ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

ما ذنب الحمير!!

حمدي رزق | 2014-02-25 10:06:28

 لا أسكت لكم صوتا، صمت الخرفان، التحفت جمعية الحمير المصرية (تأسست سنة 1930) الصمت على انتهاك حقوق الحمير فى «دلجا»، وتسخيرها فى أعمال سياسية شاقة، ركوبها غصبا فى مظاهرات إخوانية ضد نظام الحكم، ورغم رفض حمير «دلجا» السير فى مظاهرات لا ناقة لها فيها ولا خروف، إلا أن إخوان «دلجا» امتطوا ظهور الحمير غصبا بالعصى ضربا، ورفعوا شارة رابعة وهو ما ترفضه الحمير، الأمر الذى استفز الحمير كثيرا، ونهقت عاليا، الأمر الذى صورته «الجزيرة مباشر» باعتباره إبداعا إخوانيا لافتا، النهيق على مرسى، ورفس الانقلاب.

 
عشرات الحمير شاركت كرها وقسرا فى مظاهرات عودة المعزول، معلوم أول ظهور للحمير التى تنادى برفس الانقلاب كان فى «دلجا» أيضا فى أغسطس الماضى، الإخوان درجوا على استخدام الحمير سياسيا خلافا للمواثيق الدولية التى تحرم الزج بالحمير فى أتون الحروب السياسية، لكن الإخوان يستخدمون الحمير سياسيا اتساقا مع مبدأ السمع والطاعة، معلوم الحمير تسمع الكلام وتطيع، الحمار يتعاطى السمع والطاعة بنطاعة، الحمار مستأنس فى أسرته، لماذا يخرج الحمار عن الطور ويصبح ثورا، الحمار عادة لا يُعمِل عقله فى سخافات البشر، كيف يعقل الحمار عودة مرسى إلى الحكم.. ما ذنب الحمير تحمل أثقالا؟!
 
ظهور الحمار المسيس كان لافتا فى رواية «الحمار الذهبى» لـ«لوكيوس أبوليوس»، حين يأنف الحمار من مزاج البشر ورغبتهم فى تغيير غيرهم بالقوة والعنف، بدل التسامح الذى يميزه، وهذا ما لا يفهمه الإخوان، وتأنفه الحمير، اتقوا الله فى الحمير.
 
يقيناً لم يعن أحدهم باستفتاء حمير «دلجا» فى شأن مظاهرات عودة المعزول، لو حدث لأجابته الحمير بالنهيق رفضا، الحمير ترفض الأغبياء، الحمير ترى ما لا يراه الراكبون، الحمير رفست متظاهرا خرج عن خط المسير وهتف عاليا بسقوط المشير!!
 
الحمير مصريا تتركز فى محافظتين، المنوفية للركوب، والمنيا للتظاهر، حمير المنيا (ومنها حمير دلجا) من نوعية ماكرة، الحمار المنياوى حذق شكاك، شبيه بحمار «جورج أوريل»، فى روايته «مزرعة الحيوانات»، الحمار «بنجامين»، مكار يكتشف خداع الخنازير، الحمار الدلجاوى مكار كشف خداع الخراف من أول ركوبة.
 
نعم عقل الحمار لا يعمله فى سخافات إخوانية، كيف يتأتى لحمار أن يفهم هتافا عجيبا: «تعالى فى دلجا وأنت تشوف.. مصر الحرة قهرت خوف»، وهل ركوب الحمير نوع من قهر الخوف، قهر الخوف من فوق ظهر الحمار أسلوب علاجى دلجاوى، يركبون الحمار ويكتبون على الفيس «تعيش دلجا حرة»، وكما قال الشاعر الدلجاوى: «خراف تركب حميرا، لا أبا لكما قد ضل من كانت الحمير تهديه».

نقلا عن المصري اليوم
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com