بقلم: عاطف الفرماوي
نحن ننكفئ على الذات القطرية الضيقة المحدودة لنستنهض ما يكرس لجمودنا وتخلفنا وأمراضنا الاجتماعية والثقافية.. فنحن نمتلك ثقافة مريضة للغاية ساعدت على انتشار العقد النفسية والانفصال بين الذكور والإناث وبين الإنسان وأخيه الإنسان.. وتشويه المرأة وتهميشها وإلغاء شخصيتها واستخدام الدين كوسيلة للوثوب للسلطة بحجة قيام الدولة الإسلامية مع إن النماذج التي أعلنت هذا المشروع فشلت فشلاً ذريعًا كما في السودان الرئيس نميرى أمير المؤمنين.. وأفغانستان والصومال وغيرها من الدول. وخرج الإرهاب ليهدد السلام الاجتماعي والحضارة الإنسانية نتيجة الثقافة المريضة والعادات والتقاليد المتخلفة والأعراف الاجتماعية الجامدة لقبائل رعوية صحراوية تتميز بضيق الأفق ويصدروها باعتبارها جزء من ثوابت الدين الإسلامي ليسهل إقناع الناس بها.. فلم يتم تشويه الناس العوام بل ساعدت هذه الثقافة المريضة في تشويه النخبة بفعل إغراءات مادية فينشرون في الفضائيات هذه الثقافة المريضة.
الانفتاح على الآخر والمرونة العقلية والاستفادة من مستحدثات العصر والمشاركة بفاعلية في صنع الحضارة الإنسانية وليس تجميع المبتكرات لدول يعتبرها البعض كافرة ولا يستحون من ركوب السيارة التي صنعها الكفار ويشاهدون التليفزيون الذي صنعه الكفار ويشترون الغسالة والبوتاجاز والثلاجات التي صنعها الكفار ونحن نقوم بتجميعها. فموقفنا من الغرب غريب وموقفنا من الحضارة الغربية يمثل حالة مرضية غريبة وشاذة نقبل منتجاتهم ونرغب بشدة في الهجرة لبلدانهم الغربية ويستقبلوننا باحترام ولا نقبل الذوبان في المجتمع الغربي بل نطبق عاداتنا وتقاليدنا التي هي سبب تخلفنا وتقهقرنا ونتصادم مع مفاهيم الحضارة الغربية.
إن التقدم المتلاحق السريع لثورة المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا والأقمار الصناعية والقنوات التليفزيونية وعلوم الفضاء التي ستساعد في علوم الزراعة والمياه وتقدم علوم الطب والفلك والهندسة ساعدت الإنسان للتعرف على الآخر والاستفادة منه وقد يصبح العالم قريبًا قرية صغيرة.
إن أخطر ما انبثقت عنه المتغيرات الإنسانية بما تشتمل عليه من فتوحات العقل البشري في المعرفة الجديدة هو نسبية الحقيقة وتعدد زوايا النظر إليها وحرية الاختيار أكثر من أي وقت مضى.
كما فرضت هذه المتغيرات أيضا هموما إنسانية مشتركة بحيث أصبح الإنسان أينما وجد متورطًا في الحدث أينما وقع.
وقد أسهمت ثورة المعلومات والاتصال في تغيير صورة العالم التي فرضت التعدد ولم تعد النظرة الأحادية قادرة علي استيعاب المشهد الإنساني والانخراط بفاعلية في مداره.
وأثبتت الثورة التكنولوجية أنها أبعد أثرًا من الثورة الصناعية حيث أفقدت الطبقة العاملة الدور التقليدي وأجهضت الأفكار التي بنيت على أساس قوة الطبقة العاملة وتم وأد فكرة الصراع الطبقي للأبد
وبدأ اضمحلال الطلب علي الطبقة العاملة التقليدية التي كانت فرس الرهان الرابح وسند التطور للمرحلة الاشتراكية أو نظام رأسمالية الدولة في ظل النظرية الرأسمالية للثورة الصناعية للوصول إلى النظام الشيوعي الذي دخل حتمًا مضطرًا إلى متحف التاريخ.
وقد سقطت كل الحسابات التي بنيت علي أساس الثورة الصناعية وإفرازات النظام الرأسمالي.
وقد تفتت الكتلة الاشتراكية في جميع الدول الأوربية ولحقت بالثورة التكنولوجية وتوحدت مع النظام العالمي الجديد.
