خالد منتصر
الفنانة آثار الحكيم لا تكل ولا تمل، وتصر بإلحاح شديد، ودأب تحسد عليه فى كل لقاءاتها التليفزيونية أن تتقمص دور الواعظة الهادية المرشدة للضالين الغافلين من جموع الشعب المصرى المسكين، الذى حتماً ولا بد من أن يطلب الهداية والرشاد والتوبة من الذنوب والتطهر من جاهليته الأولى على يدى فضيلة الداعية آثار الحكيم!، فجأة وبدون مقدمات قالت فضيلتها: «أتحدى أن كان فريق برنامج رامز جلال بيركع أو بيصلى»!!
تخيلت أن المناقشة كانت حول خلاف فقهى بين آثار ورامز أو جدل حول فحوى حديث أو تفسير آية، وتشككت للحظات أن يكون رامز جلال قد اعتنق البوذية، أو صار من المجوس وعبدة النار، لكن تخيلوا ما هو الخلاف الرهيب الذى أدى إلى هذا التكفير الآثارى الذى يدعو لتنفيذ حد الردة على رامز جلال وأعتقد أنه لا يوجد أقسى ولا أعنف ولا أشد من حد مشاهدة الفنانة آثار وهى تمثل؟!
أصل المشكلة ولب القضية الكونية المرعبة التى أفردت لها الفضائيات ساعات وساعات هو أن رامز جلال فى برنامجه مدفوع الأجر قد استضاف آثار الحكيم وعمل فيها «مقلب» فى البحر، وأوهمها بأن هناك سمكة قرش!!، هذا هو ملخص الخلاف الرهيب المفزع العجيب الذى دفع فضيلة الفنانة آية الله آثارى حكيمى إلى تكفير المارق المرتد رامز جلال وقبيلته من كفار قريش!
مشكلة تافهة يا أستاذة آثار ما لها ومال الصلاة والركوع والسجود، لماذا هذا الخلط واستدعاء الدين فى غير موضعه واستعداء الناس بتزييف وعيهم ووضع أبوقرش على أبوقرشين ومزج الشامى بالمغربى فى خلاط تجارة الدين الرائجة هذه الأيام؟!، وما علاقة ما ذكرتِه عن أن الله قد ثبت إيمانك وأنك واجهتِ رامز بقراءة القرآن وترديد بعض العبارات بالإنجليزية؟!!
ما علاقة ذلك ببرنامج مقالب تافهة وأن تختمى كلامك بالتحدى بأنه لو كان «رامز» بيسجد ويقول الله أكبر مكانش عمل كده!، أعتقد أنك قد نسيتِ فى غمرة انفعالك أن تحكى لنا كيف صرخ «رامز» بعد هذا المقلب «شلت يدى» بعد أن حلت بركاتك النورانية على اللوكيشن!، ما هذا الهراء؟، أنا شخصياً لا أستسيغ تلك النوعية من البرامج، أو بالأصح النسخة المصرى منها، فهى تتحول من كاميرا خفية خفيفة هى فى الأصل للتسلية الشيك الأنيقة المعتمدة على قوة الفكرة وليس على حجم الرعب والفزع
تتحول على أيدينا إلى مقلب سخيف فج يدوس ويضغط على أعصاب الضيف بغلظة حس وانعدام ذوق، ولكنى أعترض أكثر على أن ننقل خلافاتنا التافهة التى مكانها الطبيعى النقابات أو جلسات الصلح أو حتى ساحات المحاكم إلى خانة التخوين الدينى والتكفير العقائدى، وياليت الفنانة آثار تركز وتمثل فيلماً أو مسلسلاً جديداً تترك فيه بصمة فنية بدلاً من أن تتفرغ لوعظنا وإرشادنا والرغبة فى أن تكون صاحبة عمود فى الأزهر، إذا أرادت أن تعتزل، فلتعتزل وتذاكر لتحصل على شهادة العالمية من كلية الشريعة
لن يمنعها أحد وأعتقد أنه لن تحدث مظاهرات تطالب بعودتها، لكن المزايدة بالطقوس الدينية وتوزيع صكوك الغفران الآثارية على الناس، هذا مرفوض حتى ولو كان المتهم صاحب برامج مقالب.
نقلآ عن الوطن
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com