قال تقرير لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية اليوم، إن التحقيقات مع «الشبكات الإخوانية» المتهمة بإفشاء معلومات تخص الدولة المصرية، وتسريب تسجيلات المشير عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع بعض ضباط الجيش، ونشرتها شبكة «رصد» التابعة لجماعة «الإخوان، كشفت عن قيام الاخوان بزرع شبكات اخترقت المؤسسات السيادية والمراكز السرية.
وأشارت إلى أن «القزاز» (عمرو سلامة القزاز) ويبلغ من العمر 23 سنة.. يعد أحد الخيوط في عملية سرقة تسجيلات واعتراض مكاتبات سرية تمس مصالح عليا للدولة، جرت في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وفي الشهر التالي لعزله.
وان هذه التسجيلات استولت شبكات الاخوان على نسخ منها من إحدى المؤسسات السيادية العليا، بجانب 23 من المكاتبات «السرية للغاية»، وصور لوحدات نظامية، وغيرها، لتشويه كبار القادة والمؤسسات في البلاد، وقالت الصحيفة انها حصلت على وثائق التحقيقات التى تكشف قيام قيادات في الجماعة بتجنيد شبان من الخريجين الجدد بالجامعات لا علاقة لهم بالإخوان أساسا ممن يبحثون عن فرصة عمل.. وجرى استقطاب أولئك الشبان عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، والاستعانة بهم في جلب المعلومات ، و أن أعضاء في الجماعة نظموا عملية تسليم وتسلم وبيع وشراء، لمعلومات سرية تخص الدولة، وذلك عبر مقابلات جرى بعضها في الدقي غرب القاهرة، وأخرى في الخارج بين عناصر إخوانية مصرية تقيم في كل من قطر وتركيا، حيث جرى بث بعضها على شبكة الإنترنت وعلى قناة «الجزيرة» الفضائية، في مقابل عدة آلاف من الدولارات.
ووفقا لوثائق التحقيقات، فان احد الخيوط التي قادت المحققين إلى باقي شبكة التصنت وتسريب المعلومات، هو شاب يبلغ من العمر 23 سنة، ولقبه «أحمد» من أسرة فقيرة، ومن منطقة تسمى «فرسيس» تابعة لمدينة زفتى بمحافظة الغربية، وجرى تجنيده من الإخوان عبر صفحات «فيس بوك» وكان يعمل داخل مؤسسة وصفت بأنها مهمة، وتعرف أحمد عن طريق الدردشة على الإنترنت على كل من «القزاز» ، ورغم انه لم يكن إخوانيا، لكنه انضم فيما بعد إلى حزب الحرية والعدالة الإخواني ، وقام القزاز باستدعاء «أحمد» إلى موقع شركة الإعلام الإخوانية، ومقرها في شارع هارون في ضاحية الدقي، للاستعانة به في مهام أكثر احترافية، براتب كان يتراوح في البداية بين 900 جنيه إلى 1100 جنيه.
وخلال سنة حكم مرسى استمرت علاقة «أحمد» بـ«القزاز» وشخص اخوانى اخر يدعى «درويش» «هارب» الان الى تركيا، وتمت عمليات التنصت في يوم 20 أبريل 2013، أي قبل عزل مرسي بنحو سبعين يوما، عندما دخل احمد إلى جهاز الحاسب الآلي الموجود في أحد الأماكن الخاصة بالمؤسسة التى وصفتها الوثائق بانها «هامة» لكي ينسخ صورا شخصية له من الجهاز، إلا أنه حين انفرد بنفسه داخل غرفة الحاسب الآلي، أخذ يستطلع ما هو موجود على الكمبيوتر، إلى أن وجد التسجيل الخاص بلقاء السيسي مع الضباط.. فقام بالاتصال بـ«درويش» وحين أبلغه بموضوع التسجيل، طلب منه «سرقة هذا الفيديو» وأخذ نسخة منه فقام بنسخ التسجيل.
ظل «أحمد» يحتفظ بالذاكرة الإلكترونية التي كان قد دخل بها للمؤسسة المشار إليها، إلى أن جاء موعد خروجه في شهر مايو 2013.. حينها اتصل بـ«درويش» واتفقا على اللقاء عند محطة مترو الأنفاق في ضاحية الدقي، بجوار مقر الشركة الإعلامية الإخوانية، وسلمه التسجيل ، ولم يقرر قادة الجماعة في الشركة بث التسجيلات ولا الوثائق الأخرى التي جرى تجميعها من أماكن مختلفة، إلا بداية من يوم الثاني من شهر أكتوبر 2013، أي بعد أن اتسعت الهوة بين الجماعة والدولة.. وكان أول ما أذيع عبارة عن مقطع مدته ست دقائق وعشرون ثانية، وفيه مناقشة بين السيسي وأحد الضباط بشأن الإعلام في مصر.
كما أشارت الصحيفة الى المتهم الاخر فى شبكة الإخوان لتسريب المعلومات ، وهو إسلام الحمصي مدير السوشيال ميديا برصد طالب في الفرقة الرابعة في كلية التجارة في جامعة عين شمس، وتم القبض عليه أثناء سيره على قدميه أمام مسجد جمال عبد الناصر، في ضاحية عين شمس، ومعه كمبيوتر محمول ماركة «إيسر» وأسطوانات مدمجة وهاتف ماركة «سامسونج»، وعثر بالكمبيوتر على تسجيل لقاء السيسي مع بعض الضباط، وأربعة مقاطع فيديو أخرى من اللقاء على اسطوانات مدمجة، بالإضافة إلى 23 ورقة مصورة، إحداها خطاب صادر من إحدى الجهات السيادية العليا، إلى أمين عام مجلس الوزراء بتاريخ السادس من أغسطس 2013، أي عقب عزل مرسي بنحو شهر، وكذا غلاف دراسة صادرة عن إدارة الأزمات بإحدى الجهات العليا أيضا، عن «الصمود والدفاع عن الشعب بالنفس الطويل، وإجراءات الوزارات والأجهزة المعنية بالدولة لمجابهة الاستراتيجيات الواردة، بجانب صور تخص قوات التأمين في الشوارع المصرية صور لبعض الشبان مع مجموعة من الجهاديين، وفيديو آخر لمجموعة شبان داخل أحد الأنفاق الواصلة بين رفح وقطاع غزة، إلى جانب مقاطع لتسريبات من حوار السيسي مع صحيفة «المصري اليوم»، إضافة لمقاطع فيديو أخرى لم يكن قد جرى بثها بعد.
ووفقا لاعترافات «القزاز» عن كيفية وصول عدد من المواد الفيلمية المسربة، إلى قناة «الجزيرة»، فأجاب أن مصريا يعيش في قطر (ذكر اسمه) ويعمل في قناة «الجزيرة»، سافر لـ«درويش» في تركيا واشترى منه مقاطع الفيديو الخاصة بلقاء السيسي مع الضباط.
ومن المقرر ان تبدأ المحكمة العسكريةاليوم الثلاثاء أولى جلسات محاكمة الشبكة الأخيرة وتضم: عمرو سلامة القزاز، أحد مؤسسي شبكة رصد، إسلام الحمصي، مدير السوشيال ميديا بالشبكة، ومحمد عبد المنعم، بتهمة إفشاء أسرار.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com