بقلم : د/ صفوت روبيل بسطا
تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذوكسية هذه الأيام بتذكار القديسين العظماء الثلاثة
القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين --7 أبيب
القديس العظيم الأنبا بيشوي حبيب المسيــــــح-- 8 أبيب
القديس العظيم الأنبا كاراس السائح صديق الملائكة--8 أبيب
القديس العظيم.... الأنبا شنودة رئيس المتوحِّدين
ميلاد القديس
والد القديس الانبا شنودة واسمه (ابيجوس) المقيم بأحدى قرى اخميم ..فقد رأى رؤيا سماوية..كوكب عظيم اشرق عليه ، وفى نفس اليوم رأت امه (دوربا) حلماً غريباً جميلاً ..
ان القديسة الطاهرة مريم ظهرت لها وفى يدها صليب واعطت لأم شنودة رغيف وقالت لها ستلدين غلاماً ، وفى الصباح قص الاب حلمه وقصت الام حلمها ومجدا لله لما شاهداه
وفى اليوم السابع من بشنس شنة 49 قبطية و الموافق 2 مايو سنة 333 ميلادية ولد الطفل شنودة
تاريخ حياته
كان والده ابيجوس غنياً جداً ومقيم فى قرى اخميم يعيش حياة المسيحية الحقيقية التى تمجد الله
وكان الطفل شنودة يذهب مع الرعاة فى الصباح ليرعوا اغنام والده وكان فى ذلك الوقت عمره 9 سنوات
وكان فى نهاية عمله اليومى كان يتأخر عن والديه يوميا حيث كان يختلى مع الله ويصلى..
وفى ذات يوم عاتبت الام الراعى عن سبب تأخير شنودة ليلاً يومياً فأجابها الراعى . بأنه ينصرف دائماً مبكراً وانه لا يعلم سبب تأخيره عن الرجوع للمنزل
وفى اليوم التالى وبعد ان انصرف شنودة مبكراً كعادته من عند الرعاة متوجهاً الى منزله.. فقام الراعى بمراقبته من بعيد حتى يعرف الى اين يذهب شنودة وبدون ان يراه وياللعجب ..
يرى من بعيد شنودة يجثو على ركبتيه مصلياً صلاة طويلة وان اصابعه تضئ كالشموع ورائحة البخور الذكية تملأ المكان
وفى صباح اليوم التالى قصى الراعى على والديه ما شاهده فمجدوا الله وفكروا فى الحاقه بالدير الذى يرأسه خاله الانبا بيجول
خدمته
+ بعد ان اكمل بيجول جهاده بشيخوخة صالحة رقد فى الرب وتقلد شنودة رئاسة الدير
+ وصل عدد الرهبان فى حياة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين الى 2500 راهب خلاف اديرة الراهبات التى بلغت 1800
راهبة
+ كان حازماً فى قيادته.. فكانت حياة اولاده كلها جهاد وعمل وخدمة لحساب ملكوت الله وكان له اهتمام خاص بدراسة الكتاب المقدس وتشجيع الرهبان على حفظ اكبر قدر منه
+ كان يفتح ابواب ديره للمؤمنين وكان يرعاهم روحياً واجتماعياً
+ قام بهدم معابد الاوثان بأخميم وحارب السحر والشعوزة التى انتشرت فى تلك الايام
+ اهتم ببناء الكنائس بالقرى والواحات المجاورة للدير
+ قرن التعليم بالعمل ..
فكان يطعم الجائع ويكسو العريان ويداوى المريض ويأوى الغريب ويذهب مع المظلوم ليترافع عنه حتى امام الامبراطور لينال المظلوم حقه
دفاعه عن الأيمان الأرثوذوكسي
+ ذهب مع القديس البابا كيرلس الاول " عمود الدين " لحضور مجمع افسس المسكونى سنة 431 م ليكشف فساد بدعة نسطور حول طبيعة السيد المسيح ولشدة جهاده فى الدفاع عن الايمان اطلق عليه البابا كيرلس لقب القديس النبى
لأجل حياته المقدسة استحق رؤية الملائكة وكان الرب يسوع يزوره فى قلايته وكان يتحدث معه
نياحته
بعد ان اكمل جهاده الحسن ..
