مجدى نجيب وهبة
** أحداث مخزية ومخجلة يتعرض لها الأقباط فى كل دول الشرق الأوسط ، أو ما أطلقت عليه أمريكا "دول الربيع العربى" .. فقد حدثت منذ بضعة أيام فى مصر جريمة بشعة بمحافظة الأسكندرية .. تعتبر مجزرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. حيث قام إرهابى بقتل وذبح أسرة سورية مكونة من أربعة أفراد ، وبعد القبض على القاتل .. يبدو أن أحد المحامين نصحه بتلفيق قصة من نسج الخيال بأن القاتل تربطه علاقة آثمة بالمجنى عليها ، وأنها مهدت له الطريق لقتل زوجها وإبنها وقرينتهم .. وعندما شك القاتل أنها ممكن أن تقتله وتتخلص منه .. قرر أن يتخلص منها .. وهذا ما يعنى أن الجريمة الإرهابية تتحول بقدرة قادر إلى جريمة جنائية تصيب سمعة الزوجة المذبوحة ، وتعطى مبرر للإرهابى لتنفيذ جريمته ..
** جريمة أخرى أشد بشاعة هو ذبح سبعة أفراد مسيحيين من أسرة واحدة فى "أجدابيا" بليبيا ، وإلقاء جثثهم قرب أحد السواحل فى ليبيا .. وبالطبع خرجت تصريحات العديد من الأقباط والمنظمات الحقوقية لإدانة الحكومة والدولة المصرية ، والتصعيد فى حالة عدم القبض على الجناة .. وتناسى كل هؤلاء أن ضباط الشرطة فى مصر يتساقطون برصاص الإرهاب ، وتناسى الأقباط مذبحة رفح لشهداء القوات المسلحة المصرية على الحدود فى شهر رمضان منذ عامين .. وتناسى الأقباط مذبحة جنود القوات المصرية ، وهو عائدون من أجازتهم لوحدتهم العسكرية فى العريش ، وبلغ عددهم 26 جندى تم ذبحهم وقتلهم فى مشهد دموى ومأساوى ..
** فهل خرج علينا أسر هؤلاء الضحايا لمطالبة الحكومة بالبحث عن القتلة لهؤلاء المسلمين .. أم خرج الشعب المصرى أقباطا ومسلمين للمطالبة بالقصاص من الإرهابين وممن يحرضهم ..
** هذه المجازر البشعة التى تحدث للأقباط سواء فى مصر أم خارجها .. ليست أكثر من سيناريو مفتعل لشق صف الشعب المصرى ، وتصنيفه بين مسلم ومسيحى ، ودعوة الأقباط للخروج ضد الدولة المصرية ، والتحريض ضد الجيش والشرطة بزعم تقاعسهم عن حماية الأقباط بالخارج .. وبالطبع إنهالت الإتهامات ضد الحكومة ، وللأسف كالعادة لم نسمع عن إتهام واحد ضد الولايات المتحدة الأمريكية ، رغم أنها الفاعل والمحرض الرئيسى لكل هذه الجرائم ، بل أنها الراعى الرسمى لكل الإرهابيين فى منطقة الشرق الأوسط فى كل دول العالم ..
** ورغم أننا ذكرنا وحددنا ، وكتبنا أن أمريكا تحرض على قتل الأقباط ، وتحرض على حرق كنائسهم .. إلا أنه يبدو أن هناك إتفاق بين كل المنظمات الحقوقية التى يرأسها أقباط وهى مشهوره ومعروفة بالإسم ، بعدم توجيه أى إتهام لأمريكا من قريب أو بعيد .. لأن ذلك يعنى وقف التمويل والمساعدات الأمريكية أو الأوربية لهذه المنظمات .. وحتى لو حاول أحد أصحاب هذه المنظمات توجيه الإتهام لأمريكا بأنها وراء تلك الأحداث ، فإنه سرعان ما يعتذر ويوجه سهام إتهاماته إلى جماعة الإخوان المسلمين ..
** وجميعنا نتذكر الحادث الإرهابى بكنيسة القديسين بالأسكندرية .. حيث أن بعض الحقوقيين والمنظمات القبطية والمحامين الأقباط ، قدموا بلاغات ضد وزير الداخلية السابق "حبيب العادلى" ، بعد إقالته وتقديمه للمحاكمة وإتهامه فى قضايا قتل المتظاهرين .. رغم أن المنطق يقول أنه لا يمكن أن يكون حبيب العادلى له علاقة أو حتى علم بالحادثة الإرهابية ويترك هؤلاء المجرمين ينفذون جريمتهم .. ويومها خرجنا وكتبنا فى مقال قلنا فيه "إبحثوا عن حركة حماس الإرهابية فهى المنفذة لهذه الجريمة ، وإبحثوا عمن مولهم من أمريكا لبداية تنفيذ سيناريو إسقاط الدولة المصرية" .. وبعدها كتبنا مقال بعنوان "إفتحوا أبواب الرحيل حقنا للدماء" ..
