بقلم د. ممدوح حليم
تعتبر ثورة 25 يناير نقطة تحول كبرى، ليس فقط على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي وغيرها، بل على المستوى الديني أيضا ً. لكن كيف كان ذلك؟
من أجل معرفة ذلك يجب أولا ً دراسة الحالة الدينية في مصر قبل الثورة.
في بحث عالمي أجري قبل عام 2011، حول أكثر الشعوب اهتماما بالدين، احتل المصريون المركز الأول دون منازع. إنهم يتعاطون الدين بصورة مبالغ فيها، والدين عندهم – آنذاك - متداخل في كافة شئون حياتهم.
وفي بحث أجرته جامعة ميتشجن الأمريكية عام 2010، حول نسبة المصريين ذوي اهتمام ديني، وجد أن النسبة تصل إلى 100 % . أعيد إجراء البحث عام 2013 أي بعد الثورة فوجد أن النسبة انخفضت بشدة لتصل إلى 77 % الأمر الذي يعكس حجم التغير في الحالة الدينية.
كانت مصر في عهد مبارك دولة دينية بامتياز، هكذا رآها العالم، تظاهر النظام بأنه حامي الدين، وكان يجامل التيارات الإسلامية المتشددة، خوفا ً منها وطمعا ً في تأييدها، كان ذلك على حساب الحقيقة وعلى حساب الأقباط، لكنه في النهاية سقط وانهار دون شفقة من أحد.
كانت جماعة الإخوان المسلمين والتيارات المتشددة تحظى بقبول وتأييد شعبي جارف على أساس أنهم " بتوع ربنا". وكانت بناء على ذلك تحظى بنسب فوز عالية في انتخابات النقابات وانتخابات مجلس الشعب وغيرها.
واحتل رجال الدين المسلمين والمسيحي مكانة ممتازة بتشجيع من النظام حتى يمكن السيطرة على الشعب من خلالهم. ولا ننسى تأييد البابا الراحل لإعادة انتخاب مبارك لفترة خامسة في عام 2005، ربما بناء ً على تعليمات من النظام. وكذلك حثه للأقباط على عدم النزول للتظاهر في بدايات ثورة 25 يناير.
أفرز النظام المتسلط قيادات دينية متسلطة تجيد فن الإزاحة والبطش بالخصوم والتخلص من المنافسين، كما كان النظام السياسي يفعل. كان أغلب القيادات الدينية صورة مستنسخة من النظام السياسي السائد.
لكن فجأة حدثت ثورة 25 يناير وتزلزلت السلطة في مصر وتصدعت. فهل اهتزت الحالة الدينية والسلطة الدينية في مصر أيضا ً؟ هذا ما سنراه في الحلقة القادمة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com