بقلم : هند مختار
منذ ثلاث سنوات قامت ثورة 25 يناير ،وأيدها أغلب الشعب المصري من جميع أطيافه وفئاته ،وكان هناك أيضا معارضين لها ،ومجموعة أخرى غير مهتمة ،ولكن عدد المؤيدين كان أعلى وكان صوتهم طاغ على كل الأصوات ..
في خلال الثلاث السنوات التاليين حدثت أحداث لا مجال لذكرها ،وتكشفت حقائق وسقطت أقنعة ،وظهرت على الساحة وجوه جديدة تلعن القديمة ..إلخ حتى حدثت الموجة الثورية الثانية 30 يونيو أو ثورة 30 يونيو أيا كان المسمى ..
وظهر معها محاكم التفتيش الجديدة نسخة 2014 ،فنحن نمارس فكرة محاكم التفتيش على بعضنا البعض بجدارة ، فنتصيد الأخطاء ونقصي بعضنا البعض ،وأي صوت معارض لما يفكر فيه الآخر يجب أن يتم اسكاته فورا ، فلا مجال للنقاش أو تصحيح الأخطاء ..
المدهش هنا أن الأغلب من المهاجمين نسوا أو تناسوا مواقفهم السابقة التي كانت مؤيدة ،لمواقف كثيرة ـوأحداث كثيرة وشخصيات أكثر ...
أن تكون في وقت ما مخطيء ليس بالشيء المعيب ،فجميعنا في أوقات الأزمات لا نرى جيدا ،ويوما بعد حينما تنجلي الحقائق وتتكشف ،نعرف هل كنا حلى خطأ أم على صواب ..لكن أن نوهم الناس أننا على صواب طوال الوقت ،وأنكم مخطئون لو لم تكونوا على شاكلتنا نحن النخبة ،هذا ما يثير أعصابي ،ويجعلني ذاهلة ، كل ما أطلبه من تلك النخبة ، أن تتذكروا شيئا واحد فقط إذا كان الأغلب ينسى فهناك نخبة موازية لا تنسى ...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com