بقلم: هاني رمسيس
منذ سنوات وعقود طويلة اعتاد الناس المقاطعة السلبية أي انتخابات، واشتهر مقولة "يعنى إحنا هنعمل إيه وللا صوتنا قيمته إيه؟ والحكومة هتعمل وهتجيب اللى هي عاوزاه".
وكان نادرًا أن تجد فى الأسرة الواحدة فرد أو على فردين فى عائلة كبيرة يذهبون للمشاركة السياسية فى أي فاعليات كانت، وكان يعتبر هذا نابغة العيله وكثيرًا ما كانت بعض اأسر ذات الصيت أو العصبية القبلية أو النفوذ تعد سيادته لخوض أيانتخابات ليكون واجهتها.
ومرت الأيام على رأي الشاعر وأصبح المصري أكثر قناعة إن دوره أصبح كومبارس مبتدأ فى تمثيلية كبرى حلقاتها ﻻ تنتهى، وتطور الأمر ليكون التزوير "عينى عينك"، فالمصريين يحجمون عن المشاركه والنتائج تؤكد إنهم أكبر شعب فى العالم يشارك فى أية انتخابات كانت.
ومع نمو الغضب الشعبى حاول مبارك بفريقه أن يقنعنا بأن هناك انتخابات رئاسية وحجز قناة المحور فى 2005 وقاد منها مشهد تمثيلى أكثر من رائع لمن يشاهد أول مرة فى حياته مسلسل انتخابات والرئيس الكرتوني، وتعلن النتائج ويفوز سيادته وأول مره يعلن إن جزء من الشعب المصرى لم يحضر ولأول مرة يعلن أن هناك أصوات ذهبت لشخص آخر غير الرئيس الكرتوني.
وتم تعديل دستورى فيه ماده تتكلم عن المواطنة، وباقى مواد لم أفهم حتى الآن ماذا كانت تريد أن تقول؟ وعندنا معه إلى اﻻأرقام الهلامية.
ثم جاء باقورة والمع واعظم اﻻنتخابات تزويرا قاطبه وهى انتخابات مجلس الشعب فى 2010.
والتى تجسدت فيها كافة ألوان المشاركه الهلاميه التى تراها فى الأحلام، وكان انتخابات فسد فيها المرشحين والمشاركين وكانت فضيحه بكل المقاييس ومقدمه للقضاء على بعض رؤوس منظومة الإفساد فى مصر.
وبعد قيام ثورة 25 يناير بدأنا مرحله جديده من مفاهيم اﻻستفتاء.. استفتاءات التقوى واإيمان، فعندما طلب منا المجلس العسكرى المظفر إبداء الرأي فى تعديل دستور 71 بدء مرحلة الحشد الدينى فإن تقى وتعرف الحق وتعبد الله تقول ما يناسب رجال الفتوى ورجال التدين، وإن تقول عكسهم فأنا كافر تعبد الشيطان ونقولها بصراحه وهى فضيحه بفضيحة أنت نصراني، وهلم جره استمر هذا المنطق حتى وصل لنا إلى سدة الحكم الرئيس المؤمن محمد مرسي.
وسقط مرسى ولكن بقى فى الثوب جماعة المقاطعين الذى كان رأيهم إن هذا أو ذاك ﻻ يمثلوهم وبالطبع اقتنع بكلامهم شباب كثير، وظهرت جماعة المقاطعين مرة أخرى فى اﻻستفتاء على على الدستور المعدل ماركة 2014.
واليوم ونحن أمام استحقاق من استحقاقات ثورة 30.6 التى أسقطت نظام الإخوان، مره أخرى يطل علينا جماعة المقاطعين تحت شعار مرشح رئاسى بخلفيه عسكرية يمثله المشير السيسى ومرشح رئاسى ﻻ يرون فيه ممثل للثورة.
واﻻن أسأل هل تيار 25 يناير و 30 يونيو كان يهدف بثورتيه إحداث التغيير فى المجتمع، بتطوير فكر الشعب نحو المشاركه اﻻيجابيه فى صنع الحدث ورقابته وتغير واقعه بذاته ورؤيته ..والزام حاكميه باحترامه وعدم انحراف الذمم وعدم اساءة استخدام السلطه والوقوف يدًا واحدة لصياغة وبناء المستقبل، هل كل هذا يتكون بانتهاج منهج الإرادة السلبية.
وأعلم ما يمكن ان يقال ان المقاطعه اليه نعم اليه سياسية، ولكن متى تستخدم وما ظروف استخدامها وهل ستحقق هدف المرحله من عدمه؟ وهل نريد من خلالها بناء نسق يجعل الناس اكثر وعيا بحقوقهم واكثر قدره على الوقوف للتغيير مره اخرى اذا انحرفت الطرق؟ أم نعود بهم لأقوال اليأس والإحباط ليكونوا سجناء النفس دون العمل لسنوات أخرى؟
..لهذا قررت المشاركه ﻻكون صادق أمام نفسى قبل الناس فلا يمكن أن اظل سنوات ادعوهم للإيجابيه وعندما يأتى وقتها يجدون من كانوا يدعونهم فى عمق السلبية.
وأصبح علينا مسئولية أخرى ليس فقط أن نقود الناس للمشاركه بايحابية بل أيضًا نعلم الدولة إن ثمن تزوير إرادة الشعب ثمنها غالي.
وأخيرًا إذا أردتوا أن تقاطعوا فرجاء أﻻ تدعوا انكم طليعة هذا الشعب، أنتم فصيل منه نحترمه ولكن نختلف معه.
ويا شعب مصر ﻻ تسمحوا بأن يزور إرادتكم احد وﻻ أن نعود مرة أخرى لعار تزوير الصناديق وتزوير النتائج، اختاروا من تشاؤن ولكن أناشدكم أﻻ تقاطعوا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com