"الأبطال" غير موجودة على خريطة المشروع.. والمحافظ أمهل الأهالي 7 أيام للرحيل
ممرات ترابية ضيقة ممتدة بين بيوت ريفية بسيطة، تتخللها ثمرات المانجو التي تتدلى من شجيرات، تؤمن ظلالا للأهالي الراقدين أسفلها.. حياة هادئة أوشك أهالي قرية الأبطال بمركز القنطرة، الواقعة شرق قناة السويس، على الحرمان منها، بعد إهمال عايشوه في الماضي، وتشريد من منازلهم يواجهونه في القريب العاجل.
مشروع حفر مجرى ملاحي جديد بقناة السويس، ظل حلما يراود خيال سكان القرية 32 عاما، للنهوض باقتصاد البلاد، وحين حانت اللحظة المُرتقبة، كانوا أول ضحاياه.. 7 آلاف أسرة تعيش فوق عشرات الأفدنة، تحملوا مشقات تعمير الأرض وتطويعها لحياتهم دون مساندة الدولة، وفجأة تهدمت أحلامهم أمام أعينهم، بحسب شيرين الحداد، محامية الأسر المتضررة، مضيفة "الأهالي معظمهم فلاحين عايشين من خير محاصيل المانجو اللي بيزرعوها سنويا، وكل المجرى الملاحي الجديد ما يتحرك، تصبح بيوتهم مهددة بالهدم".
"القرية غير موجودة على خريطة مشروع قناة السويس الجديد"، فبحسب "شيرين" تم تجاهل الأهالي الذين يشغلون مساحة 20 فدانا مع بداية شق مجرى القناة الجديد، واعتبروهم سكان عشوائيات.. "فجأة أهالي القرية اصبحوا ناس سطوا عالاراضي الزراعية، والدولة بتطالبهم بسداد إيجار عن السنين اللي انتفعوا بيها، رغم ملكيتهم الحيازات، وتنظيمهم مجلس قروي، ودخول مرافق كهربا وميه للقرية".. المكان الذى احتضن عشرات القادمين من محافظات مجاورة على رأسها الشرقية والسويس والإسماعيلية، ضاق بهم، بحسب المحامية.. "الناس دي كانت بتشرب من الترع لما الميه تخلص، وبنوا بيوتهم والمحلات طوبة طوبة على أكتافهم".
7 أيام، مهلة وجيزة منحها محافظ الإسماعيلية للأهالي، للرحيل عن بيوتهم، دون إيجاد بديل يحتويهم.. "القائمين عالمشروع طالبوهم بالرحيل أو هدم البيوت فوق روسهم من غير أي عرض لتقديم تعويضات مالية أو بدايل".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com