وأصبحت الطبقة العاملة في النظام الجديد مسلحة بمعطيات العلوم والتكنولوجيا تواكب التطور والمستحدثات والتقدم تتميز بالندرة والقلة تتميز بالكيف على حساب الكم.
أما الطبقة العاملة التقليدية التي كانت سائدة في ظل الثورة الصناعية أصبحت عبء على كاهل المجتمع تعوق التطور والتقدم والتنمية والرخاء تنتشر بينها الأمية ومشكلة الزيادة السكانية والأمراض الاجتماعية وتستنزف الكثير من عائدات التنمية الاقتصادية.
وتطور وسائل الاتصال والإعلام الحديث في ظل الثورة التكنولوجية جعل العالم شبه دولة واحدة بل قرية صغيرة.
لهذا لابد من تحقيق الاتحاد العام بين عموم البشر وإزالة كل ألوان الاختلافات وتحقيق الصلح الأعظم بين بني الإنسان لتسود المحبة والرخاء والرفاهية وتتوحد الثقافة والعادات والتقاليد والقيم والنمط الحضاري ويذوب الجزء في الكل وتتوحد مناهج التعليم والتربية واللغات المتعددة لتصير لغة عالمية واحدة تحقق التواصل بين بني الإنسان يتبادل المصالح والعلوم والأفكار والمعلومات وتتوطد العلاقات والصداقات وتزول كافة ألوان التعصب والتفرقة.
وظهور الشركات عابرة القارات أضعف سلطة الدويلات في إدارة الاقتصاد الإقليمي المحلي. حيث البقاء للأفضل ولا مكان للكسالى والمتخلفين.
وقد نجحت هذه الشركات في تدويل الاقتصاد وصياغة علاقات جديدة وبالرغم من هذا التطور الذي يجتاح العالم وكافة فروع الحياة والعلوم النظرية والتطبيقية وهذا التطور الجارف السريع المتلاحق.
لا زلنا نخاف من الحرية والديمقراطية ومن العلم ومتطلباته من تحرير العقل وإبداعاته.
لأننا لا نريد أن ننطلق ونطور قوانا الحيوية ونعتمد علي ذواتنا ونتكامل في إمكانياتنا ونتخلى عن أنانيتنا الضيقة وبعض مراجعنا ونظمنا الفكرية والقيمية الاجتماعية والثقافية المتخلفة والكابحة للطاقة الإبداعية.
وبدلاً من أن نجري عملية من الانتقاء الواعي المزدوج لكل ما هو أصيل في تراثنا القومي وكذا التراث الإنساني الشامل.
فإننا نجري عملية عكسية وسلبية للانتقاء بأن نستنهض من عثرات تاريخنا ما يكرس جمودنا ونحن ننكفئ علي الذات المتخلفة الفردية أو القطرية ثم نتوه في إشكاليات البحث عنها والسعي لتحصينها وحمايتها.
فلتعود الطيور المهاجرة ونرفع أعلام الحرية ونحرر عقولنا من البلادة والتخلف ونطلق قوانا الحيوية للإبداع والتطور والتقدم ونرفع شعار تحرير العقل الإنساني والروح الإنسانية والتواصل مع بني الإنسان دون النظر إلى اللون أو الجنس أو العقيدة أو الوطن أو الجاه أو المال أو السلطان أو الطبقة الاجتماعية أو كل ألوان النفوذ.
ونقول نعم للحب والسلام والتنمية والرخاء والتعاون والصداقة وخير بني الإنسان والطبيعة وتحقيق الأمن والأمان والصداقة العالمية بين شعوب العالم وأفراده والتقدم والحضارة وتوحيد الثقافة العالمية سبيلاً للوحدة العالمية بين بني الإنسان.
ونقول لا للحروب والدمار والكراهية والصراع والصدام والتشاحن والتنابذ والتمحور والتحزب والقلق والأرق والتوتر والتلوث والتعصب من أجل بيئة نظيفة للإنسان والطبيعة للعالم أجمع وبالناس المحبة وعلي الأرض السلام، وتندثر كل العادات والتقاليد البالية التي تفصل كل ألوان التواصل بين بني البشر وتزول المفاهيم القطرية والوطنية والقومية الرجعية المتخلفة الضيقة وتحل محلها القيم الإنسانية العالمية على اعتبار أن العالم وطن واحد والبشر سكانه من أجل مستقبل مشرق بالأمل والخير للبشرية جمعاء.
