مرة أخرى يضرب الإرهاب ضربة غير متوقعة بتفجير قنبلتين، وهو انفجار أسقط قتلى وجرحى من قيادات الأمن، منهم العميد طارق المرجاوى
وتلاها انفجار ثالث فى نفس المربع. التفجير جاء على غير المتوقع، وفى منطقة يفترض أنها تخضع لتكثيف أمنى ومراقبة بالكاميرات، بما يعنى أن هناك سبق إصرار من الإرهاب وترصدا.
وإذا كان الإرهاب لا يحذر فإن الأمر يدخل ضمن حرب واسعة ومعلوماتية يجب أن تتجاوز رد الفعل إلى استراتيجية تتعامل مع الجذور والخطط والتمويلات.
أجهزة الأمن أعلنت عن ضبط خلايا إرهابية، واضح أنها مجرد خلايا عنقودية، من تنظيمات أكبر تمتد داخل وخارج مصر، ولها اتصالات وتمويلات وتوجيهات دولية، الأمر الذى يحتاج إلى مواجهة استراتيجية تتجاوز الأمنى إلى البحث عن البؤر أو الرؤوس التى تدير العمليات الإرهابية.
واضح أن شبكات الإرهاب تتجاوز مصر إلى خارجها، حيث تقف ليبيا كدولة تضم تنظيمات إرهابية ويتركز فيها تنظيم القاعدة وتنظيمات مختلفة، وكانت هناك تقارير تشير إلى الدفع بمجموعات إرهابية من حدود مصر الغربية، والأمر نفسه بالنسبة إلى الغموض الذى يلف التنظيمات الإرهابية التى تبدو كأنها تدخل فى سياق الإرهاب الفردى أو المجموعات الصغيرة التى لا تعرف بعضها، مما يجعل كشفها صعبا، فضلا على تنظيمات تضم انتحاريين لديهم الاستعداد لتفجير أنفسهم، وهؤلاء ممن يدخلون نطاق غسيل المخ وعملية التجنيد.
الإرهاب يتجاوز المحلى للدولى، وهو ما كشفته تقارير أمنية بريطانية تربط بين قيادات الإخوان المقيمين فى لندن ويحظون بالحماية، وبين العمليات الإرهابية التى تنفذها مجموعات محترفة، تكشف عن أن الإرهاب لم يعد فقط أيديولوجيا لكنه أيضا عابر للحدود، ومن هنا تفتش أجهزة الأمن البريطانية عن علاقات لقيادات جماعة الإخوان بعمليات الإرهاب سواء ضد السياحة أو فى العمق.
ونفس الأمر بالنسبة لليبيا وما يدور فيها غربا، أو سوريا والعراق، وهى تنظيمات تحمل أسماء مختلفة، لكنها تبدو جاهزة لتنفيذ عمليات مدفوعة عن طريق أدوات محلية غير ذات سوابق حتى يصعب كشفها.
طبيعى أن إرهابا بهذا الاتساع أو التشعب يمكن أن ينجح فى بعض العمليات، لكن أيضا ما جرى خلال عمليات سابقة يكشف عن غياب للمعلومات الأساسية، وهو ما يمثل خطرا بأن تتسع هذه العمليات لتمثل تهديدا للمجتمع وتنجح فى إشاعة الخوف، وهو أمر إن لم يتحقق حتى الآن لكنه وارد.
ولعل تجربة الإرهاب فى التسعينيات لم تنته بالمواجهة الأمنية، ولكن بالوصول إلى جذور التمويل، وأيضا المعلومات عن القيادات فى الخارج والداخل، لكن الخطر هذه المرة هو وجود تمويلات دولية وأجهزة تدير وتمول هذه العمليات والتنظيمات. لكن المهم أيضا هو عدم الاستناد فقط لرد الفعل، وإنما قطع عمليات الاتصال والتجنيد من خلال فعل استراتيجى فى الداخل والخارج.
ومهما كان الإرهاب غادرا فإنه قابل للمواجهة فى حال سد الثغرات الأمنية التى ينفذ منها، وهو أمر يحتاج لمواجهة شاملة تبدأ وتنتهى بالمعلومات.
نقلا عن اليوم السابع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com