بقلم - أيمن الجوهري
تعانى شعوبنا العربية خاصة والشرقية عامة من فجوة متذايدة ومُظلمة من تكالب (الحسرة والأعجاب بدرجة الأنبهار وآهات التمنى المُقنع الذى لايخلوا كثيراً من الرجاء) بين الكثير مما تراه وتعاشرة وتتعايش معه بل وكثيراً ما تتمناه حلماً فى صميم عقلها وقلبها مما يتلاطم عليها من تطورات وأحداث وسلوكيات وأحتياجات و معرفة ومستجدات وأيقاع حياة صاخب يعذفه بأبداع وتناغم وجمال وبهجة وأختيارية مُنصفة بعض من شعوب العالم حولها فى معزوفة أحياء حياتها ..
وبين ماتشعر به من أنين تخلفها وماتحمله من عنتريات بعض قناعاتها وما لاتدركة من ضيق وعيها وتجمد فكرها وما تؤمن به من غث الأفهام وماتصر أن تتوارثه فى ثقافتها من تشكيلة محظورات بالية من (( العيب و بروتوكلات بنى شرقيون ومايصح ومالايصح وكيف هذا .. و ... و .. )) .. والتى شكلت فى تضيقها وممنوعاتها ومع تراكم أنهزامية الأرادة وشراسة الأحتياجات و وؤد الأختيارات ورداءة صلاحية القناعات .. مشنقة باردة من التلجيم والنمطية والكسرة والترقيع .. شنقت بها أحلامها وأمانيها وصفاء معيشتها وأفسدت تصالحها مع منهجية حياتها .. !!
وتلك قطعاً ليست أشكالية فى حال حقيقة صلابة تصالحنا مع شخوصنا وثقافتنا و ظروفنا وحياتنا والأهم تصالحنا مع بشريتنا .. وفى حال أننا أنفسنا لم نضيق على حريتنا خنوعاً فى معتقلات فكرية باتت فى حقيقة أمرها أنها لم تصمد منطقيا فى الدفاع عن الكثير مما تتحفظ عليه من قناعات ومن ثم سلوكيات عاكسة .. وكذلك فى حال أننا لا نتباكى تململاً من وراء قضبان الحسرة والألم والأشتياق أحياناً ..
و فى حال أن أحلامنا لا تتراشق كل لحظة من خلف الأضواء بالتمنيات والحسرة على أنطفائها .. وفى حال أن ظاهرنا هو المكافىء الفعلى لما نخفيه ..وفى حال أننا نرى يقيناً وعلى أقتناع صادق وشفافية نفسية أننا حقاً سعداء بما نحن عليه فى واقع حالنا .. !!
ولكننا فى حقيقة الأمر عكس ماذكرت تماما فى الكثير منه .. بل نحن نحتمى أحياناً بأدعاءات من القناعات الفارغة من الأقتناع وغالباً ما تترنح فى ثباتها من غلبة علامات التعجب فى بقائها .. والحقيقة الأشد مرارة ونعلمها جيدا ولكننا نجبن عنترياً من أن نتواجه بها .. هى أننا نعانى بالفعل واليقين من أشد حالات .. " الأزدواجية " .. والهوس الأدعائى والتجمل الشكلى والأصرار على ارتداء عباءات من أدعاءات الملائكية أما لنتراشق بقدسية طهارتنا وأما لنتصيد بها نقاط ضعف و وهن أحتياجات بعضنا وأما نلتحف بها لنخفى تقيحات حقيقتنا .. كما أننا أدمنا أيهام أنفسنا بمسكنات نتعاطها كل لحظة بأن سوء حالنا قدرى وحياتنا يجب أن تكون دوما فى حالة أحتضار ..
ونحن وهماً على طريق الصلاح ولسنا فى حالة أغتسال دائم فى توابيت الموت البطيىء .. وأستهداف الموت بات أسمى من أن نتمتع بحلال الحياة .. وفى صميم واقعنا بتنا نتحسر عليه أناء الأختلاء وأطراف الخفاء بدون أن تلبى عقولنا درجات ما من الأقتناع لما نحن عليه وفيه من رفضنا له .. !!
