتنتخب مين وليه؟. قلت: ولماذا تسأل؟. قال: لأستنير. قلت: رأيى لا يهم أحدا. قال: أنت صحفى والصحفيون يوجهون الرأى العام ويؤثرون فيه.
قلت سأجيب: سأنتخب السيسى إذا ترشح أما لماذا؟ فلأنه أنقذنا من دمار محقق وأعاد لنا وطناً سليباً، والأهم أن له رؤية، وملامح برنامجه الانتخابى المنشورة فى الصحف تنبئ عن شخص جاد مخلص يستطيع أن يمر بنا من عنق الزجاجة.
إضافة إلى أنه قادر على ضرب الفساد وإدارة عجلة التنمية، وأعتقد أيضا أن لديه مشروعاً للغلابة، خاصة أن مصر بها أكثر من ٤٠ مليوناً تحت خط الفقر وحوالى ٤٠ مليون أمى لا يعرفون القراءة والكتابة.
قلت: هل أجبت؟ قال: نعم.. ولكن من ستنتخب؟.. من سيكون برنامجه الانتخابى يلبى طموحات الشعب سواء على المستوى الاقتصادى أو الاجتماعى أو السياسى.
أنا عاوز أقولك حاجة مهمة، السيسى لما ييجى رئيس بالتأكيد سيكون له معارضون.. أنا لا يهمنى المعارضون السياسيون، ولكن أخطر أنواع المعارضة المواطن العادى الذى ثار، ولو لم يأت السيسى بمشروع للغلابة ستكون هناك مشكلة حقيقية تواجهه.
المختصر المفيد
لو زرعت «ليت» و«لو» سينبت لك «لا شىء».
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com