** ورغم الذكريات الأليمة لهذه الجريمة البشعة .. إلا أن ما دعانى لفتح هذا الملف هو أنه لم يخرج علينا قلم قبطى واحد أو تصريح واحد لمنظمة حقوقية ، أو بعض محاميين الأقباط بإدانة أمريكا بالتحريض على هذا الحادث ..
** حوادث قتل الأقباط وتهجيرهم من منازلهم ، ونهب وحرق متاجرهم ، وإغتصاب بناتهم .. هى أحداث إجرامية وإرهابية تحدث فى كل قرى ومدن الصعيد بمصر .. بل إمتدت إلى الأسكندرية ، وعقب كل حادث تخرج علينا التصريحات من الأقباط بضرورة محاكمة الجماعات الإرهابية .. وهذه التصريحات لا تختلف كثيرا بين منظمات حقوق الإنسان التى يترأسها أقباط سواء داخل مصر أو خارجها ، وبالتحديد فى أمريكا والإتحاد الأوربى ، فكلها تصريحات للشو الإعلامى لا أكثر ولا أقل ..
** أما البحث عن الجانى الحقيقى .. فجميع الأقباط فى مصر وخارجها أصابهم الحول والغباء والتكبر والعناد والإصرار الغير مفهوم ، بعدم توجيه أى أتهام لأمريكا .. وبالطبع هذا الكلام موجه إلى كل القنوات المسيحية أو المواقع الإلكترونية أو الحركات القبطية التى ظهرت مؤخرا فى الشارع المصرى .. وإذا سألت لمصلحة من هذا التضليل ، لا يجاوبك أحد ، وكأنهم أصيبوا بفقدان السمع .. بل ينظرون لك فى بلاهة وغباء يحسدون عليه ..
** إننى أتحدى أى مسيحى فى مصر أو فى العالم ، كشف عن هذا الملف وفضح أمريكا مثلما فعلت أنا العبد الفقير .. بل أن الغريب أننى تعرضت لهجوم من صفحة "فريق التواصل الإلكترونى بوزاة الخارجية الأمريكية" بسبب ما كتبته ..
** نعود للحادث الأخير .. وهو قتل وذبح سبعة أقباط فى ليبيا .. فقد قال حسنى حبيب ، شقيق إثنين من الضحايا ، وشاهد عيان .. قال "هاجمنا ملثمون وهم يشهرون السلاح فى وجوهنا ويسألون أين النصارى ؟ .. وفحصوا أيدينا ليروا علامة الصليب ، وخطفوا إخواتنا فسارعنا للشرطة ، ظنا أنهم هناك ، فأخبرونا أنهم لم يقبضوا على أحد ..
** نعم .. لقد قتلهم أنصار الإخوان فى ليبيا بمباركة أمريكا الدولة العاهرة ، وصمت مطلق من كل أقباط العالم .. ودعونا نسرد ما هى ردود الأفعال حول هذا الحادث !!..
حركة صرخة الأقباط .. أدانت حادثة مقتل سبعة مصريين فى ليبيا لكونهم مسيحيين ، معتبرة أن الحادث ليس الأول من نوعه ضد المسيحيين .. بل سبقه عمليات قتل جماعى للأقباط ، وطالبت الحركة الخارجية المصرية بسرعة التحرك وإعادة حق الشهداء السبعة ..
إتحاد شباب ماسبيرو للتنمية وحقوق الإنسان .. وصفوا الحادث الذى تعرض له الأقباط المصريين فى ليبيا أنه مأساة متكررة تقف الحكومة المصرية موقف المتفرج ، وكأن المصيبة لا تعنيها ، وطالب الإتحاد الحكومة المصرية بإتخاذ موقف حاسم تجاه السلطات الليبية للثأر لأبناء مصر ، كما طالب بإتخاذ إجراءات تضمن سلامة المصريين فى ليبيا .. مشيرا إلى أن الغضب القبطى بدأ يتزايد من تقاعس الحكومات المتتالية تجاه حقوق الأقباط ..
