بقلم : زهير دعيم
المساواة كلمة جميلة تحمل في طياتها العدالة والإنصاف والشعور مع الغير . وقد قرأت لحكيم قديم قوله :" من ساواك بنفسه فما ظلمك " . ولعل أعتى إجحاف تجذّر في تربة التاريخ كان ظلم الرجل للمرأة ، والشرقي على وجه الخصوص ، فقد نصَّب نفسه وليًّا عليها ووصيًّا ، تأتمر بأمره وتسير خلفه مسلوبة الارادة والوجدان . كانت في نظره متاعًا يقتنى يزين به البيت ويزركش المحضر ، ويمتع الانظار والحواس ، انها حكر عليه وحده أما هو فالحرية الحمراء دينه وديدنه ، والقيد ينكسر حالما يصل الى معصميه . ودارت الايام وبتنا نسمع في شرقنا هنا وهناك النساء يتغنين بالحرية والمساواة ، ولا اقل من المساواة ، وهذا حقهن يعود بعد قرون ، يعود على رجل واحدة ، يتأرجح فالمنطق الرجولي ما زال عنيدا يأبى ان يعترف بهزيمته .
اننا نرحب بهذه المساواة ، وخاصة بعد ان دخلت المرأة ميدان العمل والصناعة وبزته في كثير منها ، واضحت تعود مساء كما الرجل متعبة مرهقة تحمل في جزدانها راتبًا في اول كل شهر .. الا تستحق ان يعاونها في الاعمال المنزلية ؟ كيف ومتى هذا سؤال يستدعي البحث والتنقيب .
اننا معها .. ونحن كثر ولكننا نريد مساواة تلائم تكوينها الجسدي والنفسي والحسّي ، نريدها مساواة ارادتها الطبيعة لها ، فتكون الرأس الثاني لعائلة مقدسة يعيش في كنفها جيل المستقبل لا تحديًا وعنفوانًا أجوف وبالقلم العريض ... لا أريدها ان تحكم البيت لوحدها فقد قيل : " ويل لقن تحكمه دجاجة " .عذرا ما قصدت الانتقاص ولكن الواقع هو كذا ، وأنا لا استسيغ ان أرى امرأة تصارع على حلبة المصارعة ، أو تلاكم ، أو تمارس رياضة كمال الاجسام أو حتى تقود شاحنة ، ألا ترون أنها بذلك تفقد عنصر الانوثة وتبعدنا نحن الرجال عن متعة الغزال والنسيب والتشبب ، وكم ارتاح وأطرب لرقصة الباليه تؤديها حسناء بغنج يشد النفس والروح ، أو بالرقص تحت الماء او التزلج على الجليد ، هذه الرياضات تسلب الالباب وتجعل من لا يعرف الحرف شاعرًا .
أريدها كذا تقاسم الرجل المسؤولية ، كل في اختصاصه وميله وتركيبته ، حتى يظل عش الزوجية سامقًا صامدًا امام تحديات الزمن ونائبات الايام !!
اريدها حواء الجديدة
اريدها ركنًا وحجر زاوية
وأريدها ايضا ليلى العامرية ، وبلقيس وكيليوباترا وجولييت .
نريدها حواء الجديدة
وكل عام وانتن في عيدكن – عيد المرأة العالمي –بألف خير
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com