ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

«شعبولا» يتحدث!

محمود خليل | 2014-05-01 21:04:04

محمود خليل
يقول شعبان عبدالرحيم: «حنصحى الساعة خمسة.. خلاص مفيش كسل.. وإن كلنا طقة واحدة.. معاك زى العسل.. الدقة معاك يا سيسى أطعم من الكباب.. ونعيش فى أمان وحب.. لا فوضى ولا إرهاب». كلمات لطيفة غناها «شعبولا»، صانع الزعماء، للمشير عبدالفتاح السيسى. وليست تلك هى المرة الأولى التى يغنى فيها «شعبان عبدالرحيم» لشخصية سياسية. فشهرة أغنيته التى احتفى فيها بـ«عمرو موسى»

وزير الخارجية والمرشح الرئاسى الأسبق، ليست بخافية على أحد، بل لقد أشاع العقل الجمعى الشعبى أنها كانت أحد الأسباب وراء استبعاد عمرو موسى من موقعه كوزير للخارجية. ومن اللافت أن الرجلين اللذين غنى لهما «شعبولا» هما الآن فى قارب واحد، فالسيد عمرو موسى -حتى هذه اللحظة- هو رئيس الهيئة الاستشارية لحملة المشير «السيسى»!

لا خلاف على قيمة الأغنية كأداة من أدوات الدعاية الانتخابية، خصوصاً أننا شعب يميل مزاجياً إلى الطرب والتطريب، لكن ما يستحق التوقف فى المقطع السابق من الأغنية، على ما فيه من ركاكة شعرية، هو المضمون الذى يحمله. «شعبولا» يعبر عن الكثير من مؤيدى «المشير» ممن اقتنعوا بفكرة الاستيقاظ المبكر وعدم قضاء الليل فى السهر أمام شاشات التليفزيون أو على المقاهى أو فى شرب المكيفات أو داخل الفنادق

كل على حسب قدرته! المؤيدون آمنوا بالنوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً من أجل العمل ونبذ الكسل، بالإضافة إلى إعلانهم عن العيش على طقة واحدة، بدلاً من الطقات الثلاث التى تطق بها البطون، وأن الجوع سوف يكون مثل العسل ما دام المشير يحكم، ويصل المؤيدون إلى قمة التضحية والإيثار على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، حين يقولون «الدقة معاك يا سيسى أطعم من الكباب»!

بصراحة لو كانت هذه العبارات تعبر عما عزم عليه مؤيدو المشير السيسى فإنى أبشر كل مصرى بمستقبل باهر زاهر. وأقول لهم إن مصر سوف تصبح عما قريب فى مصاف الدول العظمى. فنحن جميعاً واثقون من أن مؤيدى المشير بالملايين، وتكاد نتيجة الانتخابات أن تكون محسومة من قبل أن تبدأ، وإذا كان حجم المؤيدين المؤمنين بما يقوله «شعبولا» كذلك، وإذا كانوا قد عزموا على تطبيق تعاليمه على أنفسهم فمن المؤكد أنه قد آن الأوان لكى نتفاءل جميعاً بمستقبل هذا البلد. فالمواطن الذى يضحى بهذه الصورة من أجل رئيسه حقيق بأن يفل الحديد إذا طلب منه من يحكمه ذلك.

الحب يصنع المعجزات. هذا أمر لا خلاف عليه، والمتصوفة يقولون: المحبون هم الواصلون، نعم من تُترع قلوبهم بمحبة إنسان بهذه الطريقة التى يعبر عنها «شعبولا» يستطيع أن يفعل بهم المعجزات. بإمكانه أن يطير بهم فى السماء ويسير بهم فوق صفحة الماء ويفتح بهم البلدان ويفجر من خلالهم ثروات المكان.. الحب يصنع المستحيل. المهم أن يكون هذا الكلام حقيقياً وليس مجرد «غناوى»!
نقلآ عن الوطن

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com