رغم أن السؤال قد يبدو متأخراً، إلا أن الإجابة عليه لم تأت بشكل واضح حتى الآن، ومازلنا فى انتظارها، والسؤال هو: لماذا لم يتقدم المشير عبدالفتاح السيسى باستقالته حتى الآن من منصبه كوزير دفاع، ويعلن ترشحه للرئاسة؟
ورغم أن هناك إجابات وتطمينات كثيرة قدمت، أقربها ما قدمته اللجنة العليا للانتخابات من أن تأخر فتح باب الترشح للرئاسة يرجع إلى أسباب فنية، وأن اللجنة تعمل حاليًا على تدريب موظفى الشهر العقارى على طريقه توثيق نماذج تأييد المرشحين على أجهزة القارئ الإلكترونى، وأن هذا التدريب مستمر حتى يوم الأحد 23 مارس. بالإضافة إلى تحضير بعض الأمور التنظيمية الخاصة بعمل اللجنة أيضًا، وأن تأخر إعلان الجدول الزمنى للانتخابات يرجع لعملية الإعداد وتجهيز الأجهزة الإلكترونية لمكاتب الشهر العقارى، وبالتالى فهى أسباب عملية فنية، وبالتالى يمكن أن نقول إن أحد أسباب تأخر المشير فى إعلان ترشحه للرئاسة هو عدم صدور قانون الانتخابات الرئاسية، وإقراره بشكل نهائى خلال الفترة الماضية.
كما أن المشير السيسى نفسه تحدث فى خطاب أخير له عن أنه لن يعطى ظهره لمطالب المصريين له بالترشح للرئاسة، فى إشارة واضحة لإعلانه الترشح للرئاسة، وأنه ينتظر حتى ينتهى من ترتيب البيت (وزارة الدفاع) من الداخل قبل مغادرته. والقريب من العمل فى وزارة الدفاع والوضع الداخلى يدرك أن ترتيب الأوضاع فى الداخل هو تبرير حقيقى.
حيث إن هذه هى المرة الأولى التى يتقدم فيها مسؤول غير عادى فى الجيش المصرى باستقالته، والترشح للمنصب الأول فى الدولة، نزولاً على مطالب الجماهير.
وتماسك الدولة يتطلب وجود ترتيبات داخلية فى البداية قبل إعلان الاستقالة، وقد يتساءل البعض: هل سيحدث يوم فارقاً كبيراً فى إعادة ترتيب الأوضاع؟ ومرة أخرى أقول إن القريب من الأوضاع الداخلية فى الجيش يدرك أن كل دقيقة تحدث فارقاً.
هناك جانب آخر نفسى فى حياة وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى يجب أن ننظر إليه بعين الاعتبار، وهو أنه قضى حياته كلها فى المؤسسة العسكرية، بين جنوده. وعندما يقرر أن يخلع بزته العسكرية، والنزول للعمل العام، للترشح على المنصب الأول لرئاسة الجمهورية، نزولاً على مطالبات الجماهير، فإن الأمر يتطلب حالة من الاستعداد النفسى، ودراسة جميع الملفات بشكل جيد وقراءة التحديات الآنية والمستقبلية. لكن هذا كله لا ينفى أنه على الرغم من أن المشير عبدالفتاح السيسى قدم تطمينات للمصريين على أنه سيتقدم للترشح لمنصب الرئاسة، وعلى الرغم من أن كل المؤشرات تشير إلى ذلك، إلا أن هناك حالة من القلق والتخوف من عدم ترشحه والترقب، وهو ما يجعل من الواجب أن تصدر منه تطمينات واضحة للمصريين بأنه اتخذ قراره للترشح للرئاسة.
menawy@gmail.com
نقلا عن المصري اليوم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com