إذا كانت عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا الاجتماعية معوقة للتقدم ومكرسة للتخلف والجمود والتحجر وكابحة للطاقة الإنسانية فلنقذف بها في قاع المحيط..
إن الذين يتمسكون بالعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية باعتبارها جزء من الهوية والشخصية والوطنية ويضعونها مرجع لسن القوانين والدساتير المحلية هم دعاة الجمود والتخلف لأن هذه العادات والتقاليد تخضع لقوانين التطور الاجتماعي وتختلف العادات والتقاليد من مجتمع لآخر ومن حقبة تاريخية لأخرى.. فعادات أهل الصعيد تختلف عن عادات أهل القاهرة والإسكندرية تختلف عنها في باريس ولندن.
وعادات القرون الوسطى التي ترعرعت في ظلها الأديان الكبرى اليهودية والمسيحية والإسلام تختلف عن عادات وتقاليد العصر الحديث.
صحيحا أن التيار الديني الإسلامي يحاول جاهدا الربط بين تلك العادات والتقاليد التي ظهرت في القرون الوسطى وبين العقيدة الدينية التي لها خمس أركان ليس بينها شيء من تلك العادات والتقاليد. وللعلم هذه العادات والتقاليد مستوحاة من حضارات أخرى سابقة للإسلام ولكن رغبة التيار الديني الإسلامي بربط تلك العادات والتقاليد أشك في أنه اتجاه ديني ولكنه اتجاه سياسي يوضح مدى قوة التيار الديني في الشارع المصري وأصحاب تلك العادات والتقاليد محسوبين بالتزوير لصالح التيار الديني..
ومع ما يمثله النقاب من خطورة تتعلق بالأمن القومي ومن خلال هذا الزى تم تسجيل عديد من الجرائم والمخالفات بعضها جنائي وبعضها يمثل قضايا الآداب أفتى رجال قضاء بأن الزى حرية شخصية لا يتعارض مع الدستور أو القوانين المحلية..
لماذا تورط هؤلاء القضاة في هذا الحكم الذي يتعارض مع قرار رئيس جامعة الأزهر بمنع المنقبات من حضور الامتحانات بهذا الزى الذي يعوق التحقق من شخصية الممتحنة. ويتعارض حكم القضاء أيضًا مع رأى شيخ الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية.
لماذا تورط القضاة؟ إما لأنهم ينتمون لهذا الفكر الوهابي المتخلف ومعنى ذلك أن القضاء تم اختراقه وفقد النزاهة والحياد.. أو الخوف من انتقام أصحاب هذا الفكر لأنهم دمويون ينتقمون بالسلاح مع المخالفين معهم في الرأي ومن الممكن أن يفقد القاضي حياته على أيديهم.
ومع أن النقاب ليس فريضة إسلامية والدراسة التاريخية تؤكد انه عادات وتقاليد استوردها تجار العرب من بلاد فارس قبل الإسلام فقد كانت كافرات مشركات منقبات أيضًا قبل الإسلام، كما كان أبو جهل وأبو لهب وأبى بن خلف ملتحين أيضاً قبل وبعد الإسلام مما يدل إن هذه المظهريات السلوكية ليست من أسس العقيدة الإسلامية بل مجرد عادات وتقاليد فقط ليس من اللازم التمسك بها واعتبارها جزء من العقيدة جهل فاضح.
ومع ما يمثله النقاب من خطورة تمس الأمن القومي إلا أن بعض رجال القضاء اعتبر إن النقاب حرية شخصية لا تتعارض مع الدستور وفي الحقيقة يعتبر هذا الحكم تدليس فاضح لأن الأمن الاجتماعي للمجتمع يعلو على مبدأ الحرية الشخصية في اختيار الملبس.
