ن الزواج هو تلك العلاقة السامية والرباط المقدس ولقد حثت كافة الأديان السماوية على سمو هذه العلاقة التي تعتبر أساس بناء مجتمع سليم ومعتدل حيث يتشارك الزوج والزوجة في وضع خطة مستقبلية واحدة ويصبح مصيرهما واحداً، ولكن هل كل الزيجات تكون ناجحة؟ اسأل نفسك
هذا السؤال وفكر جيدا وستجد أن الإجابة: لا، وهذا لأن كل العلاقات على وجه الأرض تشهد فترات مختلفة من الشوق والبرود ولكنك سوف تجد من يستطيع أن يتعامل مع هذه الظروف ويتعايش معها ومن لا يستطيع أن يتعايش معها ولا يجد الزوج والزوجة في هذه الحالة سبيلا آخر غير
الطلاق وهدم الأسرة والبيت. فقد تكون تعاني من بعض المشاكل في حياتك الزوجية التي لا تجد لها حلولا لذا تلجأ إلى الطلاق، ولكن يجب أن تأخذ في الاعتبار أن الطلاق لا يعني أن مشاكلك قد حلت بل بالعكس فقد يكون الطلاق سبب في تفاقم الأزمات واستحداث أزمات ومشاكل أخرى
إضافية خصوصا إذا كان بين الزوجين أطفال، ولذلك فيجب على كل زوج وزوجة ان ينظروا إلى الطلاق من منظور أوسع وأشمل، فقد كان الزواج قديما يقوم على أساس الحب والإخلاص المتبادل ولكن مع مرور الوقت وتغير الزمن تدريجيا أصبحت المادة تطغى على أي شيء فأصبح
الزواج يقوم إما بناءا على وجود علاقات أسرية بين أسرة الزوج وأسرة الزوجة أو الزواج طمعا في ثروة الطرف الآخر وهكذا، ولذا فإن معظم الزيجات في وقتنا الحالي تنتهي نهاية سريعة بالطلاق نتيجة لعدم وجود التوافق الفكري والسلوكي بين الزوجين. ونحن من خلال موقع ثقف نفسك
سوف نقدم لكم أهم الأسباب التي تزيد من نسب واحتمالات وقوع الطلاق بين الزوجين 10- أولويات وتطلعات مختلفة لكل إنسان اهتماماته وطموحاته الخاصة وهذه نقطة هامة يجب على الزوجين مناقشتها قبل الزفاف للوصول إلى نقط اتفاق فيما بينهم لأنه إذا لم يتم مناقشة الاهتمامات
والطموح سوف يمثل ذلك عائقا أمام استكمال الحياة الزوجية بعد ذلك، ولذلك فأفضل طريقة هو الجلوس سويا وترتيب الأمور أثناء فترة الخطوبة.
9- الإدمان بالتاكيد أنت لا تحب أن يكون شريك حياتك سواء الزوج أو الزوجة مدمنا، حيث أن الإدمان يفسد الحياة الزوجية ويسبب آلاما نفسية لشريك حياتك ولأطفالك، وهذا الشخص المدمن لا يستطيع أن يسيطر على نفسه فكيف تتوقع منه أن يكون عنصر مسيطر ومتحكم بشكل جيد في سير الحياة الزوجية، كما أن الشخص المدمن يجلب الخزي لأهله ولأصدقائه ولأبنائه، ولذلك فإن الحياة والتعايش مع الشخص المدمن أمر غاية
في الصعوبة فابذل قصارى جهدك في محاولة مساعدته على الإقلاع عن الإدمان وإذا لم تجد نتائج إيجابية فالطلاق هنا هو الحل الوحيد. 8- تربية الأطفال إن تربية الأطفال أمر صعب للغاية ويتطلب المشاركة الجادة بين الزوج والزوجة فالطفل يحتاج إلى أكل وشرب وعلاج ونوم ولعب
وتنظيف وغيرها من الأمور التي تجعل قيام الزوجة به وحدها أمر صعب جدا ولكن بعض الزواج لا يعيرون هذا الموضوع اهتماما ولا يفعلون شيء سوى الذهاب للعمل فقط وهذا قطعا أمر به الكثير من الأنانية حيث أن الزواج قائم على المشاركة بين الزوجين وليس القاء الحمل على
طرف واحد فقط، ومع تكرار حدوث ذلك تفقد الزوجة إحساس زوجها بها فتبدأ العلاقة الزوجية في التفتت شيئا فشئا وقد تصل في نهاية الأمر إلى الطلاق. 7- الشعور بالتقيد قد يشعر الزوج والزوجة أن الزواج يقيدهما ويمنعهما من تحقيق أحلامهما وطوحاتهما التي طالما حلموا بها طوال حياتهما قبل الزواج، وقد يشعرا أيضا أن الزواج يمنعهما من التعبير عن أرائهما بحرية في أي موضوع، فهذه الأمور تؤثر بشكل سلبي على
العلاقة الزوجية حيث أنها تجعل الزوجين يشعران وكأنهما مكبلين بسلاسل تحجبهما عن الحياة ولذلك فيجب أن يتفاهم الزوجين في تلك الأمور للعمل على الحد من هذا الشعور السلبي أو يكون الطلاق هو سبيلهما. 6- الملل يعتبر الملل من أكثر الأسباب المؤدية للطلاق، حيث يشعر كل