كمال زاخر .. لا أعرف أى قضية يدافع عنها .. يقال أنه علمانى دائم الهجوم على الكنيسة ، ولا يعنيه من قريب أو بعيد ما يتعرض له الأقباط ، ولكن ما يعنيه فقط هو لائحة إختيار البطريرك التى أصدرها البابا على أن يكون بالإنتخاب وليس بالقرعة الهيكلية التى لا يعترف بها ، ويتناسى أن القرعة الهيكلية هى طقس إنجيلى تصب فى لب العقيدة المسيحية .. بعيدا عن صراع الإنتخابات لإختيار البابا .. وهو ما يسعى إليه كمال زاخر .. ولكن الأهم من ذلك ، ما هو موقفه تجاه ما يحدث للأقباط فى مصر ، وسوريا ، والعراق ، وليبيا ، ومن هو المحرض على قتلهم .. وهل خرج علينا لإدانة أمريكا ووصفها بأنها الشيطان الأكبر فى العالم .. أعتقد أن الإجابة ستكون بالنفى ..
المناضل السياسى "شريف دوس" .. يختفى فى ظروف غامضة ثم يظهر فجأة ليدعو لعقد مؤتمر بإحدى الفنادق على النيل ، ويدعو صفوة المجتمع وبعض الكتاب المادحين لأفكاره وبعض القنوات الإعلامية لتصوير هذه المشاهد .. وينتهى المؤتمر كما بدأ .. بل بصدور بعض تصريحات المتواجدين بالمؤتمر بفشل المؤتمر ، ولم يحقق أهدافه .. هل سمعنا أن الأستاذ شريف دوس أدان الموقف الأمريكى وتحريضهم ليس على الدولة المصرية فقط ، بل ضد الأقباط فى مصر وخارجها .. الإجابة لم نسمع ..
مدحت قلادة ، رئيس إتحاد المنظمات القبطية الأوربية .. مشهور بتصريحاته العنترية ومؤتمراته فى هولندا ، ودعوة بعض المصريين من المشاهير لحضور المؤتمر ، ويعقد المؤتمر وينتهى ثم يتبخر فى الهواء ، ولا نجد أى سبب واحد لعقد هذه المؤتمرات والحديث بإسم أقباط مصر .. بينما أقباط مصر لا يعلمون شئ عن هذه المؤتمرات ، ولا حتى عن المدعوون للحضور ، أو أهدافها .. وهل هى نوع من الفشخرة السياسية والشو الإعلامى .. الله أعلم !!..
الأخ الحمساوى "جورج إسحق" .. لا أعرف ما هى ديانة الأخ الملتحى جورج إسحق .. فهل هو مسيحى الديانة بالفعل .. وإذا كان كذلك ، فهل أصدر جورج إسحق بيان ولو لمجرد كلمتين يدين فيه المؤامرة الأمريكية التى تعمل ليلا نهارا لإسقاط الدولة المصرية ، والمعروف أن الأستاذ جورج إسحق ينتمى لمنظمات حقوق الإنسان ، وله علاقة عاطفية مع الإدارة الأمريكية ، وأحيانا يهاجم الكنيسة .. هذا كله لا يهم ، ولكن أهم ما يعنيه هو تواطئ الإعلام مع كل هؤلاء فى قتل الأقباط ، وتعرضهم للمهانة ..
** فى النهاية .. يختفى صوت هذه المنظمات .. لأنها تدرك أن مصر تعانى من الإرهاب .. فلا يمكن أن توجه الإتهامات لحكومة ولا للداخلية بالتقاعس عن حماية الأقباط ، ومخطط تهجير أقباط مصر ، و.... ، والعديد من الإتهامات التى مللنا من تكرارها ..
** والسؤال هنا .. إذا لم تجد منظمة الإتحاد الأوربى للأقباط فى هولندا أو أى دولة أوربية .. ذريعة لإتهام الحكومة المصرية .. فمن إذن هو المتهم ؟ .. هل توجهت هذه المنظمات بإتهام أمريكا بالتحريض على قتل الأقباط فى مصر وخارجها ؟ .. والدليل هو دعم أمريكا للإرهاب فى مصر ، وهذا معروف للجميع .. ودعم أمريكا للإرهاب فى ليبيا ، وهذا أيضا معلوم للجميع .. ودعم أمريكا للإرهاب فى سوريا لإسقاط الدولة السورية ، بعد سقوط ليبيا .. وظهور ما يسمى بالجيش الحر ، وهذا أيضا معلوم للجميع .. وهؤلاء الإرهابيين هم من يقتلوا الأقباط فى مصر وخارجها ..
