ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

نعم التسليم والتسلم بين منصور والسيسي سابقة تاريخيه

مجدي جورج | 2014-06-08 16:00:57

 بقلم : مجدى جورج 

 
تمت اليوم الاحد 8 يوينو 2014 بكل سلاسة وسلامة ودقة عملية التسليم والتسلم بين الرئيس المؤقت السابق المستشار عدلي منصور وبين الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي ، وعندما كتبت على مواقع التواصل الاجتماعى ان هذه لحظة تاريخيه لم يسبق حدوثها في مصر سابقا كنت اعني ذلك فانا لست من المطبلاتيه ولا من حاملي الدفوف وقد سبق وانتقدت مواقف للسيسي ومنصور كانت محل  انتقاد وأشدت بهما عندما كانا محل إشادة .
الا انني فؤجئت بزميل دراستي السابق في كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه سامح راشد وهو الكاتب والباحث السياسي علي قناة الجزيرة يحاول مثل كثيرين غيره التقليل من أهمية التسليم والتسلم بين منصور والسيسي ويقول انها ليست سابقة تاريخيه لأنها حدثت مرتين قبل ذلك : 
الاولي عند تنحي عبد الناصر بعد هزيمة يونيو وتركه الحكم لزكريا محيي الدين ثم عودته بعد المظاهرات المؤيدة له لاستلام الحكم منه. 
الثانيه هي عندما سلم صوفي ابو طالب الرئاسة الى مبارك بعد ان كان استلمها مؤقتا بصفته رئيساً لمجلس الشعب بعد اغتيال السادات كما كان ينص الدستور . 
بل اننا لو سرنا بنفس منطق زميلي سامح راشد ومن شايعه لقلنا ان هذه الواقعه حدثت ثلاث مرات حيث اننا يمكن ان نقول ان المرة الثالثة حدثت عندما قام المجلس العسكري برئاسة طنطاوي بتسليم السلطة الي الرئيس المعزول محمد مرسي . 
ولكنني اختلف مع منطق كل من يحاول التقليل من أهمية وتاريخيه ما حدث اليوم وأقول : 
اولا ان ما حدث بين زكريا محيي الدين وعبد الناصر لم يكن تسليم وتسلم علي الإطلاق فلو أردنا ان نطلق عليه هذا كان لابد ان يقوم عبد الناصر بتسليم السلطة فعلا لزكريا محيي الدين نتيجة انتخاب الأخير خلفا له ولكن ما حدث ان عبد الناصر ترك السلطة لزميله في مجلس قيادة الثورة في لحظة عاطفية جياشة معلنا انه هو المسئول الاول عن النكسة وبعدها بساعات وبالتحديد بثمانية وأربعين ساعة استعاد عبد الناصر السلطة من زميله بعد مظاهرات شعبيه طالبته بذلك ، فالقصة كلها كانت قصة قرارات شخصيه متأثرة بعواطف ومواقف شخصيه ولم تكن ابدا عمليه تسليم وتسلم للسلطة . 
ثانيا قال زميلي سابقا سامح راشد ان عملية التسليم والتسلم تمت أيضاً من صوفي ابو طالب لمبارك بعد ان قضي صوفي ابو طالب في الحكم عدة أسابيع وهنا أقول له : 
عفوا يا زميلي لم يستمر صوفي ابو طالب في منصبه الا ثمانية ايام فقط من يوم اغتيال السادات في ٦ أكتوبر حتي قيام مبارك بحلف اليمين الدستورية يوم ١٤ اكتوبر ، ففترة رئاسة صوفي ابو طالب لا يمكن مقارنتها من حيث المدة  بفترة رئاسة عدلي منصور التي استمرت لما يقرب من عام . والقرارات والاستحقاقات التي حدثت مع عدلي منصور من كتابة دستور الى اقراره الى اجراء انتخابات رئاسية الى اصدار قوانين مصيريه فكل هذا لا يقارن بحال من الأحوال مع القرارات التي اتخذها ابو طالب ، كذلك فان مبارك تسلم الحكم بعد الاستفتاء الجماهيري عليه كمرشح وحيد انذاك بينما السيسي اليوم تسلم السلطة بعد انتخابات حرة مباشر تنافسيه بينه وبين حمدين صباحي.
كذلك فأن مبارك لم يتسلم السلطة من صوفي ابو طالب كما حدث اليوم بين السيسي ومنصور ووفقا لوثيقة تسليم وتسلم بل انه حلف اليمين الدستورية امام مجلس الشعب في حضور صوفي ابو طالب بصفته رئيس مجلس الشعب ، وأخيرا  فان عملية التسليم والتسلم بين منصور والسيسي شهدها وفود من اكثر من ٤٥ دوله بينهم رؤساء وملوك وأمراء وأولياء عهد ووزراء ، بينما لم يحضر  يوم حلف مبارك اليمين الا جعفر نميري الرئيس السوداني الراحل . 
ثالثا تسليم السلطة من المجلس العسكري السابق للرئيس المعزول محمد مرسي هذه أيضاً لا يمكننا ان نطلق عليها عمليه تسليم وتسلم بل كانت عملية اغتصاب وسرقة للسلطة من الجماعة الارهابية بمساعدة قوي إقليمية ودوليه كبري ، وقد استخدم الاخوان فيها التزوير والتضليل واللعب بورقة الدين وهددوا المجلس العسكري بحرق مصر اذ لم يعلن فوز مرشحهم بل وسبقوا اللجنة العليا للانتخابات وأعلنوا فجرا وقبل عدة ساعات من اعلان النتيجة رسميا ان مرشحهم هو الفائز ، بالإضافة الي ذلك فأنهم بعد ان سرقوا انتصار منافسهم السابق احمد شفيق فأنهم  هددوه وحاصروه حتي اضطروه الي مغادرة البلاد والعيش في الإمارات العربية المتحدة عكس ما رأيناه هذه الأيام فلم نري الا كل بوادر ود وحب بين المرشح الفائز السيسي والمرشح الخاسر حمدين صباحي.  
ان ما حدث اليوم بين منصور والسيسي لا يمكن التقليل من شانه ولا يمكن لأي منصف وقارئ جيد للتاريخ إلا بان يصفه بأنه عملية تسليم وتسلم تاريخيه لم تحدث في تاريخ مصر من قبل .
باحث اقتصاد دولى .فرنسا
 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com