ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

كتابات متناثرة

عادل عطية | 2014-09-26 11:20:43

بقلم: عـادل عطيـة

•    عالم الطفولة:
كلما ألتقيت بالبحر، يناديني كأنه حضن أمي!
أمنحه ذاتي في شوق ولهفة!
ان ضمته الحميمة، أكبر من أن تستوعبه ذراعان، معه أشعر بدغدغة مخدرة في بدني كله، وانني أذوب واتلاشى وأفقد فرديتي، وأصبح كأني جزء منه!
أيام البحر من أكثر الأعياد الصيفية مرحاً، وانطلاقاً!
تعطر الحياة بعبق الأفراح والأمل، وتدعو الملايين إلى بهجة عرس الخلاء!
هنا، يخلعون عنهم قيود الأرض، وفوارق السن، يرقصون طرباً على دقات الأمواج، ويعودون إلى عالم الطفولة، عالم البراءة، والتلقائية، والصفاء، والحب والصدق!
انها طبيعة العودة إلى الأصل، طبيعة الرجوع إلى مكان الطفولة!
انها طبيعة ثابتة في كل إنسان على حد تعبير اينشتين!...

•    ويظل الإبداع مستمراً:
قال الرئيس الفرنسي الأسبق، شارل ديجول: "الشيخوخة حطام سفينة"!
فإذا تحررنا من مثل هذه الخرافات الهدامة: نفسياً، وجسدياً، أمكننا أن نحيا حياة أكثر إبداعاً وعطاء وفرحاً...
فالاعمال العظيمة لم تكن يوماً وليدة القوة والرشاقة البدنية، بل كانت وليدة المشورة، والخبرة الطويلة، والحكمة الرزينة:
فقد فرغ الموسيقار الألماني "فاجنر"، من "بارسيفال"، وهي أروع مؤلفاته، في الثامنة والستين من عمره!...
أما "فولتير"، فقد كتب روايته الشهيرة: "كانديد"، في الخامسة والستين من عمره!
كما كتب "فيكتور هيجو"، أجمل قصائده في مرحلة متأخرة من حياته!
وكان "كليمنصو"، و"جلاد ستون"، و"تشرشل"، وغيرهم...رجال سياسة ممتازين في سن الثمانين، أو أكثر!
ان الإبداع لا يتقيد بعمر، وعندما نبدع؛ فاننا نسعى إلى اثبات هويتنا، وسنتمكن  ـ على الأقل ـ، من أن نقول للآخرين، أو لأنفسنا ـ ان لم يسمعنا أحد ـ: "لقد كان لي وجود حقيقي"، بل ربما قلنا بثقة أكبر: "لقد كنت هذا"!...

•    الاسم الآخر للإنسان:
لا يستطيع الناس أن يروا ألوان الكلمات، أو ظلال درجاتها، أو حركاتها الشبحية الخفية!
لا يستطيعون أن يسمعوا همس الكلمات، ولا حفيف موكب الحروف، أو قيثارات، أو طبول الأحلام، التي تلعبها الكلمات برقة وسحر!
لا يستطيعون ادراك تجهم الكلمات، أو عبوسها، أو بكائها، أو ثورتها، أو صخبها، أو عربدتها!
لا يستطيعون الاحساس بوميضها، أو عبقها، أو أذاها، أو رقتها، أو صلابتها، أو جفافها، أو طراوتها، أو تبادل القيم بين ذهب الكلمات، وفضتها، ونحاسها!
إلا عندما تخرج الكلمات من شغاف قلوبكم، وتنطق بها ألسنتكم!
فأنتم الذين تجعلون الناس: يسمعونها، ويرونها، ويحسونها!
بدونكم تظل الكلمات مجرد حروف صامتة في معاجمكم، أسيرة في أعماقكم، وتموت!
انه لشيء جسور حقاً، أن تطلقوا سراح الكلمة: منظومة، منشورة، منطوقة، محفورة.. إذا عرفتم مدى الأثر الذي تتركه الكلمة في نفوس الآخرين، قبل عتقها من اسرها!
فرب كلمة واحدة، حسب نوعها، يتوقف عليها مصير إنسان، وسعادة عائلة، وحياة دولة، ومستقبل أمة، بل والقدرة على تغيير وجه العالم!
ان الكلمة، هي الاسم الآخر للإنسان، حينما يرفض أن يوقع بامضائه!
لذلك؛ فالإنسان، سوف يعطي حساباً أكيداً عن كل كلمة: جافة، وبطالة، وغير مثمرة بروح السلام، والمحبة، والصلاح، والألفة، والتفاهم!...

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com