ويعتبر النقاب سلوك سياسي وليس دينيًا فالإخوان المسلمون والتيارات الإسلامية يريدون أن يعلمونا بقوتهم في الشارع المصري عن طريق انتشار النقاب ويعتبرون أنفسهم قوة موازية لرجال المؤسسة الدينية الرسمية ولهم أطماع سياسية في الوثوب لكرسي الحكم بغرض إقامة الدولة الإسلامية وبهذا البرنامج السقيم يكتسبون تعاطف من عامة الناس ولكنهم لا يملكون برنامج سياسي اجتماعي ورؤية معاصرة لحل مشكلات مصر و المصريين وهم ضد الديمقراطية فيقولون الشورى غير ملزمة ويأخذون بولاية الفقيه أي أنها دولة قاصرة على رجال الدين ولا مجال فيها للأقليات أو المعارضة السياسية أو الليبراليين كما هو حادث في إيران الآن.
نعود لموضوع النقاب كعادة اجتماعية ظهرت في بلاد فارس إيران قبل ظهور الإسلام بمعنى أن الإسلام برئ من النقاب ولا علاقة له به أما كيف انتشر النقاب في جزيرة العرب؟
فلم تكن المرأة في شبه الجزيرة العربية محجبة أو منقبة أما حينما ذهب التجار العرب إلى بلاد فارس للتجارة فمن الطبيعي أن يشتروا لزوجاتهم الهدايا ومنها الملبس بجانب الطعام والشراب غير المتواجد في بلاد العرب ورويدًا رويدًا بدأ هذا الزى الشاذ ينتشر ولكنه لم يحظى بقبول الكثيرات من نساء العرب وظل محصورًا في دائرة ضيقة إلى أن ظهر الإسلام فقد كانت النساء تجلس مع الرسول لسماع الموعظة دون حجاب أو نقاب ولم يعترض رسول الله على هذا السلوك باعتباره لا علاقة له بالدين ولا يخرج عن كونه عادات وتقاليد ليست ملزمة، بينما كان الصحابة المتزمتين يحضون النساء على ارتداء هذا الزى وسمح حضرة الرسول أن يضرب في بيته بالدف حين زواج جارية من بيته لرجل من المدينة والسماح بالغناء ولما سمع نفر من الصحابة ذلك الغناء فقال أنسمع مزمار الشيطان في بيت رسول الله .. ومن هنا نستنتج أن أفكار منع الغناء والموسيقى أفكار سابقة للإسلام ولو كانت هذه الأفكار إسلامية لمنعها الرسول ولم يأمر بها في بيته ولكن المتشددين تمسكوا بالعادات والتقاليد البالية السابقة للإسلام باعتبارها جزء من الدين والدين منها برئ ودراسة التاريخ الإسلامي الاجتماعي تؤكد ذلك.
وبالتالي فهؤلاء المتشددين محسوبين على الإسلام زورا وبهتانا وليس لهم علاقة بالسماحة والمرونة التي جاء بها رسول الله.. وزادت هذه الأفكار حتى بات الدين الإسلامي عبارة عن العادات والتقاليد البدوية وانتهت الشريعة وروح الإسلام الحقيقي وحلت محله القيم الصحراوية ويقود هذا التيار الآن في شبه الجزيرة العربية التيار الوهابي الذي ينتمي لمحمد بن عبد الوهاب والذي يعتمد عليه العائلة السعودية المالكة باعتباره غطاء ديني يكسب الدولة شرعية دينية..
ولم يكن محمد بن عبد الوهاب مفكرًا مستقلاً يومًا ما، ولكن كل ما جاء به ملخصات لأفكار احمد بن تيمية الإرهابي العتيق المنغلق ذهنيًا وخلط هذه الأفكار بالعادات والتقاليد الصحراوية لرعاة الأغنام والماعز الذين لم يتذوقوا تيار الحضارة الإنسانية يوما ما فانتشر الجمود والتحجر والانغلاق بين أبناء هذا المذهب والذين يضغطون بكل قوة لتصديره لمصر باعتباره الدين الإسلامي وبالفعل تم انتشاره بين العامة والخاصة، حتى إن كبار رجال الدين يتبنون هذه الأفكار لهذا فسدت النخبة وفسد ملح الأرض إلا قليلا فلا زالت هناك نخبة لم تجد طريقها للجماهير المصرية بعد وعلى يديها سيكون شفاء مصر من أمراضها وأسقامها إن شاء الله.
