ِِِِكتب عبدالمنعم عبدالعظيم
ومازالت الاقصر رغم ازمة السياحة التى تمر بها تجدد ثوبها وتستعد لعرس السياحة القادم تفتح ابوابها المائة على مصراعيها للباحثين عن الحضارة العريقة والدفء والتاريخ طيبة عاصمة الدنيا ومدينة الملوك ومدرسة الانسانية فى كل الفنون والعلوم لوحة ميتافيزيقية ساحرة جذابة تتجسد فيها الحضارة الفرعونية والبطلمية والرومانية والمسيحية والاسلامية وتمتزج فيها الحضارات لدرجة الصهر فتصبغ بصبغة مصرية خالصة
طيبة من دحرت الهكسوس وامتدت امبراطوريتها من الرافدين مرورا بسوريا وفلسطين حتى اعماق الشلال الرابع وليبيا وجذر البحر المتوسط
واثرتالحضارة اليونانية والرومانية واخترعت الابدية واهتدت الى التوحيد والحكمة فى احتفال لم يحظى بحقه من الدعوة رغم عالمية الحدث افتتح الدكتور محمد ابراهيم وزير الدولة للاثار عدد من المزارات الاثرية بطريقة قص الشريط وكانه يفتتح دكان بقالة فى شارع خلفى وكنت اتصور ان يكون الافتتاح مهرجانا عالميا وحدثا ثقافيا يليق بالمناسبة والمدينة رغم حضور وزير السياحة ووزير الرياضة وعدد معدود من وكالات السياحة والسفر
اسمحوا لى ان اصطحبكم لرحلة الى الاثار التى افتتحها السيد الكتور الوزير والتى كانت ثمرة جهد مدرسة ترميم الاثار المصرية وان كان بعضها ممول من بعض البعثات الاجنبية نبدء باقصى الجنوب فى غرب الاقصر جيث مدينة الموتى ومقابر الاجداد القرنة وكان مابين النيل والجبانة طائفة من المعابد تقام فيها الشعائر والصلوات على ارواح موتى الجبانة التماسا للرحمة واقامو بها منازل يأوون اليها لذكر موتاهم كراحة نفسية وعزاء وليحملوا الى قبورهم ماتعودوا ان يقدموه الى ارواحهم من الوان الطعام والشراب فى مواسم الجبانة تلك العادة المتاصلة فى وجدان الشعب المصرى الى الان قصر العجوز(معبد تحوت)
من هذه المعابد قصر العجوز وهو معبد يرجع تاريخة الى العصر الرومانى رسم على اسم الاله تحوت اله العلم والحكمة فى مصر القديمة وسمى بقصر العجوز لان كل معبد صغير كان يسمى قصر والعجوز نسبة الى شيخ عجوز من رجال الطرق الصوفية اعتكف فى هذا المكان و كان يتخذ منه خلوة ويستقبل فيه مريديه وعرف بقصر العجوز دير شلويت او دير العقاب افتتح الوزير ضمن ما افتتج دير شلويت ولدير شلويت قصص تحكى فشلويت كلمة قبطية تعنى العقاب ومن اشتقاقاتها الشلوت اى الركل بالقدم فى اللغة المصرية الدارجة والشلاطة الجلده التى تستعمل لضرب الحمار والشلطة تناول الحساء الساخن يبعد الدير خوالى 5و3 جنوب جبل ممنونيا يرجع الى العصر الرومانى واقيم تقديسا للالهة ايزيس وعندما فر اقباط
مصر من الاضطهاد الرومانى على عهد ديكيوس ودقلديانوس الى طيبة واتخذوا من معابد المصريين القدماء كنائس واديرة فى هذه المنطقة التى
وفرت لهم الامان وخرجت منها الدعوة الى الرهبنة فى هذا الوقت كانت تعج مدينة هابو بطوائف المسيحيين الذين بالغو فى تشويه صور وتقوش المعابد والمقابر ليجعلوا مكانها صورا ورموزا مسيحية بعد تغظيتها بالجير والملاط ومن ضمنها معبد ايزيس الذى اصبح دير شلويت ويبدوا ان الرومان اتخذوا منه مقرا لعقاب المسيحيين المعترفين وهم الذين جاهدوا فى سبيل الايمان وعذبوا ولم يستشهدوا
