بقلم: ماجد الراهب
كان للقيامة مردود مباشر على الإنسان ومن خلاله نتمتع جميعًا ببركاتها.
وهناك الكثير من مفاعيل القيامة انعكست على حياتنا نذكر منها:
- قهر الموت
"أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية".. وبعد أن كان الموت مصدر خوف وإزعاج حتى للأنبياء، صار بعد القيامة اشتهاء.
ويذكر العهد القديم أن حزقيا النبى صلى وبكى بدموع لكي يُطيل الله عمره "في تلك الأيام مرض حزقيا للموت.... فوجه وجهه إلى الحائط وصلى إلى الرب قائلا: آه يارب اذكر كيف سرت أمامك بالأمانة .... وبكى حزقيا بكاءًا عظيمًا" (2 مل 20 : 1 – 6)، فتحنن عليه الرب وزاد عمره خمسة عشر سنة.
ونجد داود النبى يتوسل إلى الله قائلاً "لا تأخذنى في منتصف أيامي" (مز 102: 24)، وكانت مكافئة الله للأنبياء (إبراهيم واسحق ويعقوب) "مات شبعان أيام" (تك 25)، ولكن بعد أن أصبح الموت هو بوابة العبور إلى الحياة الأبدية، نجد بولس يصيح "ليَّ أشتهاء أن أنطلق".
من هذا المنطلق فقد الموت كل سلطانه ولم يبقَ له أثر سوى تراب أجسادنا التي سوف توارى في التراب ولكن أرواحنا بعد القيامة سوف تنطلق حيث النور الأبدي والمجد المطلق.
- الجلوس في السماويات
"الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها، ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مخلصون، أقامنا معه في السمويات في المسيح يسوع" (أفسس 2 : 4 - 7)، أقامنا أجلسنا، كم جميل هذا الشعور بأننا بفضل القيامة صرنا نجلس في السماء.
يقول القديس كيرلس الكبير (إننا فيه ندخل السماء وفيه نظهر أمام الآب – أي المسيح...).
وفى تأمل رائع للقديس يوحنا ذهبي الفم يقول (أمر مدهش.. فإلى أين رفع الكنيسة.. لقد رفعها إلى علو شاهق، لقد أجلسها على العرش هناك، فحيث يكون الرأس يكون الجسد أيضًا).
وأخيرًا..
- عبورنا إلى الملكوت
بقيامة السيد المسيح له المجد أصبح الملكوت داخل الإنسان وليس الإنسان خارج الملكوت "ها ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21)، بمجىء السيد المسيح وقيامته تغير تمامًا المفهوم الإنساني للملكوت، فهو الآن ملكوت روحي سمائي مركزه السمائي أورشليم السمائية ومركزه على الأرض الكنيسة أمنا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com