طرف بالملل والروتين من الحياة الزوجية ونمطها الدائم الذي لا يطرأ عليه أي تغيير أو تجديد، ولذلك فيجب على الأزواج أن يعملوا على تطوير وتجديد حياتهم باستمرار ولا يرضخوا كفريسة للملل لأنه سوف يفتك بالحياة الزوجية ويقضي عليها ويحطمها إذا لم تتم مواجهته بسرعة. 5- عدم
التوافق في العلاقة الحميمية إذا كنت تعاني من بعض المشاكل في علاقتك الخاصة مع شريك حياتك فإن هذا ناقوس خطر قوي يهدد استمرار العلاقة الزوجية ولذلك فاحرص على معرفة الأسباب النفسية أو الصحية التي تؤدي إلى ذلك واعمل على حلها فورا كي لا تكون النتيجة لعدم
التوافق هذا هي الطلاق. 4- المسائل المالية يعتبر المال كذلك هو أحد الأسباب التي تساهم بقوة في حدوث الطلاق، فلأي زوجين يكون الوضع المالي شيء هام وضروري كي تستمر الحياة الزوجية بشكل طبيعي حيث أن عدم القدرة على الإنفاق وتوفير متطلبات المنزل شيء مهم وخطير
جدا ولذلك فيجب على الزوج أن يعمل على توفير الحياة الكريمة لأسرته ويجب على الزوجة أيضا أن تساهم في إضافة مصادر دخل مالية للأسرة قدر استطاعتها لأنه بدون ذلك لن تستطيع العلاقة الزوجية أن تستمر وسوف تنشأ من جراء الأزمة المالية مشاكل أخرى أكبر وأخطر، ولذلك فلا
يكون هنا بدا من الطلاق. 3- سوء المعاملة إن أي علاقة ناجحة تقوم على الاحترام المتبادل والتقدير الواجب على كل طرف تجاه الطرف الآخر، وسوء المعاملة والاعتداء البدني والسلوكي بين الزوجين هو مسمار في نعش العلاقة الزوجية، فالاعتداء البدني أو العاطفي أو النفسي سواء من
الزوج أو الزوجة هو أمر سيء للغاية ويترك آثار نفسية سيئة جدا ويولد الشعور بالاحباط والاكتئاب ويسبب شرخ داخلي يصعب إصلاحه أو ترميمه مما يجعل الحل النهائي هنا هو الطلاق. 2- فجوة التواصل بين الزوجين قد يكون للزوجة أو للزوج أسرار خاصة يخفونها عن بعضهما
وهذا قطعا أمر غير مستحب في العلاقة الزوجية حيث أنها علاقة مبنية على الصراحة والوضوح وعدم الالتزام بذلك يزيد من الفجوة والبعد فيما بينهما ولسد هذه الفجوة يجب أن يحرصا على التواصل والتحاور الدائم وليس أي حوار بل الحوار الذي يعمل على تقليل الفجوات وتقريب
المسافات بينهما وزيدة ثقتهما ببعضهما، حيث نجد بعض الأزواج يعانون من عدم فهم كل منهما للآخر والسبب في ذلك هو عدم القدرة والافتقار إلى طريقة الاتصال المناسبة فيما بينهما، ولتعزيز التواصل بينهما يجب أن يتشاركا في الأفكار والمشاعر والرغبات فعدم العمل على سد تلك
الفجوة سوف يزيد من عمق البعد بينهما وقطعا يكون الطلاق هنا أمر طبيعي. 1- الخيانة من أساسيات إقامة علاقة زوجية ناجحة هي الثقة المتبادلة، فيجب على الزوج أن يكون وفيا مخلصا لزوجته ويجب على الزوجة أيضا أن تكون مخلصة ووفية لزوجها وهكذا تستقيم الحياة الزوجية
هادئة وناجحة، ولكن الضربة القاضية لأي علاقة زوجية هي الخيانة؛ فالخيانة هي ذلك الداء الخبيث الذي يقتلع العلاقة الزوجية من جذورها ويلقي بها في مهب الريح ولا تستطيع مهما حاولت أن تغرس لها ثمارا من جديد ولذلك فالخيانة هي العامل الرئيسي والأول لحدوث الطلاق. ومع كل ما
تم ذكره، ينبغي أن نذكر أن الطلاق ليس كلمة سهلة إطلاقا بل هو أمر صعب للغاية ويجب على كل زوج وعلى كل زوجة أن يفكروا جيدا في رأب صدع العلاقة الزوجية والقضاء على العوامل المسببة للطلاق وأن يفكروا أيضا في العوامل المترتبة على وقوع الطلاق قبل أن يقدما على
هذه الخطوة وأن يكون مستقبل وحياة الأطفال أمام أعينهما عند التفكير في الطلاق.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com