بقلم : ثروت الخرباوى
الشيخ أبوإسحاق الحوينى هو شيخ «قرموط» إى وربى قرموط، والقرموط كما تعرفون لا يعيش إلا فى بيئة مائية قذرة كالمصارف والرشاحات والمجارى، ولا يظن أحدكم أننى أسب الرجل أو أهينه، بل إننى أقرر لكم ما قاله هو بنفسه عن نفسه،
ولعل ما سأرويه على لسانه لا أرويه إلا لأكشف عن مفرداته اللفظية وقبحها، ففى خطبة له أراد أن يستظرف، وبالمرة لا مانع من تجريح الشيخ الجليل «على جمعة» وسبه بأقبح الألفاظ والسخرية من علمه، فقال: «واحد طلب منى إنى أبحث له عن عروسة فرشحت له بنت فاضلة ابنة رجل فاضل ربى بناته تربية كويسة وهى بنت منتقبة، فلقيته اتفزع وقال لى يعنى العروسة هاتقولى قف واقعد، بالقاف» واسترسل الحوينى وهو يستظرف ساخرا من الشيخ على جمعة دون أن تكون هناك مناسبة،
ثم قال بعد أن انتهى من وصلة السخرية «فقلت للأخ ده انت مش واخد بالك، دى المنتقبة دى فى البيت هاتلاعبك وتدلعك ووووو» ثم قال الحوينى بهذه المناسبة بيت شعر عن ملاعبة الرجل لامرأته، فضحك الحاضرون فى جلسة العلم، وتعالت القهقات، وكان من المقهقهين أحد الشيوخ الذين يجلسون بجوار الحوينى فالتفت له الحوينى قائلا: «أيوه دانا أرموط واعجبك»! فهل القرمطة هنا دلالة على قدرته على «الظفلتة» أى أنه شيخ «مُلعب»،
أم أنه يشير بهذا اللفظ إلى إيمانه العميق بفرقة «القرامطة» ذات العقيدة المنحرفة؟! هذه مجرد أسئلة مشروعة لا أقصد بها إلا الرغبة فى المعرفة، أليس الحوينى عالمهم هو أعلم أهل الأرض ومن حقى أن أستعلم منه عن علوم القرمطة، وهل هو بهذه المثابة «الشيخ القرموط الكبير» وابنه البكرى هو «القرموط الصغير».
وبغض النظر عن القراميط فإن ما دعانى إلى كتابة هذه المقالات ليس هو نقض العلم المزعوم لهذا الشخص، إذ متى ينقض الناس وهما؟! ولكننى أكتب لأكشف نمطا من العقول الفارغة العيية التى حوَّلها البسطاء إلى أساطير فتسيدت، وأخذوا دينهم منها فأفسدت،
فكلنا مثلا يعرف أن العالم الحقيقى هو من يرتفع عن الصغائر فعلا وقولا، فلا يصخب ولا يشتم، ولا يستخدم ألفاظ السوقة والدهماء، بل يجب أن يكون عليه وقار العلماء ومهابتهم، كما أن العالم المربى يعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذىء» وأى طويلب علم يعرف أن قدوتنا النبى صلى الله عليه وسلم كان عف اللسان،
ولم يكن سبابًا ولا فحاشًا ولا لعانًا، فإذا بى أرى حجازى الحوينى الذى يدعى أنه ينقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يسب ويشتم ويلعن، فيقول عن بابا الفاتيكان فى أحد خطبه ـ بلا مناسبة ـ وهو بصدد تجريح شيخ الأزهر «وشيخ الأزهر يقوم يبعت تهنئة لبابا الفاتيكان الحقير»! الذى أعرفه أن الله أمرنا أن نجادل أهل الكتاب بالتى هى أحسن،
ولم يقل لنا أبدا أن نجادلهم بالتى هى أقبح أو أفحش، والمؤسف أن حجازى يشتم بابا الفاتيكان! فى الوقت الذى يقوم فيه حاليا «الأب مانويل» رئيس كنيسة غزة باستقبال المسلمين فى كنيسته لحمايتهم من اعتداءات إسرائيل، بل إنه قال فى تصريح شهير «فليرفع المسلمون أذانهم من كنائسنا إذا هدمت إسرائيل مساجدهم».
وفى خطبة أخرى قال الحوينى وهو بصدد تجريح الشيخ الجليل على جمعة: «الراجل ده بيقول إن حفيد مبارك فى الجنة، انت عرفت منين هو صحيح مات وهو طفل لم يبلغ الحلم،
والعلماء أجمعوا أن أطفال المسلمين اللى ماتوا قبل الحلم فى الجنة، لكن ما ينفعش نقول على حد معين إنه فى الجنة أو فى النار، حتى لو مات بعد ما ينزل من بطن أمه» وفى درس آخر قال: «لا يجوز لنا أن نقول إن فلانا مات شهيدا،
ولا يجوز أن نقول على معين بأنه فى النار حتى ولو كان كافرا لأننا ما نعرفش اللى بينه وبين ربنا» وللقارئ العزيز أقول إننى لا أناقش ما قاله
الأخ حجازى خريج كلية الألسن قسم إسبانى بتقدير امتياز ـ واخد بالك يا حجازى ـ ولكننى فقط أبدى تعجبى من حالة التغيير التى تصيب البشر،
وسبحانه يغير ولا يتغير، إذ فى درس آخر يبدو أن حجازى نسى ما قاله من قبل فقال هو يشدد النكير على شيخ ترحم على بابا الفاتيكان الذى هو رجل معين، أى محدد بذاته واسمه: «لا يجوز الترحم على بابا الفاتيكان الذى مات لأنه كافر ومأواه فى النار»! يا حجازى ارسى لك على قارة!.
وأظنك ستتعجب وأنت تستمع إلى نافورة شتائمه حين يقول عن النائب محمد أبوحامد إنه: «خامورجى»! ولعلك ستبارك للحوينى أن أطلعه الله على قلوب العباد فاستطاع أن يقرأ ما فى قلب محمد أبوحامد وأن يعرف حقيقة إيمانه فيقول: إنه تنصر! أما قاموس الشتائم العربى فإنه يعجز عن
مجاراته وهو يسب الشيخ على جمعة فيقول عنه تصريحا وتلميحا: هذا الرجل جاهل ومنافق وولد ميتا! وليت نافورة شتائمه نضبت ولكنها مستمرة ما استمر لسانه فى دلق الكلام بالشتم القبيح، والقذف الفصيح، فهذا عميل، وذاك حقير، وآخر دنىء، وهكذا.
وتعريضه القبيح بأهل الكتاب لا مثيل له، ففى درس قال: «إذا قابلت النصرانى فلا تحيه بتحية الإسلام قل له أى تحية؛ صباح الخير أو صباح الفل وإذا وقع فى مشكلة لا مانع أن تقدم له يد المساعدة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (دخل رجل الجنة فى كلب سقاه) يا أخى! نزِّل هذا منزلة ذاك»!.
هذا ما يقوله الحوينى، وهذا هو قاموسه اللغوى! وهذا ما يسمعه البسطاء منه: عامل المسيحى كما تعامل الكلب! ولنا عودة للشيخ القرموطى.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com