لن يرغب الرئيس الأفغاني الجديد، أشرف غني، في مباشرة مهام منصبه بعد أداء القسم رئيسا للبلد أخيرا في أعقاب جولة طويلة من النزاع.
يأتي تنصيب الرئيس الأفغاني الجديد بعد أشهر من صراع شابه الغموض، لاسيما بعد اتهامات بتزوير الانتخابات أدت إلى إعادة فرز الأصوات بالكامل، وانتهت بإبرام اتفاق بوساطة أمريكية، أسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
فما هي أبرز خمس تحديات تواجه الرئيس الجديد؟
الحفاظ على الوحدة
اتفاق تقاسم السلطة ينص على تولي عبد الله عبد الله منصبا يعادل رئيس الوزراء
على الرغم من أن أشرف غني ومنافسه عبد الله عبد الله أعلنا مساندتهما لاتفاق الوحدة بوساطة أمريكية، فإن بعض الحلفاء الرئيسيين لعبد الله أوضحوا جليا أن لديهم تحفظات على الاتفاق، حيث يعتقدون أن فوز غني في الانتخابات جاء بالتزوير.
لذا فعلى رأس أولويات الرئيس الجديد يأتي الحفاظ على وحدة هذه الحكومة الجديدة وتحويلها إلى كيان قوي.
كما يتعين إصلاح نظام الانتخابات بسرعة، فضلا عن إجراء انتخابات برلمانية العام المقبل. وليست هذه بالمهمة السهلة، فالكثير من الأفغان يساورهم القلق بشأن اتفاق الوحدة الهش الذي قد لا يدوم طويلا.
حث الأفغان على العمل
دفع الأفغان نحو العمل يحتل أولوية لدى الرئيس الجديد
تركت ستة أشهر من الغموض بشأن نتيجة الانتخابات أثرا مدمرا على الاقتصاد الضعيف بالفعل في البلاد، والذي يعتمد بقدر كبير على المساعدات الأجنبية.
فمما لا شك فيه أن غني وما يتمتع به من خبرة سابقة كخبير اقتصادي لدى البنك الدولي، حيث تعامل مع مشاكل دول فاشلة، تؤهله لمهمة إنعاش اقتصاد البلاد. غير أن العقبة الكبرى التي تواجهه هي الفساد المستشري في أفغانستان.
وعلى الرغم من أن غني قال إنه لن يتسامح مع الفساد، فأي نجاح يحققه سيعتمد على ما إذا كان بمقدوره تحقيق إصلاح جاد أم لا، بعد أن أخفق سلفه حامد كرزاي في التعامل مع هذه القضية.
تحقيق الأمن
يستعد الجنود الأفغان لمواجهة مسلحي طالبان بأنفسهم
يتولى أشرف غني مهام منصبه في وقت حساس قبيل الانسحاب المقرر للقوات الدولية المقاتلة بحلول نهاية عام 2014.
فاعتبارا من العام المقبل، ستتولى القوات الأفغانية، المؤلفة من نحو 350 ألف جندي ليسوا مجهزين جيدا، مهمة الحرب ضد حركة طالبان، بعد أن كانت تتصدى لها قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) المؤلفة من 150 ألف جندي والمدعومة بمعدات عسكرية حديثة.
وفي الوقت الذي اختلف الساسة بشأن نتائج الانتخابات، حققت طالبان مكاسب كبيرة في بعض المناطق. وكان غني يرأس لجنة معنية بمراقبة انتقال مسؤولية الأمن، لذا فهو على دراية جيدة بالجيش الأفغاني.
كما يعرف أن الجيش سيعتمد على المساعدات العسكرية الأمريكية خلال السنوات المقبلة. وقال غني، على النقيض من سلفه، إنه سيوقع على اتفاقية الأمن الثنائية التي طال انتظارها مع واشنطن والتي تضمن بقاء بضعة الآف من القوات الأجنبية في البلاد.
محادثات أم لا؟
مجلس السلم الأعلى في أفغانستان يراقب المحادثات مع طالبان
قال أشرف غني إن الصراع في بلده سيجري تسويته بالوسائل السلمية، لكنه ورث عملية محادثات مع طالبان.
ويساور الكثير من الأفغان الشك في تحقيق مستقبل أفضل في ظل رئاسة غني. فطالبان تنعت كلا من أشرف غني وعبد الله عبد الله بأنهما "دمى أمريكية"، وهو نفس المصطلح الذي استخدموه لوصف حامد كرزاي. كما تشير تطورات الأوضاع في ميدان المعركة إلى أن طالبان مازالت منصرفة بالكامل نحو الحرب.
وماذا عن دور زوجته؟
يواجه أشرف غني خيارا صعبا عندما يتعلق الأمر بدوره في المستقبل ودور زوجته رولا، فهي أمريكية من أصول لبنانية والتقى الاثنان في سبعينيات القرن الماضي أثناء دراستهما في الجامعة الأمريكية في بيروت.
ودوما ما يخبو دور السيدة الأولى في أفغانستان. لكن هذه المرة يبدو أن الوضع مختلف.
فقد ظهرت رولا غني علنا للمرة الاولى في مطلع العام الجاري متحدثة خلال إحدى الاجتماعات الخاصة بحملة زوجها الانتخابية. وكان ظهورها يتسم بالإيجابية، وتعتقد بعض الناشطات الأفغانيات في إمكانية أن يكون للسيدة الأولى الجديدة دور فعال له تأثير إيجابي على حياة النساء.
لكن من غير الواضح حجم هذا الدور البارز الذي قد تلعبه في مجتمع ذكوري يتسم بالتحفظ الشديد، وكذلك ما إذا كان زوجها سيريد منها أن تحاول وتخوض التجربة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com