بقلم: ماجد سمير
بعد مباراة الأهلي وإنبي أمس الأول في الدوري المصري، اتضح للجميع أن السبب الأساسي لاختيار نادي الأخلاق والمبادىء لارتداء "فانلة" ذات لون أحمر، هو الخجل الشديد من مجالمة الحكام غير العادية للأهلي، فلون الفانلة لم يكن أحمر، ولكن شعور لاعبي الأهلي بالخجل جعلها "تحمر"، وتسأءل البعض لماذا: "ألغى الحكم سمير محمود عثمان، ابن الحكم محمود عثمان، هدفين لإنبي؟"، وكأن هناك إصرارًا على التوريث في كل شيء حتى في التحكيم "أبو صفارة".. ويُقال إنه ألغى الهدفين لأنه لا يجوز لأي فريق يواجة النادي الأهلي الجمع ما بين هدفين، وأجاب مفتي الديار الكُروية أن الحكم احتسب هدف إنبي الوحيد في المباراة لأن الكرة بصفتها "مؤنثًا" قد أدت شهور العدة ، وشدَّد على أن الحكم أعاد ضربة الجزاء التي أهدرها فضيلة الكابتن أبو تريكة لأن سماحته – تريكة – كان ينوي إحراز هدفًا أثناء تصويبها، والنية أحيانًا يكون لها دور أساسي في احتساب الاهداف.
كتبت من قبل أكثر من مرة عن احتياج الشعوب المقهورة إلى أي احساس بالانتصار حتى لو كان مزيفًا، ولن تجد حكومات العالم "النايم في مياه البطيخ"، أفضل من كرة القدم وسحرها وتأثيرها على الشعوب، ولأن الغالبية العظمى من المصريين من مشجعي النادي الأهلي، فقد رأت الحكومة تسهيل فوزه بالبطولات كنوع من تحقيق الشعور بالانتصار لدى جمهوره العريض، ويبدو أن صحوة الزمالك الأخيرة جعلت هناك بعض القلق، فالشعب قد ينسى انتصارات الساحرة المستديرة ويركز تمامًا مع الإخفاقات التي يعيشها من فقر وبطالة وتدني مستوى التعليم والصحة وبقية مقومات الحياة التي يستجقها المصري، فجاء دور كرة القدم لاستكمال الفيلم المؤثر في سلوكيات الشعب.
والكرة مثلما هي وسيلة لإلهاء الشعوب.. هي أيضًا مستديرة، وقد تلف في يوم ما وتدخل في أي من المرميين بصرف النظر عن صاحب الهجمة، فأحيانا يُخطىء المدافعون ويحرزونها في مرماهم، ولكن على كل الفرق أن تتدرب جيدًا وتسعى إلى الوصول إلى أعلى معدلات اللياقة البدنية والفنية لأن المسابقة طويلة وبطولة الدروي دائمًا ما يُحرزها الفريق صاحب النفس الطويل.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com