الحضارة الغربية أنتجت الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة وحقوق المواطنة والحريات الدينية واحترام وقبول الآخر واحترام التعدد والتنوع الثقافي وحرية التعبير وإباحة التظاهر والاعتصامات وكل صور الاعتراض ضد السياسة العامة للحاكم والدولة ومحاكمة جميع المسئولين على كرسي الحكم من أصغر مسئول لأكبر مسئول في الدولة ليس هناك من هو فوق القانون بجانب العلم والتكنولوجيا وإطلاق ومساندة الابتكارات العلمية والمبادرات الفردية وتمويل البنوك ورجال الأعمال لهذه المبادرات بجانب التضامن الاجتماعي وصرف إعانة بطالة. حقًا يستطيع الفرد في المجتمع الغربي أن يشعر بالولاء والانتماء للمجتمع الذي يعيش فيه.
الإخوان المسلمين لا يؤمنون بالديمقراطية باعتبارها من منتجات حضارة كافرة وبالرغم من إن السيارة والتليفزيون والكمبيوتر من منتجات الحضارة الكافرة إلا أنهم يستعملونها ويقولون بعدم إلزامية الشورى بالرغم من وجود نص في القرآن (وأمرهم شورى بينهم).. شيزوفرينيا واضحة في منهج الأوان المسلمين
إذًا بماذا يؤمنون.. يؤمنون بولاية الفقيه وكبار رجال الدين على نظام الملالى في إيران وبالتالي مجلس الشعب ومجلس الشورى لا قيمة له، وتحويل الدولة المدنية لدولة دينية لا مجال فيها لحقوق الإنسان ولا الحريات العامة ويسود فيها التمييز على أساس الدين ولا مجال للحريات الدينية وتعتبر مصر والسعودية والعراق من أسوء دول العالم في مجال الحريات الدينية.
يطمع الإخوان المسلمين في إقامة دولة الخلافة الإسلامية برغم فشل مشروع الدولة الدينية الذي سيقوم على أكتافه مشروع الخلافة في السودان وأفغانستان والصومال................... الخ
يعترف الإخوان بأن الدين هو الوطن فلا اعتبار للوطن ولهذا لا يمانعون في أن يتولى الرئاسة مسلم ماليزي بدلاً من مسيحي مصري وطني.
إذا كان الإخوان المسلمين لا يعترفون بالوطن فلا يستحقون حقوق المواطنة ويجب سحب الجنسية منهم فورًا وطردهم من البلاد. لا يطيقون الاختلاف مع المعارضين ولهم تاريخ في الإرهاب وتمويله.
هذا عن الإخوان إما هلوسات رجال الدين الذين من المنتظر أن يحكمونا فنتحدث عنها بلا حرج لنكشف ما يعتمل في عقول يجلها ويحترمها العامة والبسطاء.
فقد أفتىَ مفتى الجمهورية السابق بعدم جواز أكل الطين الأمني في نهار رمضان.. فهل هناك في مصر من يأكل الطين.. أما لماذا سقط المفتى في هذا الكلام ويعتبر فتوى شرعية لأن رجال الأزهر مثل القوالب التي تم صبها وفق منهج النقل وليس منهج العقل..
ويشمل كتاب الدكتور على جمعة سقطة كبيرة وفتوى بجواز التبرك بشرب بول الرسول وهذه إسرائيليات دخلت التراث ويمتلئ كتاب ابن كثير على كثير من هذا الهراء وغيره ونقلها رجال الدين بلا علم أو تفكير في ماهية هذه الأفكار سليمة أو سقيمة.
وقد انسحب الشيخ جمال قطب من برنامج حواري في التليفزيون أمام المشاهدين بعد عجزة عن تبرير موضوع ملكات اليمين وسألته المذيعة لماذا تنسحب فقال ليس لدى رد يتعلق بموضوع الحوار.. إذا كان هذا حال رجل من كبار رجال الأزهر وكيل الأزهر السابق ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر فكيف يحكمنا رجال الدين الذين يمتلئ كلامهم بالهلوسات المرضية التي تضر الدين والراغبين في التدين وتشويه سمعة الدين والمتدينين.. هل نستمه لهؤلاء ونسلمهم أمور دنيانا.
ليفرضوا علينا عاداتهم وأفكارهم وتقاليدهم البالية باسم الدين أم أن الدولة المدنية الليبرالية هي الحل والدين يتقوقع على المستوى الفردي وفي المساجد والكنائس، ولا خلط بين الدين والسياسة. هكذا تحررت أوروبا من سلطة رجال الدين فتقدمت وابتكرت وأبدعت وأنتجت وتقدمت وارتفعت.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com