توصل باحثون إلى طريقة للتحكم بالمشاعر المتصلة بالذكريات الأليمة وتهدئتها، في تقنية تنجح في العكس أيضًا في تخفيف أثر الذكريات السعيدة، وذلك بحسب ما جاء في دراسة نشرت في مجلة "نيتشر" العلمية.
يأمل الباحثون في أن تدفع نتائج هذه الدراسة الأبحاث الطبية في مجال الاضطرابات النفسية من اكتئاب وضغط نفسي ناتج عن صدمات ولاسيما في صفوف العسكريين.
وقال الباحثون في مقدمة الدراسة: "إن هذه الخاصية القائمة على قلب الذاكرة مستخدمة أصلًا في علاج الأمراض النفسية، لكن آلية عملها على مستوى الأعصاب والدماغ ما زالت غير مفسرة تمامًا".
وأراد الباحثون من هذه الدراسة إلقاء الضوء على آلية عمل الأعصاب عند اتباع هذه الطريقة، في عمل من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة لعلاج اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو الضغط النفسي الناتج عن الصدمات.
وتثبت هذه الدراسة العصبية أيضًا صحة الوسائل المتبعة في الطب النفسي حاليًا، بحسب ما أوضح المشرف على الدراسة، "سوسومو تونيغاوزا".
وأظهرت النتائج وجود تفاعل أكثر مما كان يعتقد بين الجزء من الدماغ المسئول عن الذاكرة ويسمى الحصين، والجزء المسئول عن المشاعر السلبية أو الإيجابية والمسمى اللوزة.
وللتوصل إلى هذه الخلاصات، حقن الباحثون مادة بروتينية من الطحالب تتأثر بالضوء في مجموعتين من ذكور الفئران، بحيث أصبح بمقدورهم تسجيل التغيرات الجارية في الجزء المسئول عن الذاكرة في أدمغتها بالوقت الحقيقي، بفضل التصوير الضوئي.
بعد ذلك، وضعوا بعض هذه الذكور مع إناث بهدف توليد ذاكرة إيجابية لديها، أما البعض الآخر فتعرض لصدمات كهربائية بهدف توليد ذاكرة سلبية.
وفي مرحلة لاحقة، أعاد العلماء إحياء هذه الذكريات لدى الفئران بشكل صناعي مع تعريضها في الوقت ذاته للتجربة العكسية إذ عرضوا المجموعة الأولى المرتاحة نفسيًا لصدمة كهربائية، والثانية المتألمة نفسيًا أُتيح لها لقاء فئران إناث. وتبين أن التجربة الثانية طغت على المشاعر الأولى.
ولم يكن ممكنًا التحكم بالجزء من الدماغ المسئول عن المشاعر سوى من خلال التأثير على الجزء المتعلق بالذاكرة.
ويأمل الباحثون في أن تدفع نتائج هذه الدراسة الأبحاث الطبية في مجال الاضطرابات النفسية من اكتئاب وضغط نفسي ناتج عن صدمات، ولاسيما في صفوف العسكريين.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com