أحمد الخطيب
سأتوقف اليوم عن سلسلة مقالاتى التى كنت قد بدأتها بعنوان «إلى السيد الرئيس.. والإخوان» حول المراجعات الفقهية المحتملة التى من المتوقع أن يجريها تنظيم الإخوان داخل السجون، وذلك نظراً لسرية المعلومات والتفاعلات انتظاراً للوقت المثالى لتناول ما يحدث داخل السجون ودراسته والإجابة عن سؤال: «كيف ستتعامل الدولة والمجتمع مع هذا الطرح من جانب جماعة الإخوان بعد كل ما فعلته وتفعله حتى الآن؟».
ولعل ما حدث أمس من تفجيرات فى محطات مترو الأنفاق يستوجب الوقوف كثيراً أمام هذه الجماعة القاتلة وأدبياتها الفكرية والفقهية الزائفة التى ما زالت تتمسك بها، وقد ظهر ذلك فى اختبار عزل رئيسها محمد مرسى، بعد أن ظلت 40 سنة تُدلّس على المجتمع والعالم بأنها تختلف عن تنظيمات القاعدة وجماعات التكفير الشقيقة لها.. وإن كنت وغيرى من المتابعين لشأن الجماعة والحركات الإسلامية نعلم أن فكر التكفير والتفجير قابع فى باطن هذه الجماعات ليظهر فى لحظات الاختبار الحقيقية أمام الناس والمجتمع ومن ورائه العالم بأسره.
مراحل فكر التكفير فى «حالة الاختبار» التى نحن بصددها داخل عقل وقلب وجسد تنظيم الإخوان بدأت فى التكشف والوضوح عبر تصريحات وفتاوى قياداته وفى أفعال أعضائه منذ بدء اعتصامى رابعة والنهضة اللذين تواصلا لمدة 48 يوماً قبل فضهما. ومن حسن حظ التاريخ أن تم تسجيل الاعتصام بالصوت والصورة حتى لا يكذب الإخوان كعادتهم أمام التاريخ ويقولوا لم يحدث و«ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»!
سجل التاريخ فى هذين الاعتصامين كل فتاوى وآراء تكفير المجتمع وتفسيقه وتبديعه ودعاوى الخروج على الدولة والمجتمع والأقباط بالسلاح وبكل ما أوتوا من قوة كرد فعل على خلاف واجتهاد سياسى فى إدارة الدولة، وليس خلافاً فقهياً أو عقائدياً!
انتقل «الإخوان» بعد فض اعتصام رابعة إلى إصدار فتاوى أجازت التخريب والقتل وتعطيل مصالح العباد والبلاد.. ثم أجازوا بالشرع قتال الدولة ومؤسساتها تحت ذريعة «ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم»، وذرائع أخرى بدعوى الثأر مما حدث فى «رابعة» واستعاضة أعداد قتلاهم بأخرى فى صفوف الجيش والشرطة.. وقد رأينا تفجيرات مديريات الأمن وأقسام الشرطة فى سيناء والقاهرة والمحافظات ومحاولات تفجيرات المحاكم والمنشآت العسكرية والسيادية وعمليات التصفية لضباط وأفراد الجيش والشرطة الخسيسة.
أيضاً أجاز الإخوان لأنفسهم شرعاً عمليات تخريب أخرى مثل تعطيل مصالح الناس فى الشوارع والمرور وإلحاق الأذى بالاقتصاد والمؤسسات العامة، وشاهدنا قطع الطرق وادعاء تعطيل سياراتهم ليتعطل المرور ويشعر المواطن بالضيق ليقولوا للناس إن عزل «مرسى» تسبب فى كل هذه الأزمات.. ثم رأينا منهم من يحاول تفجير محطات الكهرباء والمؤسسات الخدمية للدولة ليشعر الناس بحجم الضرر
وإغراق البلاد فى مشاكل وأزمات نسأل الله العظيم أن يردها فى نحورهم وأن ينتقم منهم لما فعلوه ويفعلونه.. وأجاز الإخوان لأنفسهم سوء الخلق وسفالة اللسان والسب والقذف فى حق معارضيهم والخوض فى الأعراض والحرمات وقذف المحصنات وقد رأينا علماءهم كيف يخرجون فى سفالة تأباها الفطرة السليمة للمسلم ليشرعنوا إجازة السب والقذف والخوض فى الأعراض، وقد رأينا أحدهم يدعو على مصر وجيشها وشعبها بأن يُصيبهم ما أصاب العراق والعراقيين من وهن وخور وقتل ليصدق قول الله تعالى فى هؤلاء «ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب».
الآن انتقل الإخوان إلى فتاوى تفجير المجتمع وقتالهم فى الشوارع والطرقات ومحطات المترو والأسواق عقاباً لهم على عزل مرسى وتأييد الرئيس السيسى والدولة المصرية، رغم أن هذا الشعب هو الذى أعطاهم الأغلبية البرلمانية ومنحهم مقعد رئيس الجمهورية ومكّن لهم فى مصر، وقد كانوا يقولون له «نحمل الخير لمصر».. وتبدل الحال منهم إلى: «نحمل التفجير لمصر»!
نقلآ عن الوطن
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com