عرض/ سامية عياد
الله أعطانا أن نؤمن بأشياء لا نراها ، نؤمن دون أن نرى ، نحن نقول ربنا موجود ونحن لا نرى الله ، لكن نؤمن بوجود الله على الرغم أننا لم نراه "الله لم يراه أحد قط".
يحدثنا المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فى أحدى عظاته بعنوان "طوبى للذين آمنوا ولم يروا" ، عن أن هناك أشياء كثيرة وضعها الله لنا نؤمن بها دون أن نراها منها روح الإنسان ، حيث نؤمن أن الإنسان له روح تصعد عندما يموت بينما لا نرى الروح وهى صاعدة ، إنما من خلال بعض الأعراض نعرف أن هذا الإنسان فاضت روحه ، نؤمن بالملائكة رغم أننا لا نراهم ، نؤمن أن هناك شاروبيم وسيرافيم وباقى صفوف الملائكة ، نؤمن بالمعجزات وإن كنا لا نفهم كيف تحدث ، المعجزة هى الشىء الذى يعجز العقل عن تفسيره ، هى ليست ضد العقل ولكن فى مستوى يفوق العقل .
ايضا نؤمن بالنعمة التى تعمل فى الإنسان وتدفعه للتوبة والخدمة ، وإن كنا لا ندرى عن هذه النعمة أى شىء سوى أنها قوة من عند الله تساعد الإنسان ، نؤمن بأسرار الكنيسة كلها التى هى عبارة عن نعم أو مواهب توهب لنا لا نراها، ولكن نؤمن بها مثل سر المعمودية التى نؤمن أنها ولادة جديدة للإنسان ، كيف تم ذلك؟ لانعلم ولم نرى لكننا نؤمن بذلك ، وسر الزيجة التى يصبح فيها الاثنان جسدا واحدا ، كيف أصبحا واحدا؟ لم نر ذلك ، لكن نؤمن به .
فى بعض الأوقات يسمح لنا الله أن نرى هذه الأشياء التى لا ترى إلا بعين الإيمان ، أمثلة ذلك أليشع النبى عنما أحاط الأعداء بالمدينة من كل ناحية كان تلميذه جحزى خائفا جدا ، بينما إليشع النبى كان مطمئنا لأنه كان يرى ما لم يره تلميذه ، لذلك قال: افتح يارب عينى الغلام فيرى ، فرأى أن الذين معهم أكثر من الذين عليهم ، ايضا رؤيا يوحنا اللاهوتى ، حيث رأى السيد المسيح ورأى العرش الإلهى ، ورأى القوات الملائكية الكثيرة المحيطة بالعرش ، الله فتح عينيه لكى يرى ، ايضا ظهور السيدة العذراء ، سمح الله فى وقت من الأوقات أن تتجلى العذراء على قباب كنيسة العذراء بالزيتون ، فرآها الناس كنور .
بالإيمان يرى الإنسان ما لا يرى ، وقت ظهور العذراء ناس كثيرون رأوها ، بينما هناك آخرون لم يروها لأن ليس عندهم الإيمان ، الإيمان يجعلك ترى ما لا يرى ، وعدم الإيمان يجعل الشىء موجودا وأنت لا تراه! لذلك عادة المعجزات تحدث للبسطاء ، الذين يؤمنون بسرعة ، أما الشخص الذى يدقق فى التفكير ويريد أن يفسر كل شىء ، فلا يسمح الله أن يرى هذه الأمور.
إن كنا لا نراك يا الله فذلك لأن نظرنا لا يعتد به ، أنت يا الله تعمل معنا سواء رأينا هذا أم لم نر .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com