** إذا كان هذا ما يحدث .. وهذا هو المخطط الأمريكى .. فهل أدانت أى منظمة قبطية بالخارج ما تفعله أمريكا ؟ .. الإجابة لا يوجد منظمات حقوق إنسان قبطية فى مصر .. وهنا أقصد بعض المنظمات التى يرأسها مصرى قبطى ، ومعروفين بالإسم .. ومعظم هذه المنظمات إتخذوا من إسم منظمة حقوق الإنسان سبوبة للتربح ، بل أن بعض هذه المنظمات وضعوا لافتة على مدخل العقار الذي يقيمون فيه ، وجلسوا أمام جهاز لاب توب ، وليس لهم أى عمل تجارى أو وظيفة إلا التربح من وراء هذه اللافتة ، والهرولة وراء أى حادث طائفى ، وعمل ملف به ، وإرساله إلى أمريكا لقبض المعلوم .. هذا معلوم للجميع وللأسف هم لا يخجلون من التجارة بإسم الأقباط منذ عصر السادات مرورا بمبارك حتى سقوط حكم الإخوان ، ثم العودة لنفس النغمة مع عدم توجيه أى إتهام للقاتل الحقيقى .. رغم أنهم يعلمون أن القاتل الحقيقى والمحرض والراعى الرسمى للإرهاب فى العالم هى أمريكا .. ورغم ذلك هم يطبقون المثل القائل "حبيبك يبلعلك الزلط وعدوك يستنالك الغلط" .. فالأقباط فى مصر وفى العالم كله يبلعون لأمريكا الزلط ، ثم يبحثون عن الشريك أو الأداة التى تحركها أمريكا لإتهام الدولة المصرية والأمن المصرى .. بأنه هو المحرك للإرهابيين ..
** وأتساءل .. هل هذا جبن أم خوف على مصالحهم مع العاهرة أمريكا .. أم أن البعض ينتظر المكافأت والهدايا والسفر إلى أمريكا لحضور المؤتمرات بعد أن تكون مصر قد ضاعت إلى الأبد بدون رجعة .. لأنه ببساطة شديدة ستجد كل من ذكرت أسماءهم فى المقال ، أو منظمة حقوقية ، أو حركة قبطية هم ضيوف دائمين على بعض القنوات ، وهم المتحدثون فى الإعلام بإسم الأقباط .. لذلك فألام الأقباط الحقيقية لا تصل إلى أى جهة ، ولا يتم فضح القتلة الحقيقيين للأقباط ، بل الجميع تاه وفسد ، وباعوا ضمائرهم للشيطان الأكبر فى العالم ، وهو أوباما والإتحاد الأوربى وبريطانيا ..
** أما ما يثير الضحك والسخرية هو قرارات بعض منظمات حقوق الإنسان ، وتصريحاتهم بعقد مؤتمر هام وخطير للكشف عن الأيادى الخفية وراء مقتل الأقباط فى ليبيا .. ثم يدعون كل وسائل الإعلام التى تهرول مسرعة لنقل وقائع هذا المؤتمر ، وتخرج التوصيات والقرارات بإدانة جماعة الإخوان المسلمين فى الحادث الإرهابى ، وبالطبع سيصفق الجميع بعد أن كشف المؤتمر عن سر شويبس .. ولن يقولوا لك أن ما يحدث فى سوريا ضد الأقباط ، وحرق كنائسهم ، وما يحدث فى العراق وتهجيرهم وحرق كنائسهم .. وما يحدث فى ليبيا ومصر هو نفس المخطط الذى تديره أمريكا لتسليم كل هذه الدول للإرهابيين لإسقاط وإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط بالكامل .. وهو المخطط الذى دعت إليه كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية منذ عام 2004 ..
** وسؤالنا الأخير عقب هذه المجزرة البشعة فى ليبيا .. من قتل هؤلاء الأقباط ؟ .. الإجابة هى الأقباط أنفسهم ، وكل من ينتمى لمجالس حقوق الإنسان ، وكل القنوات المسيحية فى مصر وخارجها ، والتى أعتقد أن أصحابها يعلمون أنهم مشاركون فى جرائم قتل الأقباط بسبب التعمد فى برامجهم بتضليل وعدم كشف القاتل الحقيقى للأقباط .. هؤلاء عليهم أن يخجلوا من أنفسهم ، رغم أننى أعلم جيدا أنهم لن يهتموا ولن يعترفوا بالحقيقة ، وسيظل الأقباط يعانون من إضطهاد وقتل وطرد ، حتى يأتى الإنتقام الإلهى من أمريكا وشعبها الذين صمتوا على هذا الظلم ليبيد هذه الدولة من فوق سطح الأرض ، ويحاسب كل من ساهم وشارك فى سفك دماء هؤلاء الأقباط .. ولا عزاء لأقباط مصر وسوريا وليبيا والعراق .. فهم يقتلون وعيونهم إلى السماء فهى عزائهم الوحيد ..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com