مينا ملاك عازر
نشرت جريدة الأهرام المصرية شبه الرسمية، خبراً عن المطالب الست المصرية بخصوص الإرهاب والتي عرضتها مصر في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وأشارة الجريدة إلى أن مندوب قطر كان وحيداً!!!! لا داعي أن أعلمك صديقي القارئ أن علامات التعجب من لدني، فأنا أتفهم كل ما جاء بالخبر لكن ما لا اقبله ادعاء الأهرام وهي جريدة محترمة جداً أن تخطئ خطأ كهذا وتقول أن مندوب قطر كان وحيداً بالاجتماع.
الصحافة تكتب لتُعلم الناس الحقيقة وليس لترض رغباتهم وأمنياتهم وشهواتهم وغرورهم، من غير المقبول أن توزع أكثر بأن تكتب ما هو على هوى القارئ، وذلك مع بالغ احترامي للقارئ، لكن لا يمكن أن أرضيه على حساب الحقيقة وذكرها فلا منطقية أبداً في أن يكن مندوب قطر وحيداً في الاجتماع وذلك لأسباب عدة.
أول تلك الأسباب أن قطر الداعمة للإخوان ليست الوحيدة بالبلدان العربية التي تذهب ذات المذهب إذ لك أن تدرك أن تونس المتحكم بها والأغلبية بها ميالة للإخوان وحركة النهضة هي فرع من فروع التنظيم الدولي للإخوان، فكيف يكون مندوب قطر وحيداً؟ فعلى الأقل كانت تونس ترافقه ناهيك عن أن هناك بلدان لا يمكن أن تقف موقف مغضب لقطر وإلا ستغضب منها أمريكا مثل العراق، وهناك دول يكاد الإخوان يسيطروا عليها مثل ليبيا كما أن هناك دول أخرى تقف على الحياد وليس من مصلحتها إغضاب قطر مثل سلطنة عُمان واليمن والسودان التي يحكمها نظام إخواني بالمناسبة كل هذا وتحاول جريدة الأهرام الغراء إقناعنا بأن مندوب قطر كان وحيداً!!!
ليست هكذا الصحافة أبداً يا سادة مندوب قطر كان مدعوم من دولاً عربية وأخرى غير عربية فإن كان وحيداً باجتماع الدول العربية وهو أمر غير حقيقي إذ لم يكن وحيداً كما شاهدنا فمعه أيضاً دول أخرى غير عربية تدعمه مثل أمريكا وتركيا وإسرائيل وكل دولة من الدول الثلاث له مصالحها وله ثقلها.
بل أن تلك الدول لها علاقاتها مع بعض الدول العربية التي تمنع بمقتضاها أن تجعل قطر وحيدة. وعلى كل حال، المحك الحقيقي هو الأيام القادمة وخاصةً يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من شهر مارس حيث القمة العربية المزمع انعقادها بدولة الكويت حيث أميرها أبو الدبلوماسية والذي قد ينهي على قطر أو يعيدها لحضن البلدان العربية وينأى بها عن تأثيرات الدول الأخرى ذات المصالح المنافية للمصالح العربية والتي ما قطر إلا أداة لتنفيذها.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com