ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

61 سنة جمهورية

د. مينا ملاك عازر | 2014-06-17 23:59:00

 بقلم : مينا ملاك عازر

رغم أن مصر هي أقدم دولة في العالم إلا أنها تحتفل اليوم ب61 سنة جمهورية فقط دعك من أنه مر عليها ثلاث جمهوريات أو جمهوريتين، دعك من التفاصيل السياسية التي يمكنك فيها أعتبار ناصر والسادات ومبارك حكم عسكري والأخرى التي لا تعترف بنجيب رئيساً وأولائك الذين يعتبرون حكم السيسي حكماً عسكرياً، فكل هذه مسائل تؤخر ولا تقدم، ففرنسا صاحبة الجمهوريات الخمس لم تقسمها كما قسمتها أنت ولا كما يقسمها رافضي حكم العسكر إذ حكمها في جمهورياتها الكثير من الجنرالات أمثال ديجول الذي استقال بقرار منه شخصياً حين لم تحصل قراراته على الأغلبية التي أرادها، وأمريكا حكمها الجنرال أيزنهاور والكثير من العسكريين ورغم ذلك لم يعتبر لها جمهوريات، هي جمهورية واحدة.
 
كل سنة وإنتم طيبين، شهر يونيو يحمل لنا ذكرى الجمهورية الأولى وقتما وقف نجيب في ميدان التحرير ومعه أعضاء مجلس الدولة وأعلنوا مصر جمهورية، ولم تعد مصر من يومها ملكية، وبدأت مصر تتحرك من يومها بغير فكر التوريث إلى أن أتى مبارك وبقى في الحكم طويلاً ففكر في أن يولي أبنه جمال بإيعاذ من زوجته سوزان وما أن شرع في هذا الفكر والعمل على تنفيذه إلا وتهاوت الممكلة القادمة قبل مجيئها، أسقطها شعب ثائر جاد واستغلت هذا جماعات فاشية عميلة.
 
ولما أتى مرسي الخائن الجاسوس بضغوط غربية على المجلس العسكري  وتهديدات دموية باعتصام الجماهير بميدان التحرير للضغط أيضاً على المجلس الذي كان يدير شئون البلاد فلفظه الشعب سريعاً لأنه لم يكن يمكن لشعب ذاق الحرية أن يتجرع استبداد جماعة ملكية ليس ملكية الجماعة لموالاتها للقصر في غبان الملكية وإنما ملكية لأنها هي الأخرى تورث ليس استناداً على صلة الدم وإنما على صلة الجماعة، فالجماعة رابطة لا تتخيلوا مدى قوتها بين افراد الجماعة والمنتمين لها لأنها تغسل رؤوس أفرادها وأعضاءها فتجعلهم مُصيرين لا مُخيرين.
 
وهكذا عزيزي القارئ لقد تنقل المصري بين عهود كثيرة لم يقبل يومها أن تحول مصر لملكية تحت ستار جمهوري أو أن يكون اسمها من الخارج جمهورية ومن الداخل ملكية فالشعب اختار رغم الحنين الذي يأتي في بعض الأحيان لعهود الملكية والتي ظُلمت كثيراً في كتب التاريخ وعلى أيدي ناصر والتي ألقي عليها التهم جزافاً كتهمة الأسلحة الفاسدة رغم أن التهم الحقيقية التي فعلتها لم يشار لها، ونسوا أن المللك ما كان ليصرف مليماً إلا برقابة من وزير المالية على أمواله هو شخصياً، وكان يستأذن الحكومة قبل صرفه أموال، وحاولوا تشويهه بأخطاء صبيانية كشرب الخمر والعلاقات النسائية.
 
أخيراً عزيزي القارئ أقف بعيداً عن لغط اختيار الوزارات، فكم من وزير نختاره ونعتقد فيه الخير فكان وبال شر والعكس، ولذا لن أحكم ولن أتسرع في حكمي إلا بعد العمل، العمل هو المقياس الوحيد في حكمي على الأشخاص لكن أهم ما يلفت نظري هو الإطاحة بنبيل فهمي دون تبرير مقبول لي إلا ضعف سيطرته أمام المد الإخواني الموغل في الوزارة، فإن كانت هذه هي الحقيقة فلنعلنها، ضايقني طول مدة اختيار الوزراء أرهقني الغموض الذي اكتنف الاختيارات مع أنه واجب علينا الوضوح، وإن كان المبرر الوحيد لهذا هو الهروب من الضغوط وإن كنت أستبعد أنه إن أعلن لنا أسماء وتم الضغط ما كان سيستجب أحد، وما كان سيضغط أحد فالحكومة كلها مدعومة بشعبية السيسي إذ يثق الجميع في اختياراته واختيارات محلب رئيس وزراءه، فإلى الأمام ودعونا نرى ثمار اختياراتهم الأولى، ولا تنسوا أن الانطباعات الأولى تستمر للأبد.
 
المختصر المفيد الوقوف وحيداً بعيداً عن الطوابير يجعلك ترى الأمور أفضل.
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com