وكان فى طليعتهم الانبا بفونتى اسقف طيبة تلميذ القديس انطونيوس وقد قبض عليه فى عصر الامبراطور مكسيميانوس وسجن وعذب وقلعت عينه اليمنى وكوى تجويفها وبترت ساقه اليسرى كما كويت اعصابه وعضلات جسمه وسيق هو و 130 من المعترفين الى المحاجر وتم تسخيرهم فى قطع الاحجارمن محجر بروفيرى مع جلدهم بالسياط وانبفونتى من اعضاء مجمع نيقية وخير معين للانبا اثناسيوس وحضر مجمع سرديكا ودير شلويت او دير العقاب يشهد على هذه الوقائع ويتكون من ثلاث خجرات من الجهة البحرية وحجرتان ودرج فى الحهة الجنوبية وقدس الاقداس فى الوسط نعبر النيل الى مدينة الاحياء ونتجه الى الكرنك اعظم متجف مفتوح فى العالم
حيث تم افتتاح معبد موت معبد موت بناه امنجتب الثالث للمعبودة موت صاحبة امون وام ولده خونسو من وراء مدخله فناءان مكشوفان بنتهى احدهما الى مقاصير المعبد تناثرت فيه تماثيل سخمت صورت اول الامر على هيئة اللبؤة ثم على هيئة الانثى لها راس لبؤه ثم جعلوا فى كل يد من يديها سولجان احدهما بمثل عودا من اعواد البردى رمز للخضرة التى تشبر الى الخير وتذكر الناس بوفاء النيل والثانى يرمز الى الحياة ومن وراء المعبد بركة مقدسة كان الكهنة يطوفون على مائها بزورق يحملون عليه تمثال الالهة موت فى اعيادها ومواسمها هذا المعبد الذى تناثرت فيه تماثيل الالهة سخمت امنا الغولة فى التراث الشعبى تقول الاسطورة ان الاله رع ابو البشرية اغضبه من البشر جحودهم فضله
وعدم وفائهم بما كان ينتظره منهم من عبادات وتقدير فجمع بلاطه فى السماء وافضى اليهم برغبته فى افناء البشر وقال لهم ابحثو عن ابنتى اين هى وكانت ابنته هى حتحور البقرة المقدسة التى سموا شهر من شهور السنه باسمها هاتور وقالت الالهة بعد البحث ان ابنته حتحور فى النوبة فامرهم ان يرسلوا لها رسولا يحضرها وكانت حتحور غاضبة فهداهم التفكير الى ارسال الاله تحوت رب الحكمة والمعرفة ادراكا منهم انه يملك الحيلة والحكمة وانه قادر على احضارها فذهب اليها على هيئة قرد ونجح فى احضارها
وكان الوقت وقت جفاف النيل فبكت حتحور ففاض النيل من دموعها وشاعت بجسريه الخضرة فلما صعدت لابيها فى السماء ناداها تعالى فلبت طائعة وطلب اليها اعدام البشرية العقوق لكن حتحورالتى يرمز اليها بالبقرة الرؤم احتالت على طبيعتها واخذت شكل اللبؤه المفترسة المتعطشة للدماء وعز على الالهة الاخرى ان تفنى البشرية فاوحوا الى البشر ان استعدوا بطجن الشعير ليصنعوا منه الجعة ويخلطوها بمادة حمراء كالدم ويصبوا لللبؤة هذا الشراب لتسكر ويخيل لها انها ارتوت من دماء البشر واشفق الاله رع على الناس وطلب من ابنته حتحور ان تعود الى السماء ولما رفضت سكب فى طريقها الجعة الحمراء
