مينا ملاك عازر
نشرت جريدة الأقباط متحدون خبراً عن مرافعة محامي اللواء عدلي فايد في محاكمة القرن تلك المرافعة التي ورد بها معلومات عن أن البرادعي كان قد أخذ مخطط لتقسيم مصر، وأن هناك شائعات تداولت بميدان التحرير حول أن هناك سيارات تدهس المتظاهرين، والأخيرة رأيناها في فيديوهات
ويبدو أن المحامي كان يريد قول شيء لم يظهر جلياً في المرافعة أو في الخبر، على كل حال لو تغاضينا عن هذه الأمور لن نستطع التغاضي مطلقاً عم أورده المحامي في مرافعته من معلومة غريبة ومذهلة حول تلقي مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث اتصالاً من الغرب يقترحون عليه تقسيم مصر ولكنه رفض.
المعلومة مصداقيتها وصحتها على عهدة المحامي ما لم تخرج الكنيسة تكذب أو تؤكد الخبر، وصمتها في الحقيقة يصب في نهر التأكيد أكثر من النفي، وهي مسألة خطيرة لا ريب، وذلك من ناحية التبجح الغربي في عرضهم على رأس الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية عرضاً كهذا بسفوره وسفالته، كيف غابت عن عيونهم وطنية الكنيسة القبطية منذ رفضها حماية القياصرة الروس وحتى رفض زيارة القدس بعد النكسة وحتى بعد النصر إلا بعد دخولها سوياً مع إخوانهم المسلمين.
وإن انتقلنا من وطنية الكنيسة القبطية لوطنية الرجل المعروض عليه هذا العرض الغربي بتقسيم مصر، فنحن بصدد بابا العرب، ورجل وطني من طراز فريد، ذهب وصلى في السويس وهي تحت الحصار الإسرائيلي في حرب أكتوبر، فكيف له أن يقبل عرض كهذا، ناهيك عن خلفيته العسكرية وانضباطه الوطني.
الأكثر إزعاجاً محاولة الغرب أن يزجوا بالكنيسة في مسألة سياسية، يتوقعون من الكنيسة أن توافقهم على الزج بها في السياسة، وفي مؤامرة دنيئة كهذه المؤامرة التي هدفت لتفتيت مصر، كيف تخيل العارض أن مصري يقبل هذا؟ وكيف تخيل أن رأس الكنيسة الوطنية القبطية يقبل؟ وكيف تخيل أن شخص قداسة البابا الراحل يقبل أن تقسم مصر؟ وهو الذي اتهم في وقت ما أنه يسعى للتقسيم وإنشاء دولة مسيحية قبطية في أسيوط، فنفى نفي باتاً وقاطعاً لهذا، فكيف أن يثبت عليه تهمة الخيانة العظمى التي اتسقت الآن بالإخوان ومن والوهم وساندوهم ودعموهم، واستقالوا لفض اعتصامهم ومقاومتهم، ومن فروا وهربوا لمقاومة بلدنا من الخارج.
منذ متى تتخذ الكنيسة مواقف استعدائية على مصر؟ حتى في أقسى اللحظات قسوة واضطهاداً في وسط التفجيرات والعمليات الإرهابية المضادة للأقباط، حتى في الكشح وغيرها لم تستنجد الكنيسة بالخارج، بعكس الإخوان الذين ما أن لفظهم الشعب إلا ولجأوا للمحاكم الجنائية الدولية لنصرتهم على وطنهم، ولكن يبدو أن الغرب نسى أن البابا هو مردد القول الشائع والأحلى، إن مصر ليس وطن نعيش فيه، ولكن وطن يعيش فينا، فكيف وطن بقلبنا ونقبل بتقسيمه.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com