بقلم : د محمد أبوالغار
الحادث الإرهابى الرهيب الذى وقع فى واحة الفرافرة وأدى إلى استشهاد ٢١ ضابطا وجنديا مصريا هو الحادث الثانى خلال شهرين فى نفس المنطقة، والأول أدى إلى استشهاد خمسة جنود، وأخيراً استشهد اثنان من عمداء الجيش والشرطة، وتلك إحدى الحوادث المتكررة التى تحدث فى سيناء،
وهذا الأمر يعنى أننا فى معركة ضارية مع أكثر فروع الإسلام السياسى تطرفاً، وهى جماعات الجهاد وبيت المقدس وداعش وكلها تطور مذهل لأفكار جماعة الإخوان المسلمين وهى التى حولت الإسلام السياسى من فكرة دارت فى أذهان شيوخ فى مصر والهند وغيرها إلى واقع أليم.
الأمر أصبح خطيراً والتعامل الأول معه هو القوة المسلحة والتى أصبح واضحاً أنها أصبحت لا تكفى لأن الأسلحة الثقيلة والتكنولوجيا المتقدمة أصبحت فى متناول هذه الجماعات فى الشرق والغرب والجنوب عبر حدود واسعة تصعب مراقبتها بالكامل وبها دروب وكهوف جبلية تجعل القضاء عليهم عسكرياً أمراً صعباً. فالجيش الأمريكى بجلالة قدره تاه أمام طالبان فى تورا بورا بسبب الجبال الوعرة.
على الجانب الآخر استطاعت إسرائيل إلى حد كبير صد معظم الهجمات من صحراء سيناء بسهولة وبدون خسائر ليس فقط بسبب التكنولوجيا وإنما بسبب قوة جهاز المعلومات الذى استطاع أن يجند المئات بحيث أصبحت تصله معلومات عن قرب حدوث هجوم إرهابى فى سيناء قبل حدوثه، وكان الأمر فى معظمه يكون صادقاً.
لقد قتل اثنان من زعماء قبائل سيناء هذا الأسبوع برصاص الإرهابيين بعد أن عرفوا أنهم يسربون معلومات للمخابرات المصرية، يعنى ذلك أن الإرهابيين أصبح لديهم أيضاً جهاز مخابرات واستطاعوا تجنيد بعض شباب القبائل والذين يعملون لصالح الإرهاب وضد عائلتهم ووطنهم.
أعتقد أنه لابد من طفرة مخابراتية كبيرة بين أبناء الصحراء المصرية والمحافظات الحدودية تستطيع أن تمنع الكارثة قبل وقوعها.
من ناحية أخرى ونحن الآن فى حرب علنية ومفتوحة من كل الاتجاهات يجب أن يتوحد الشعب المصرى كله بشبابه وشيوخه خلف قواتنا المسلحة للقضاء على هذا الوباء.
وليس هذا هو الوقت الذى يحدث فيه خلاف بين الشباب وكل المطالبين بالحقوق المدنية من ناحية وبين قيادة الدولة بسبب قانون التظاهر الذى يجب تعديله فوراً ليتماشى مع النصوص الدستورية، وآن الأوان لأن يقوم الرئيس بإصدار عفو عن كل الشباب الذين تمت محاكمتهم بهذه القوانين.
وجه الرئيس حديثاً إلى الشعب ذكر فيه، ما معناه، أن الخبز قبل الحرية، وهى مقولة قديمة منذ الستينيات يجب تعديلها إلى الخبز والحرية معاً. بدون حرية شخصية وعامة وإعلامية وشفافية كاملة سوف يدب الفساد والفوضى وتنقسم الأمة وتتقهقر إلى الخلف.
السيد الرئيس والسادة المسؤولون.. الوطن فى حاجة إلى وحدة كاملة خلف هدف واحد هو الإرهاب وبدون القضاء عليه لن يكون هناك مصر.
العيش والحرية معاً. وكل سنة وأنتم طيبون.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك
نقلآ عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com