اعلنه الرب بساعة انتقاله فدعى اولاده وباركهم واوصاهم بالمحبة والجهاد المتواصل واسلم روحه الطاهرة بسلام وفرح فى 7 ابيب 451 م
+ تولى رئاسة الدير بعده تلميذه الانبا ويصا الذى سار على نهجه واكمل رسالته بأمانة وانكار الذات وكان خير خلف لخير سلف
أعياد القديس
تعيد له الكنيسة عيدين كل عام
الاول : 7 ابيب " تذكار نياحته "
الثانى : اول كيهك " تذكار تكريس كنيسته
القديس العظيم الأنبا بيشوي حبيب المسيــــــح
وُلد في شنشا قرية بمحافظة المنوفية حوالي سنة 320م وكان أحد ستة اخوة بنين تنيح والدهم وقامت والدتهم بتربيتهم رأت الأم ملاكًا يطلب منها: "إن الرب يقول لكِ اعطني أحد أولادكِ ليكون خادمًا له جميع أيام حياته" وكانت إجابتها: "هم جميعهم للرب يا سيدي الذي يريده يأخذه" مدّ الملاك يده ووضعها على هذا القديس وهو يقول: "هذا فاعل جيد للرب" وإذ كان ضعيف البنية نحيف الجسد سألته أن يختار آخر وكانت
الإجابة: "إن قوة الرب في الضعف تكمل"
ذهب إلي برية شيهيت ليتتلمذ على يديْ القديس أنبا بموا تلميذ القديس مقاريوس وقد عكف القديس على العبادة في خلوة دامت ثلاث سنوات لم يفارق فيها قلايته
كان محبًا للصلاة وصنع ثقبًا في أعلى المغارة جعل فيه وتدًا وأوثق فيه حبلاً ربط به شعر رأسه حتى إذا غلبه النعاس وثقلت رأسه يشدها الحبل فيستيقظ
ظهر له السيد المسيح ليقول له: "يا مختاري بيشوي السلام لك قد نظرت تعبك وجهادك وها أنا أكون معك"
ظهر له
أيضاً السيد المسيح فسجد له القديس ثم أخذ ماءً وغسل قدميه وعزاه الرب وباركه واختفى
وظهر له السيد المسيح مرة ثالثة علي الجبل ونظر إليه وهو يحمله وقال له..."السماء لا تسعك والأرض ترتج من جلالك فكيف يحملك خاطئ مثلي؟" وإذا بالسيد المسيح يبتسم له ويقول له: "لأنك حملتني يا حبيبي بيشوي فإن
جسدك لا يرى فسادًا" ثم اختفى ولا يزال جسده محفوظًا بديره لا يرى فسادًا
تنيح في 8 أبيب ـ سنة 417م ـ وقد بلغ من العمر 97 عامًا ودُفن في حصن منية السقار بجوار أنصنا
القديس العظيم الأنبا كاراس السائح صديق الملائكة
وُلِدَ أنبا كاراس في روما، وعاش حياة الأُمراء فهو شقيق الملك ثيؤدوسيوس الكبير،
وإن كنَّا لا نعرف تاريخ ميلاده إلاَّ أننا من خلال سيرته كما وردت في السنكسار القبطيّ، نعرف أنَّه تنيّح في اليوم التالي لنياحة أنبا شنودة رئيس المتوحِّدين (7 أبيب451م)، أيّ في يوم (8 أبيب451م)،
وقبل نياحته أرسل له الله أنبا بموا قس برّيّة شيهيت، ليَكتُب لنا ما رآه وسمعه ويقوم بدفنه، وهو في الطريق
إلى أنبا كاراس قابل القدِّيسين سِمعان القلَّاع وأبامود القلَّاع وتحدَّث معهما، وعندما قابل أنبا كاراس وصفه هكذا: إنسان مُنير ونعمة الله في وجهه، وعيناه مُضيئتان جداً، وهو متوسّط القامة، ونحيف الجسم، وذو لحية طويلة لم يتبقَ فيها سوى شُعيرات سوداء قليلة، ويرتدي جلباباً بسيطاً، وصوته خفيف، وفي يده
عُكَّاز،
وقد أعلمه أنبا كاراس أنَّ مُدَّة حياته في البرّيّة (57) سنة لم يرَ خلالها وجه إنسان، وأثناء الحديث رأى أنبا كاراس روح أنبا شنودة رئيس المتوحّدين وهى صاعدة إلى السماء يوم (7 أبيب)، وقد حضر المسيح والملائكة نياحة أنبا كاراس،
وبعد النياحة اختفت مغارته عندما وضع السيِّد المسيح يده عليها.
بركتهم وشفاعتهم المقدَّسة فلتكن معنا آمين.
وكل عام وأنتم بخير
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com