ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

يعقوب أبو الآباء .. أعطاه الله بركة ووعودا وليس عقوبة وتأديبا

سامية عياد | 2014-09-02 12:32:00

عرض / سامية عياد
بركات الله بلا حساب ، وننالها بلا استحقاق "لأنه ليس بكيل يعطى الله" ، وهو فى عطائه ينظر دوما الى احتياجنا وليس الى استحقاقنا ، هكذا فعل الله مع يعقوب الخائف الهارب ، حيث أعطاه الله بركة ووعودا وليس عقوبة وتأديبا.

يقول المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث : لن ينسى الله يعقوب فكان عمله فيه حيث لم يتركه ليقاسى بسبب أعماله فى البرية ، ودبر الله الوقت الذى يعمل فيه ، فبينما كان يعقوب فى البرية وحيدا وخائفا وكان من قبل لا يعرف عن الله إلا أنه إله إسحق وإله جده إبراهيم ، بدأ الله يكون علاقة شخصية معه وكان الله هو البادىء بهذه العلاقة .. كيف حدث ذلك؟

حينما تعب يعقوب من السير ، لم يكن هناك فراش ولا وسادة يسند رأسه "فأخذ حجرا من حجارة المكان ، ووضعه تحت رأسه واضطجع فى ذلك المكان" وهنا بدأ الله يعمل ، إذ لم يحتمل أن يراه هكذا ملقى على الأرض ومتوسدا حجرا ، فأراد الله أن يثبت له أنه ليس وحده ، حيث ظهر له الرب واقفا على سلم يصل بين الأرض والسماء وملائكة الله صاعدة ونازلة عليه ، وخاطبه الله وعرفه بنفسه وباركه وكان هذا هو اللقاء الأول بينه وبين الله وأعقبت ذلك لقاءات أخرى.

كانت السلم بين السماء والأرض توحى بأن السماء لا تقطع صلتها بالأرض ، مهما أخرجت الأرض شوكا وحسكا ، كانت ترمز الى المصالحة وعودة الحب ، بل ترمز ايضا الى السيد المسيح الذى قام بهذه المصالحة وأعلن للأرض حب السماء ، لقد كان يعقوب مؤمنا بالوراثة لأنه ابن اسحق المؤمن ، أما بعد لقائه بالرب أصبح مؤمنا بالعشرة يتحدث مع الله والله يتحدث معه ، بل أن الله يعطيه ايضا وعدا بالحفظ فيقول له "وها أنا معك ، وأحفظك حيثما تذهب ، وأردك الى هذه الأرض.."، لقد شعر يعقوب أن الله قريب فى وقت الضيقة ، وعلى الرغم أن يعقوب لم يدعوه أنما احتياج يعقوب كان يصرخ الى الله دون أن يتكلم .

ما أكثر أن يكون الله معنا ونحن لا نعلم وكثيرا ما يكون الله معنا ولكن الضيقات لا تتركنا نشعر بوجوده ، لتكن كلمة الله فى أذهاننا "ها أنا معك ، وأحفظك حيثما تذهب".

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com