ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

اليوم.. "داعش" تنهي الوجود المسيحي في الموصل.. إما القتل أو الهروب أو الجزية

نعيم يوسف | 2014-07-19 15:23:26

مسيحيون الموصل يفرون إلى دهوك.. ونقاط التفتيش تسلبهم أموالهم وممتلكاتهم
"داعش" ينتزع عقارات المسيحيون ويعتبرها ملكا "للدولة الإسلامية"
العفو الدولية تحذر من نية "داعش" للقضاء على الأقليات

كتب – نعيم يوسف
اليوم.. السبت 18 يوليو من عام 2014 .. هو يوم فارق في تاريخ المسيحيين في العراق بصفة عامة ومدينة الموصل التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بصفة خاصة، حيث تنتهي اليوم، المهلة التي أعطاها التنظيم للمسيحيين في الموصل، لينتهي بهم الأمر بين قتيل، ومشرد، ودافع للجزية، وهارب تارك خلفه أمواله وبيوته وكنيسته... وكأن الزمن قد عاد إلى الوراء مرة أخرى.. لتصبح الموصل بلا مسيحيين لأول مرة في التاريخ... على أيدي "داعش".

بيان واستيلاء على العقارات
كانت "داعش" قد وزعت بيانا، على رؤساء الطوائف المسيحية للاختيار بين ترك الموصل العراقية نهائيا دون العودة إليها ، وبين البقاء مقابل دفع الجزية، وان لم يكن فليكن الموت هو المقابل الوحيد، كما قام التنظيم بالاستيلاء على بيوت وكنائس المسيحيين، وكتب عليها عبارة "عقارات ملك الدولة الإسلامية"

مسيحي من الموصل: نحن ميتون أساسا إنسانيا
ونقلت "وكالة الأنباء الفرنسية" عن أحد المسيحيين الذين رفضوا مغادرة الموصل ويدعى "فادي" قوله: "نحن ميتون أساساً إنسانياً، ولم يبق لدينا سوى هذه الروح، فإذا أرادوا أن يقطعوا هذه الروح، فأنا مستعد لذلك، لكنني لا أغادر مدينتي التي ولدت وتربيت فيها، مشيرا إلى فرار 25 عائلة من أقربائي امس (الجمعة) عن طريق تلكيف والحمدانية، لكنهم تعرضوا إلى السلب ونهبت جميع مقتنياتهم من أموال وذهب وحتى أجهزة الهاتف وحاجياتهم وملابسهم".

وأضاف: "حاول عدد من الشباب الاحتجاج على هذه التصرفات، ما أثار غضب المسلحين ودفعهم إلى الاستيلاء على سياراتهم ودفعوهم للسير على الأقدام إلى دهوك" (410 كلم شمال بغداد).

 فارون إلى دهوك
وقالت أحلام –أحد الذين فروا إلى دهوك سيرا على الأقدام بعد إستيلاء المسلحون على سيارة زوجها في إحدي نقاط التفتيش- "وصلنا الى تلكيف (على الطريق إلى دهوك) في حالة من التعب الشديد ولم نأكل شيئا ولم نشرب مياها على مدى نهار كامل".

وأضافت "كنت وزوجي نحمل أطفالنا على أكتافنا على طول الطريق وقام بنقلنا بعض عابري السبيل بلا مقابل بعد أن تم سلبنا من قبل عناصر "داعش" في حاجز التفتيش"، مشيرة إلى إنها رأت كباراً في السن ومعاقين على كراسي متحركة بين النازحين.
أكثر من 100 عائلة نازحة

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن دريد حكمت طوبيا أحد المسيحيين النازحين عن الموصل، إن أكثر من 100 عائلة مسيحية نزحت عن المدينة بعد الإنذار الذي أصدره تنظيم "الدولة الإسلامية" لهم، يخيرهم فيه بالرحيل أو دفع الجزية أو إعلان الإسلام.
وأشار طوبيا إلى أن بعض عناصر التنظيم صادروا من النازحين المسيحيين الذين كانوا يتوجهون إلى مناطق أخرى في محافظة نينوى أو إقليم شمال العراق، متعلقاتهم الشخصية مثل السيارات وهواتفهم النقالة ومصوغات ذهبية، كما تمت مصادرة بعض منازلهم، والسبب هو أنهم "نصارى"!

بطريرك الكلدان: العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك واربيل
ومن جانبه أعلن بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو أن المسيحيين غادروا مدينتهم الموصل شمال غرب العراق عشية انتهاء مهلة حددها لهم تنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى أنه "لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الآن من المسيحيين"، لافتا إلى أن "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك واربيل" في إقليم كردستان.

العفو الدولية: داعش تقوم بحملة شريرة
كما حذرت منظمة العفو الدولية، اليوم السبت، من نية مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" القضاء على أي اثر للأقليات التي تقطن مدينة الموصل شمال العراق، مشيرة إلى أن قادة هذا التنظيم برروا أعمالهم هذه بـ"إخلاصهم الديني".

وقالت المنظمة على لسان مديرة فرع المنظمة في الشرق الأوسط سارة ليا ويتسون في بيان لها إن "على الدولة الإسلامية أن توقف فورا حملتها الشريرة ضد الأقليات في الموصل ومحيطها".

استهداف وتفجيرات منذ عام 2003
الجدير بالذكر أن الكنائس في العراق منذ 2003 تتعرض إلى هجمات متكررة، وقد أدى أخطر هجوم استهدف المسيحيين إلى مقتل 44 مصليا وكاهنان في كنيسة للسريان الكاثوليك في قلب بغداد في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2010، ودفعت أعمال العنف هذه إلى هجرة عدد كبير جدا من المسيحيين العراقيين خارج البلاد.

وذكر تقرير سابق لمنظمة "حمورابي لحقوق الإنسان" العراقية، أن عدد المسيحيين انخفض من حوالي مليون و400 ألف في 2003 إلى قرابة نصف مليون حاليا، ما يعني هجرة أكثر من ثلثيهم.





 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com