بقلم: عـادل عطيـة
الموت والإرهاب أخوين في الرضاعة من أثداء دموية تحمل وجوهاً بشرية!
يقتاتا على الخسة والنذالة باسم الدين والشرعية، وينموان ويكبران على صفحات إعلامنا يوماً بعد يوم!
ولكن منذ متى كان الإرهاب بالموت قادراً على سحق الروح الإنسانية، التي تعرف أن الموت جزء من عطية الحياة، ولكنها لا تجرؤ أن تسمح للخوف أن يجعلها تعتقد أنه لا توجد حياة حتى بعد الموت؛ فالموتى لا يكونون تحت الأرض، هم بين البشر: في رحم المرأة ، وفي صرخة طفل؟!..
الشعب الياباني، يعاني من الكوارث الطبيعية القاسية والمتطرفة، مثل الأعاصير، والانفجارات البركانية، والزلازل، ومع ذلك تعد اليابان من أكثر دول العالم تقدماً في العالم!
ومع أن البراكين لا ترحم عندما تثور من وقت لآخر، وبعضها قادر على تدمير مناطق بأكملها، فإن الإيطاليون لم يبتعدوا عن السكن بجوار بركان فيزوف، المتحفز بالغدر، والاقامة على منحدراته!
فالإنسان يصرّ على الحياة، رغم الموت، فنراه، وهو على بوابته، يتغيّر: تذوب الانانية التي في قلبه؛ فيحب كل الناس.. يشعر أن الكراهية اضاعة للوقت؛ فيسامح ويغفر.. يحس جمال الدنيا وحلاوتها؛ فيحاول أن يعيش الشهر في يوم، والسنة في اسبوع، ويحاول أن يجد سبيلاً إلى الخلود: فيترك سيرة عطرة، أو صدقة جارية، أو قطعة موسيقية، أو تمثال، أو قصة، أو قصيدة!
ان هؤلاء الذين انغمسوا في الشر إلى أطراف أناملهم، واهتموا باستدعاء الارهاب ليحكمنا، تحت عناوين: "مولوتوف"، "إعدام"، "هنرعبكو"... لا يدركون هذه الحقيقة الإنسانية، وأن الإنسان الذي ما زال ينتصر على إرهاب أمراض الجسد، بالامصال، والمطاعيم، والادوية، لهو قادر على الانتصار على إرهاب أمراض الروح بقوة الحياة المتجددة!
فهذا هو إيماننا: ان إرهاب الموت هو موت الإرهاب!...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com