البابا شنودة: "قررت قراراً أنه ألا تبصرنى الشمس آكلاً إلى أن تحل المشكلة
البابا شنودة: ده أى محل حتى بتاع خمور ميقدروش يحرقوه .. يحرقوا مكان للشعائر الدينية
كتب – نعيم يوسف
البابا الوطني
البابا شنودة الرجل الوطني الذي تعرض للكثير من الاتهامات طوال حياته، ولكنه لم يرد، إلا عندما كانت التعديات تطال الكنيسة والمسيحيين، فقد كان حازمًا في بداية عهده في تعامله مع الأمور والمشاكل الأمر الذي أدي في نهاية العصر الساداتي إلى اعتقاله أو "تحديد إقامته"...
بدأت تظهر قوة البابا شنودة في التعامل مع المشاكل، خلال أزمة الخانكة، والتي ظهرت فيها مواجهة الزعيم الروحي للدولة في حد ذاتها، وبدا في عيون بعض المحللين إلى زعيم سياسي يقود الأقباط وليس رئيسًا روحيًا لهم، ولكنه في الحقيقة كان يتعامل مع الأمور من منطلق وطني بحت فهو الراهب الذي ترك العالم وعاش في وحدة وعزلة زاهدًا في كل مفاتن العالم، ولكنه كان أيضًا البابا الذي لايخشي قول الحق حتى نهاية حياته...
حادث الخانكة حسب تقرير تقصى الحقائق
وتعود حادثة الخانكة – بحسب تقرير لجنة تقصى الحقائق التي تم تشكيلها في ذلك الوقت - إلى قيام مجهولون في يوم 6 نوفمبر بإشعال النار في دار جمعية الكتاب المقدس التي كان يتخذها أهالي مركز الخانكة من الأقباط كنيسة بغير ترخيص لإقامة الشعائر الدينية .
وفى 12 نوفمبر ذهب وفد إلى الخانكة عدد كبير من القساوسة قدموا إليها بالسيارات ومعهم بعض المواطنين من الأقباط وساروا إلى مقر جمعية أصدقاء الكتاب المقدس المحترق وأقاموا شعائر الصلاة فيها وتجمع في المساء عدد كبير من المواطنين في مسجد السلطان الأشراف وخرجوا في مسيرة احتجاج على ذلك , نسب – كذبًا - فيها إلى غالى أنيس أنه أطلق أعيرة نارية في الهواء على رؤوس المتظاهرين من مسدس مرخص له بحمله فتوجه بعض المتظاهرين إلى مسكن هذا الشخص وإلى أماكن آخرين وقاموا بوضع النار فيها وإتلافها دون أن تقع إصابات , وبعد أن استمعت اللجنة إلى هذا العرض المبدئي للحادث ناقشت خطة عملها وحددت البيانات والمعلومات التي تحتاج إليها من الجهات المختلفة .
وفى يوم الأربعاء 15 نوفمبر 1972 انتقلت اللجنة بكامل هيئتها إلى مركز الخانكة يصحبها السيد اللواء مصطفى الشيخ وكيل وزارة الداخلية لشئون الأمن والذي ندبته اللجنة بناء على طلب اللجنة لتسهيل مهمتها .
وقد بادرت بزيارة الأماكن التي جرت فيها هذه الأحداث وناقشت المسئولين في مركز الشرطة وفى مجلس المدينة وفى الإتحاد الاشتراكي كما استمعت إلى ملاحظات الذين وقع اعتداء على مساكنهم وحوانيتهم فعاينت دار جمعية الكتاب المقدس الذي كان الأقباط من سكان المركز قد جروا أخيراً على إقامة الصلاة فيه والذي تعرض لوضع النار فيه صبيحة يوم الاثنين 6 نوفمبر 1972 كما شاهدت آثار النار والكسر في مساكن جرجس عريان سليمان , وغبريال جرجس عريان وحليم حنا نعم الله وغالى أنيس سعيد بشاي.
حادثة الخانكة في عيون محمد حسنين هيكل
وعن الحادثة يحكى الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد حسنين هيكل ما حدث في موضوع حادثة الخانكة فقال : " ذهبت لمقابلة الرئيس السادات في بيته فى الجيزة أعرض عليه وجهه نظر مفصلة في إمكانية الحل . كان رأيي أن قضية الخط الهمايونى لازالت أكبر سبب للمشاكل , وأنه لابد من حل " يعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ثم رويت للرئيس السادات كيف جرى حل هذه المشكلة عملياً أيام الرئيس عبد الناصر ومن خلال اتفاقه مع البابا كيرلس على وضع عدد معين من تصريحات بناء الكنائس الجديدة تحت تصرف البابا , وكان رأيي أن ذلك لا يحل المشكلة عملياً فحسب , وإنما يرضى مشاعر البابا حين يجعله يحس أنه يملك صلاحيات عملية وفعالة كرئيس لكنيسة عالمية كبرى .
وسألني الرئيس السادات كم عدد الكنائس الجديدة التى صرح بها عبد الناصر سنوياً للبابا كيرلس , وحين ذكرت العدد .. ( خمسة وعشرين كنيسة سنوياً ) هز الرئيس السادات رأسه معترضاً قائلاً : " إن ذلك كثير جداً ".
حادثة الخانكة في عيون البابا شنودة
وحول الأزمة قال قداسة البابا شنودة - الراحل – خلال لقاء تلفزيوني له عام 2004 إنه مع تفاقم الأزمة ذهب إلى الدير معلنًا "قررت قراراً أنه ألا تبصرنى الشمس آكلاً إلى أن تحل المشكلة بيننا وبين المسلمين وفعلاً مرت على شهوراً لم تبصرنى الشمس آكلاً".
وتابع البابا الراحل – في حواره – إنه بعد تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ذهبت اللجنة لمقابلته وقال لهم: " فاتوا عليا اللجنة وكان يرأس هذه اللجنة الدكتور جمال العطيفى وشخص كان وزير الثقافة قبل كده" فأنا قلته يا أستاذ فلان يعنى تتحرق كنيسة الخانكة يا أستاذ فلان أمام ضميرك المكان اللى أنت زرته كان كنيسة ولا جمعية فقال لى : " دى كان جمعية " وهو – العطيفي - صمت قليلاً وأجاب بذكاء لأنه لو قال كنيسة هايقول لك موش صادر بيها تصريح , ولو قال جمعيه هو موش جمعيه وصمت قليلاً ثم قال انه مكان تقام فيه الشعائر الدينية , لأنه يمكن أن يقول تقام بطريقة غير شرعية , وقال البابا لكنها كنيسة غير مرخص بها..
المذيع : " يعنى هو أستخدم العبارة دى علشان يلعب بيها يعنى هو مكان تقام فيه الشعائر الدينية ولكنه ليس كنيسة تقام فيه الشعائر الدينية "
قال البابا عن موضوع حرق كنيسة الخانكة : " أنا قلت له انا يكفينى منك هذا الجواب .. هل مكان تقام فيه الشعائر الدينية يحرقوه ؟ ده أى محل حتى بتاع خمور ميقدروش يحرقوه .. يقوم يحرقوا مكان تقام فيه الشعائر الدينية يحرقوه , يعطى الشعب السلطة أنه يحرق يبقى غوغائية سكتنا على كده وقعدت أشرحلهم أيه اللى يكون".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com