ياااا بنى بسر تصالحوا مع بشريتكم وتعرفوا على ماهية فكركم الحالى ومدى ضرورة مواجهتة بمنظومة من الأحلال والتباديل والتجديد والتغيير .. وفلترته أو حتى الأبقاء على بعض منه .. فمن الطبيعى أن سنظل خلال رحلة حياتنا .. نتعلم ونجرب ونغير ونتغير ونؤثر ونتأثر .. والمهم أن نربىء بعقولنا من أن تتخندق فى حالة تفجير أو تكفير ونمنحها حق الأنطلاق لتحلق دوماً فى حالة تفكير ..
نفكر ثم نتصالح مع منتوجاتنا الفكرية ونعدلها أن تتطلب ذالك .. لا أن نختفى خلف أزدواجيتها .. وأن نعلم ونعى أن من أهم اسباب أطالة متوسط عمر الحياة لكل فردا فينا هى أن تمنحنا فرصة تلو الأخرى لكى نتفقه فيها ونتعلم منها ونتغلب على تحدياتها و نتعايشها بما يسعدنا .. ونتذوق حلالها ونلفظ حرامها .. ونتوقف تفكيرياً عند علامات الأستفاهم التى تواجهنا ولا نتهرب منها ولا نكابر فيها .. لنصلح فى النهاية من شخوصنا ونتصالح دوما وتغييراً مع منهج حياتنا فتكون لدينا وقاية من أى أعراض محتملة للأحباط أو التحير والأهم الأزدواجية .. !!
فقط علينا أن نعلم ونتبدر ونفهم ثم نفعل مانراه أننا على حق ومباح وطبيعى فى أن نفعله أو لا نفعل لأننا لا نرغب فيه ولسنا على قناعة به ونراه باطل يقينى يجب أن نحترس منه .. المهم فى النهاية أن نعمل على نضيق الفجوات بين ما هو كأن و بين مايجب عليه أن نكون فى حياتنا بأمدادات جسور الأقتناع بما نفعله .. لا أن نتنصل منه علناً ثم نتباكى عليه كبتاً أو نتنافق ونذايد به مظهرياً أو نضيق عليه دينياً أو نتمنع عنه ثقافياً وموروثياً ونحن فى داخلنا راغبون حقاً فيه .. !!
ومعيارنا فى سبيل ذالك الأهم والأبدى والوحيد . هو أستحضار دائم ومتسمر وأبدى لرضى الله سبحانه حصرياً فى جل أفعالنا وأعمالنا وتقبلنا طوعاً لمراقبة ضمائرنا مراقبة صادقة وهادفة وموضوعية مرنة تحتوى كل سلوكيتنا وأن تحكمنا فعلاً الفطرية والقناعة وليس الأدعاء بها .. ولكن رضى الخالق وليس أرضاء لأى مخلوق .. رضى الخالق فعليا وليس أرتضاء بما يتحنجر به البعض علية .. رضى الخالق بما وسعه هو سبحانه علينا وليس بما ضيقه من يفتى بأسمه .. رضى الخالق وليس رضى كهانوت المجتمع وتابوهات الشرقية والتراث والموروثات .. وأن نعيش فى النهاية ذواتنا بحقيقتها وليس تدليسا لأقتناص ختم ارضاء الأخريين فى العلن .. ثم نتمرد علي المحرومين منه فى دواخل أنفسنا .. !!
كفاكم يا بنى بشر .. لعب أدوار ملائكية مُصطنعة تسقط أقنعتها مع أول تحدى جاد لها .. لأنكم بكل بساطة بشر .. فقط عليكم أن تكتشفوا مساحات حريتنا المتاحة حصرياً ممن خلقنا .. وهى للعلم مساحات شاسعة .. ولاتنخدعوا بمن يتكلم بأسم الله وحاولوا أن تفهموا مايرغبه هو سبحانة منا وهو حتماً وحباً ورحمة سيهدينا الى تفهم حقيقة مراده وجوهر ومبتغاه وستفلحوا حينها أن صدقتكم .. فى أن ترتقوا الى مرتبة .. أنسان .. !!
تحياتى وأشكركم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com