كثيرٌ منا يخاف من الأماكن المرتفعة مثل الطائرات والسلالم المتحركة والبنايات المرتفعة والأبراج، ومن يشعر بذلك الإحساس فإنه يعانى من مرض نفسى يسمى بالأكروفوبيا، وذلك بحسب ما تقول "هبة حسن"، الباحثة النفسية ومدربة التخاطر الروحى.
وتوضح "هبة حسن" أن السبب الأساسى لمرض الأكروفوبيا هو اللهفة والخوف الشديد وصراخ الأم دائماً لطفلها متجهة نحوه تنقذه بقوة عندما تجده واقفاً بجوار الشباك أو أى مكان مرتفع قليلاً على الأرض، حتى لو كان مقعدا مرتفعا قليلاً.
وتضيف "هبة حسن": إنك يجب أن تكون على يقين أن ذاكرة الأطفال أقوى بمراحل مما تتخيل، يكاد فى حياته ينسى موقف إنقاذ أمه له فى كل مرة، ولكنه لا ينسى أبدا أنه على وشك الوقوع.
وتشير "هبة حسن" إلى أن هذا النوع من الفوبيا يرتبط بدافع نفسى مهم وهو دافع البقاء، فكل إنسان منا يسعى نحو تحقيق هذا الدافع بصورة تلقائية، فعندما يجد نفسه فى طريقه إلى الخطر وربما الموت مثل: انحدار سيارة نحوه، اصطدام شىء به فجأة، وقوع شىء عليه من مكان مرتفع، فتجد هذا الشخص يحاول جاهداً أن ينجو بنفسه تلقائياً، لأنه يتعامل هنا وفق دافع أساسى وهو دافع البقاء.
وحول كيفية علاج مرض الأكروفوبيا عند الأطفال.. تقول "هبة حسن": إن الأم لا بد وأن تتعامل مع الطفل على وجه كبير من الدقة والحذر فى التعامل مع مثل هذه الأمور، بمعنى أنها تتركه يقف مثلاً فى الشباك أو أعلى السلم مع مراقبته عن قرب.
وتوضح "هبة حسن" أن خوف الأم على ابنتها أمر مفروغ منه نابع عن دافع الأمومة ولكن الخوف المبالغ فيه يسبب مثل هذه الأمراض فى الكبر وحينذاك يصعب علاجها، لأن نسبة السيطرة على أى مرض نفسى وعضوى فى الصغر تكون أسهل بكثير من إمكانية العلاج فى الكبر، مضيفة أن معظم الأمراض النفسية لدى الكبار تسببت فيها مسببات طفولية مبكرة.
وتشير "هبة حسن" إلى أن علاج الخوف المبالغ فيه من الأماكن المرتفعة بالنسبة للكبار، يكون بطريقة التعرض للمثير المسبب، لأن معظم حالات الفوبيا وخاصة الأكروفوبيا ينصح علماء النفس والأطباء النفسيون أن يتم علاج المريض بالتعرض للمثير المسبب لهذا المرض.
وتوضح "هبة حسن" أنه يتم التخلص من هذه الأمراض بالتنويم أى دخول المريض فى حالة من الاسترخاء الشديد ويتم إرسال كلام شبه قصصى له، هذه الكلمات تعبر عن قصة قصيرة للمريض يعرض الباحث أو الأخصائى له حالته وهو يقفز من مكان مرتفع وهو فى منتهى القوة والإرادة دون الشعور بأدنى درجة من درجات الخوف حينها يكتسب المريض ثقته بنفسه مجدداً، ثم بعد ذلك يتم تدريبه على بعض الأماكن المرتفعة التى يخشاها بالتعرض التدريجى حتى يزال المرض نهائياً دون أخذ أى نوع من العقاقير المعالجة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com