سامية عياد
" أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا" ، هكذا قال السيد المسيح لمرثا وقال عنه القديس يوحنا " فيه كانت الحياة " ، والذى فيه الحياة لا يمكن أن يبقى ميتا ، لذا كان لابد أن يقوم المسيح ، لأن فيه كانت الحياة ، ومادام هو الحياة فكيف إذا لا يقوم؟ ، لهذا كله وبخ ملاك القيامة النسوة قائلا " لماذا تطلبن الحى بين الأموات " .
يقول قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث فى كتابه تأملات فى القيامة ، كان لابد أن يقوم المسيح لعدة أسباب منها كما ذكرنا كانت فيه الحياة ، ايضا لأنه هو نفسه قد أقام غيره من الموت ، لقد أقام يسوع ابنة يايرس وابن أرملة نايين ولعازر بمجرد كلمة الأمر ، إنه معطى الحياة ، هذا الذى أمر الموتى فقاموا أكان صعبا عليه أن يقوم ؟! ، كان لابد أن يقوم المسيح لأن قيامته كانت فى سلطانه هو ، لقد مات بإرادته وكان لابد أن يقوم بإرادته ، وقد قال موضحا هذا الأمر فى عبارته الخالدة " أنى أضع نفسى لآخذها أيضا ليس أحد يأخذها منى ، بل أضعها أنا من ذاتى ، لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضا " .
كان لابد أن يقوم لأن موته كان مجرد وضع مؤقت ، لأداء رسالة مزدوجة ، هى أولا الفداء لكى يفدينا بموته ، ثانيا كان لابد بعد الفداء أن يذهب ويبشر الراقدين على الرجاء ويفتح باب الفردوس وينقل هؤلاء الراقدين من الجحيم الى الفردوس ، كما نقل اللص اليمين ، كان لابد أن يقوم المسيح ، لأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين ، فهو قد مات بشريا من جهة انفصال الروح عن الجسد ولكنه كان محيى فى الروح ، كانت له الحياة الثابتة فى اللاهوت والتى من أجلها صرخ نيقوديموس وهو يكفنه " قدوس الله.. قدوس القوى .. قدوس الذى لا يموت" ، نعم كان لابد أن يقوم هذا الجسد المتحد باللاهوت وما كان ممكنا أن يستمر فى الموت.
كان لابد أن يقوم ، ليعلن انتصاره على الموت بقيامته ، وليعلن للناس جميعا أنه لا شوكة للموت ، حسب تسبحة بولس الرسول " أين شوكتك يا موت ؟ أين غلبتك يا هاوية؟" ، وكان لابد للمسيح أن يقوم ، لكى يعزى التلاميذ ويقويهم ويشجعهم لكى يستمروا فى إيمانهم ، ويصمدوا أمام اضطهادات اليهود وهكذا كانت قيامته أكبر دافع لهم على الكرازة .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com