حتى ثملت ونجا الناس من شرورها وصعد الاله الى السماء على ظهر البقرة المقدسة نوت معبد الاله خونسو (اله القمر شيده رمسيس الثالث من الاسرة العشرين واضاف اليه مبانى ونقوش اخرى كل من الملك رمسيس الرابع والسابع ورئيس الكهنة حريحور وخونسو هو الاله المكمل لتالوث طيبة امون موت خونسو ويعد نموذحا للمعبد المصرى فى الدولة الجدبثة ويتكون من الصرج الامامى ذو البرجين والفناء المكشوف والاروقة ذات العمد ثم القاعة الامامية يليها فاعة الاعمدة واخيرا قدس الاقداس الخاص بالقوارب المقدسة لثالوث طيبة وتتدرج ارتفاعات المعبد حيث يقل الضوء شيئا فشيئا لتهيئة المتعبدين للرهبة والخشوع امام بيت الاله ومكانه المقدس وتغطى جدرانه نقوش تصور الفراعنة يتعبدون ويقدمون القرابين للالهة المختلفة لتمنحهم الخلود بوابة بطليموس
تلك البوابة الشامخة امام معبد خونسو شيدها بطليموس الثالث فى سور المعبد وعليها نقوش بطلمية تمثل الملك وزوجه يقدمان القرابين للاله وفى اعلى البوابة نقش يمثل قرص الشمس المجنح رمز انتصار خورس على اعدائه وفى الاقصر اسطورة تصور ان هناك قزما يعيش فوق البوابة خلقته مشوهة قصير القامة ممتلىء الجسم وله وجه عريض وعينان براقتان وانف اقطس ولسان متدلى وزراعان طويلتان تصلان الى الارض ومازال الاهالى يرهبونه ويخافون من المرور امام البوابة فى الليل هذا القزم اذا اهتاج صاح صياحا مخيفا ويصب شروره ععلى الجميع الناس والحيوانات وسمونه عيط الله وتنطبق اوسافه على الاله بس اله المرح لكن الخيال الشعبى صوره بهذه الصورة المخيفة معبد بتاح اله الفن يقع فى اطراف معبد الكرنك من اقصى الشمال يصل اليه من الباب الشمالى لصالة الاعمدة الكبرى ويتكون من عدة بوابات وحجرات بنيت فى العصر المتاخر تكريما للاله
بتاح رب الفن فى مصر القديمة ورب سقارة وقد شيد فرعون مصر تحتمس الثالث الجزء الاكبر من المعبد وبنى البوابة الاخيرة والفناء الذى يليها
واضاف عمودان لكل منهما 16 ضلعا وفى المؤخرة قدس الاقداس وبه تمثال للاله بتاح فقدت راسه والى اليمين حجرة صغيرة بها تمثال للالهة سخمت وفى سقف الحجرة ثقب يدخل منه ضوء الشمس صباحا واشعة القمر مساءا فيضفى على التمثال ضوء خافت يبعث على الرهبة هذا المعبد كان مصدر رعب لاهالى المنطقة ويخشون الاقتراب منه لما اشيع ان عولة مفترسة تفترس الاطفال تسكن هذا المعبد اسموها ام العدانى اى الاساور وقد تاكد هذا الطن عندما انهار جرف بالمعبد اثناء الترميم ودفن تحته سبعة اطفال ولم تظهر جثثهم ثم كشفت الحفريات عن تمثال هائل للالهة سخمت بشكلها المرعب تبقى قصة السفينة الذهبية التى تظهر فى بعض الليالى القمرية بالبحيرة المقدسة بالكرنك وعلى سطحها ملك من الذهب الخالص وبحارة من الفضة وتشق طريقها على سطح البحيرة مخلفة ورائها ذيل من الاحجار الكريمة والسعيد من يتابع هذه السفينة ويتبعها فى صمت وفى غفلة من حراسها حتى ترسو على الشاطىء فيغترف من خيراتها وكنوزها واى حركة او همسة تختفى السفينة تحت الماء هنا يمتزج التاريخ بالسحر والعظمة والاساطير انه اكبر متحف مفتوح فى العالم كنت اتمنى ان تليق الافتتاحات بعظمة المكان وروعة التاريخ فسحقا للاغبياء عبدالمنعــم عبدالعظــيم مدير مركز دراسات تراث البصعيد الاقصر مصر
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com