بقلم : مينا ملاك عازر
لست من هواة الطبطبة ومسح الدموع، لذا لم أكتب لأمسح دموع ثكالى جنودنا في رفح، ولا لأشد أذر قواتنا المسلحة، ولا لشتم داعش، في حياتي الشخصية مع نفسي ومع من حولي أكون قاسياً في اللوم ما دام هناك خطأ، وعدم اللوم ومواساة المصاب ودعم المقتصين يبعدنا عن عدم تكرار الخطأ المتسبب في الجريمة.
الذي تابع جريمة الفرافرة بحِس أمني يدرك بما لا يدع مجال للشك أن القاتل الحقيقي لهؤلاء الجنود هو من صمم تلك النقطة وليس أولائك الذين أمسكوا الأسلحة وصوبوها إلى الجنود، جنودنا لم يقتلوا في مواجهة مباشرة بل في طعنة من الخلف،
كفل نجاحها من صمم بناء النقطة تحت تبة عالية، على أن تكون التبة في ظهور الجنود أي أنه وضع جنودنا صيد ثمين، لا يفرط فيه إلا مغفل، ورجال داعش الذي ننكر وجودهم ونضع رؤوسنا في الرمال غير مغفلين يا سادة بل مدربين، فقد قهروا جيش العراق،
ورجال أنصار بيت المقدس الذي يظنون أن بيت المقدس بمصر وليس بالقدس حيث إسرائيل، مدربين يا سادة ودعك من المزاعم القائلة بالقضاء عليهم بعد كل عملية من الجيش ضدهم بسيناء، وإلا من هو خالد المنيعي الذي أعلن الجيش يوم الخميس قتله؟
ومن هو كمال علام الذي فر وأربعين آخرين من الجهاديين من مواجهة مع الجيش لجبل الحلال؟ المهم من يقول لي أن جماعة الإخوان تلفظ أنفاسها الأخيرة سأصدقه لأن قد حل محلها داعش وتنظيمات إرهابية متفرقة، ويواجهوا رجال مترهلو الفكر قاصري التخطيط.
اسألوا أنفسكم يا سادة، أيهما أقوى في القتال ويسيطر على ميدان المعركة؟ من يسيطر على المرتفعات أم من يقاتل من المنحدرات؟ منذ متى والإستراتيجيات العسكرية تتيح للعدو أن يمتلك بكل سهولة المرتفعات، ولو كانت تبة؟ منذ متى والمقاتل يدير ظهره لمرتفع دون أن يؤمنه؟
هل تعلم صديقي القارئ أن الخسارة الكبيرة كلها جاءت من أولائك المعتلين التبة وأن أولائك الذين واجهوا الكتيبة وجها لوجه قُتلوا جميعاً، هل تعلم، لماذا؟
أقول لك، لأن كان هناك جنديان ببرجين استطاعا التعامل مع السيارة المواجهة للسرية فقتلوا الثلاثة، والبرجين تعلم أنهما مكانين مرتفعين يستطيعا من فوق أن يوجه نيرانه لمن هو أسفل بكل سهولة، فكان سهلاً على منْ بالتبة أن يوجه نيرانه لثاني قصور فكري في تصميم تحصينات النقطة، وهو وجود أنابيب الغاز المغذية للمواقد في نفس مكان الذخيرة حيث يعتلي الجنود قمة المبنى لمواجهة من يعتلي قمة التبة، فكان الجنود صيدا سهلاً،
وكانت قذيفة آر بي جي كفيلة بتفجير المبنى كله، اسأل ابنك الصغير، هل تضع الكبريت بجوار الجاز!؟ سيضحك عليك ويسخر منك، لأنه سؤال ساذج، فكيف للخبراء الإستراتيجيين والأمنيين أن يفعلوها!؟.
أيها السادة، دعونا نحاسب أنفسنا بصدق، ولنرصد كم كبير من الأخطاء التأمينية والإستراتيجية نقع فيها، وتسهم داعش ومن على شاكلتها في مصر في استغلالها لصالحها، ولكن اسمحوا لي أن يكون هذا في المقال القادم - بإذن الله- تحت نفس العامود الثلاثاء القادم .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com